جامعة تقنية فى الطريق .. ومجمع طبى عالمى لخدمة القاهرة وشمال الصعيد

د. السيد قنديل رئيس جامعة حلوان| تحويل مديونية الجامعة من 500 مليون جنيه إلى 250 مليون جنيه فائض

د. السيد قنديل خلال حواره مع «الأخبار»
د. السيد قنديل خلال حواره مع «الأخبار»

يؤمن بأن جامعة حلوان تستحق مكانة أفضل ، فهى تضم أقدم كلية داخل الجامعات المصرية وهى كلية الفنون التطبيقية التى أنشئت 1839 ، وتبعتها كلية الفنون الجميلة فى بداية القرن العشرين ، وأسهمتا فى إنشاء كليات الفنون فى مصر والشرق الأوسط، كما تتمتع الجامعة بامتلاكها تخصصات تكنولوجية متفردة، على مدار عام وفور توليه رئاسة جامعة حلوان يسابق الزمن ومعه فريق متميز إلى دخول الجامعة مثلث الريادة ،كما يذكر د. السيد قنديل رئيس جامعة حلوان فى حواره لـ « الأخبار» من خلال خطة شاملة أساسها : تحرير الجامعة من مديونياتها .

جامعة منتجة تقوم على الاكتفاء الذاتى والتصنيع ، برامج بينية وتبادلية متميزة قادرة على اقتحام سوق العمل ، بحث علمى ليس للنشر فقط ، بل يخدم ويدعم الصناعة ويحقق قيمة مضاقة للاقتصاد ، وقبل ذلك الاستفادة من قدرات الكوادر البشرية التى تمتلكها الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وعاملين ، وإلى نص الحوار .

بداية.. ما أهم التحديات التى واجهتك فور توليكم المسئولية؟

جامعة حلوان لم تنل قدرها كجامعة عريقة بنطاق القاهرة الكبرى ، فهى منذ تأسيسها لها طبيعة خاصة، مقارنة بجامعتى عين شمس والقاهرة، فكلياتها ورغم أنها الأقدم بداية من كلية الفنون التطبيقية التى تأسست عام 1938 وكلية الفنون الجميلة التى تأسست مع بداية إنشاء جامعة القاهرة ، كذلك امتلاكها لأول كليات للتربية الرياضية والخدمة الاجتماعية والاقتصاد المنزلى ، وأسهمت كل هذه الكليات فى إنشاء نظيراتها على مستوى مصر والشرق الأوسط، لكن تفرق كليات الجامعة أبعدها بقدر كبير عن دائرة الضوء لفترات بعيدة ، وعندما تقرر الإعلان عن تأسيس جامعة حلوان عام 1975، قامت الدولة بجمع كافة الكليات المتفردة والكليات القديمة المتميزة ذات النوعية الخاصة بها تحت مظلتها، وأهم ما يميزها أنها جامعة تكنولوجية فنية ذات طبيعة خاصة.

الاكتفاء الذاتى 

وكيف تتم الاستفادة من الطبيعة الخاصة للجامعة؟

تحقيق الاكتفاء الذاتى للجامعة فى كل المجالات حيث تحتوى على كليات فنية وتكنولوجية هى أساس الصناعة، فالمستهدف الأخير هو تحقيق جودة التعليم من خلال وجود معمل وورشة وطالب يتم تدريبه على أعلى مستوى للخروج بمنتج، وهدفنا تجهيز طالب بكل مفرداته الدراسية ليكون لديه مشروع صغير لتحقيق الكفاية الذاتية وتحقيق تنمية الجامعة الذى ينعكس بدوره على تحقيق التنمية فى مصر وتحقيق أهداف الجمهورية الجديدة، لذا لابد أن نستثمر الأفكار الخاصة بالشباب، ليكون هناك منتج صنع فى جامعة حلوان، وتوجيه ميزانيات الشراء فى الجامعة للتصنيع الذاتى ، ووجهت المسئولين بالجامعة لتوفير احتياجاتهم من أثاث وتغذية ومطبوعات من خلال الوحدات الإنتاجية، بدون هالك وحسن استغلال موارد الجامعة للحفاظ على أصولها ومقدراتها، من أجل عودة جامعة حلوان «منتجة» تحقق الاكتفاء الذاتى لنفسها والمجتمع المحيط.

