أنا وهو

دَعهُم يَذهبُونْ

سيد على
سيد على

فى الحياة، يخطو الناس خطوات بحثا عن الحقيقة، يتقدمون تارة، ويتراجعون تارة أخرى، تحيط بهم الأخطاء والآلام، لكن توق وشوق الوصول، يدفعهم للاستمرار فى محاولات إدراك شاطئ الحقيقة الأصيلة. فى هذا الطريق، كم نخطئ فى حق أنفسنا، أخطاء بسيطة أحيانا قليلة، وجسيمة مدى الحياة، التحذيرات تحاصرنا من كل حدب وصوب ونحن نتجاهلها بكل حماقة، لا نلقى لها بالا، رغم إثارتها بعض المشاعر والأحاسيس التى نختزنها داخل أعماقنا، ونظل كما نحن أغبياء بلا توقف، يتملكنا الخوف من الأيام، من الأماكن، من المشاعر، من المستقبل، من أقرب المحيطين بك، من أنفسنا، وأيضا الخوف من عدم قدرتنا على إتخاذ القرار فى وقته الصحيح. عند وصولك لهذه المرحلة يجب أن تقف وتعيد النظر والتقييم، تبدأ من جديد رحلة البحث عن النفس، عن ذاتك، وتبحث عمن يريد أن يرافقك فى رحلة الحياة، بعيدا عن استنزافك واستغلالك، فلا يجب الإصرار على أشخاص لا يرغبون فى التواجد أو البقاء معك، إذا تمسكت بهؤلاء ستفقد حياتك، ستضطر للتنازل، والتنازل يتبعه تنازل وهكذا، وستجد أنك تعيش لغيرك، وفى لحظة صدق وصراحة مع النفس ستكون الإجابة.. دعهم يذهبون. يقول أحد علماء التنمية البشرية، «إذا أغلق فى وجهك باب، لا تصر على فتحه»، فذلك لا يعنى النهاية، بل بداية طريق جديد، لا تضيّع وقتك وجهدك فيما لا يفيد بالوقوف أمامه، انطلق وابحث عن باب آخر أفضل منه.. ودعهم يذهبون.

فى أى علاقة يجب أن تسأل نفسك، ما الثمن الذى أتحمله من أجل استمرارها، وكن صادقا وواضحا، لا تراوغ، لا تكذب، لا تدارِ، لا تتوارَ، أجب إجابة واضحة، لا تربط حياتك ولا مصيرك بمن يريد الابتعاد عنك، فأنت وحدك تمتلك أيامك، حياتك، وأنت أيضا من سيدفع الثمن من صحتك، راحتك، كرامتك، حتى عندما يتركك الأشخاص الذين تظن أنهم الأقرب إليك.. دعهم يذهبون. لا تترك فى حياتك أشخاصا تحتاج إلى بذل مجهود كبير وضخم من أجل التعامل معهم والاحتفاظ بهم، مصاصو طاقتك الإيجابية، ابتعد عنهم.. ودعهم يذهبون. «بعض الناس يتغذون على تعاسات الآخرين»، وعندما تخبر أحدهم الحقيقة، يكرهك، لذا لا تتردد.. ودعهم يذهبون.