وكيف بدأتم تحقيق ذلك؟

نجحت الجامعة بجدارة فى اختبار استضافة الحدث الكبير ، وهو أسبوع شباب الجامعات الذى انتهت فعالياته مؤخراً بمشاركة أكثر من 3500 طالب من 44 جامعة و معهداً ، وأثبتنا قدرة الجامعة أن تكون قبلة لشباب الجامعات ، وقررنا وقت الاستعداد لأسبوع شباب الجامعات خلق نماذج للاكتفاء الذاتى ، فقام طلاب كليتا الفنون التطبيقية والاقتصاد المنزلى بتلبية احتياجات أسبوع الشباب بتصنيع مستلزمات الغرف وحقائب الطلاب وشعارات الأسبوع.

ما أصعب العقبات التى واجهتك فى بداية المهمة كرئيس للجامعة؟

من البداية كنت على دراية بحجم الصعوبات والتحديات التى تنتظرنى ، واستعنت بفريق عمل متميز وبدأنا تنفيذ خطوة للنهوض بالجامعة ووضعها فى المكانة التى تستحقها.

وما أبرز ما تحقق ؟

نجح برنامج ترشيد واستغلال الإمكانيات البشرية فى إنهاء مديونية الجامعة، والتى تجاوزت ٥٠٠ مليون جنيه ، بل وحققنا 250 مليون جنيه فائض ، وبلغ الحساب الدولارى للجامعة ١٠.٥ مليون دولار، وذلك بعد نجاحنا فى مضاعفة أعداد الطلاب الوافدين من ألفين طالب إلى 4 آلاف طالب ونسعى إلى رفع هذا العدد إلى ما يعادل ١٠% من إجمالى أعداد طلاب الجامعة.

البحث العلمى 

لدينا علاقة عكسية بين النشر العلمى ومردوده على الصناعة؟

البحث العلمى ليس للنشر الدولى فقط ، بل هو أداة قوية لخدمة الدولة وتحقيق التنمية المستدامة، ولابد أن يسهم فى خدمة الصناعة ، وفى جامعة حلوان لدينا اهتمام بالأبحاث التطبيقية، و قمنا بإنشاء مجلس علماء خاص بالجامعة فى إطار الالتزام لدعم البحث العلمى والابتكار ،وتم تخصيص 10% من دخل الجامعة للبحث العلمى ، هو ما سيسهم فى الارتقاء بالتصنيف العالمى للجامعة ، ولدينا شراكات قوية لتنفيذ عدد من المشروعات المهمة التى تحتاجها الدولة .

وما أهم هذه المشروعات؟

فاز فريق بحثى بكلية الهندسة بحلوان بأول مشروع بحثى ممول لإنتاج الهيدروجين الأخضر من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار «STDF» بقيمة تمويل مليونى جنيه ، وهذا المشروع يأتى فى إطار مبادرة اتحضر للأخضر وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بمؤتمر المناخ COP 27 للتوجه نحو توطين تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر بمصر .

وقدم طلاب كلية هندسة المطرية ، مشروعاً إبداعياً يقوم على تحويل سيارة تعمل بمحرك احتراق داخلى إلى سيارة كهربية بالكامل صديقة للبيئة ، وتقوم فكرة المشروع على تحويل السيارات المستعملة إلى كهربائية بالكامل صديقة للبيئة ، ويجرى التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع فى العديد من المجالات التى تستطيع الجامعة أن تتميز فيها لتنفيذ مشروعات،فى مجالات الوقود الحيوى والطاقة البديلة والطاقة الشمسية ، والأمن السيبراني، والتصميم الصناعى الطبي، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعى ، وحل مشاكل الأسمنت ، ومجال الفضاء والأقمار الصناعية.

ماذا عن دور كليات التربية؟

وقعنا بروتوكول تعاون مع وزير التربية والتعليم لتقديم «الدبلومة المهنية للقيادة التربوية والأمن القومي» للكوادر المختارة ضمن المبادرة الرئاسية ١٠٠٠ مدير مدرسة من شباب المعلمين ، خاصة وأن الجامعة تمتلك قطاعاً تربوياً كبيراً يضم كليات التربية، والتربية الفنية والتربية الموسيقية، والتربية الرياضية بنين وبنات، والاقتصاد المنزلي، ويستهدف البروتوكول تثقيف وإعداد وتأهيل الكوادر من العاملين فى المجال التربوى بقطاع التربية والتعليم من خلال برنامج دبلوم مهنى مكثف ، يركز على مهارات التخطيط التربوي، وسيكولوجية القيادة التربوية، وإدارة التفاوض والاجتماعات المدرسية، وإدارة المناهج والأنشطة المدرسية، وقيادة التغيير والثقافة التنظيمية، والمسئولية المجتمعية، بالإضافة إلى التحول الرقمى فى الإدارة التربوية، والقيادة المستدامة، والأمن القومى والقيادة الاستراتيجية، والأمن القومى وقيادة الثورة الصناعية الخامسة.

البرامج الدراسية

أين وصلت محطة تطوير «التربية الرياضية»؟

بدأنا وفق فلسفة واستراتيجية تطوير كليتى التربية الرياضية، والتطوير لا يتوقف عند تعديل المسمى إلى «علوم الرياضة» ، بل يشمل اللوائح والبرامج الدراسية ، بما يتماشى مع سياسات جامعات الجيل الرابع ومتطلبات سوق العمل المحلية والدولية ، والتطوير يهدف أيضا إلى مواكبة التطورات العالمية فى قطاع الرياضة، للعمل على استعادة دور القطاع الرياضى الذى تهتم به الدولة بصورة كبيرة، والكشف عن الموهوبين الرياضيين وتطوير البنى التحتية، وبناء الشراكات الخارجية وتعزيز القدرات المالية التمويلية للكليات الرياضية، لتحقيق جودة العملية التعليمية وتطوير مواصفات الخريجين، فى ظل انتشار المسمى العالمى لاسم «علوم الرياضة» ، ومؤخراً شاركنا وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحى فى افتتاح حاضنة الأميرة فايزة بكلية تربية رياضية للبنات بالجزيرة، وهى خطوة توضح مدى الاهتمام بتطوير الرياضة ودمج المجالات العلمية مع التطبيق على أرض الواقع فى مختلف المجالات، حيث تعمل الحاضنة على دعم مجالات الأعمال الرياضية واحتضان الأفكار الجديدة فى مختلف المجالات الرياضية، بالإضافة إلى خلق فرص عمل لرواد الأعمال للبدء فى مشروعاتهم المختلفة.

ماذا عن المشروعات المستقبلية لجامعة حلوان؟

نحن بصدد إنشاء كليتين جديدتين للزراعة والطب البيطرى على مساحة 59 فداناً بمدينة 15 مايو ، وسيتم نقل كلية التغذية إليها ، وذلك لدعم الزراعات الصحراوية بالمنطقة المجاورة ، وخدمة التصنيع الغذائى.

وهناك خطة لإنشاء جامعة حلوان التقنية بمجمع الأميرية التابع للجامعة ليصبح عدد جامعات حلوان 3 فروع ( الحكومية - الأهلية - التقنية) كل منها له برامج مختلفة ، و من المنتظر أن تعلن وزارة التعليم العالى قريباً تفاصيل إنشاء هذه الجامعة التى ستكون معتمدة بشركات دولية ، وستقدم برامج دراسية بأحدث الطرق الدولية وأحدث نظم التعليم الجامعي، باستخدام برامج بالساعات المعتمدة ، لتلبى متطلبات و احتياجات العصر و سوق العمل .

الشكر للقيادة السياسية 

بذكر الجامعة الأهلية ما الإضافة التى قدمتها جامعة حلوان الأهلية لمنظومة التعليم الجامعى؟

لابد أن نوجه الشكر للقيادة السياسية على رؤيتها الثاقبة ودعمها لإنشاء 12 جامعة أهلية فى توقيت ملح لتلبية الطلب المتزايد على التعليم العالى ، كذلك احتضان أبنائنا الدارسين فى الخارج العائدين من دول النزاعات والحروب ،وجامعة حلوان الأهلية بما تمتلكه من إمكانات كبيرة تمثل إضافة فى منظومة التعليم الجامعى ، حيث تطبق تقنيات التعليم والتعلم والبحث العلمى الحديثة والمبتكرة لتوفير تعليم شامل وعالى الجودة لتجهيز خريجين قادرين على التنافس محليًا ودوليًا ليكونوا قادة المستقبل، وتقدم برامج بينية بالمعايير الأكاديمية الدولية بما يتفق مع الجامعات الذكية للجيل الرابع لتلبية احتياجات سوق العمل من الخريجين ، ولدينا 8 كليات تضم 21 برنامجاً حديثاً استقطبت هذا العام 3 آلاف طالب وطالبة.

أين وصلت مشروعات تطوير مستشفيات الجامعة؟

افتتحنا مؤخراً المرحلة الثانية لتطوير مستشفى بدر الجامعى ، حيث تم دعم وحدة الرعاية المركزة بـ 12 سريراً ليصل إجمالى عدد أسرة الرعاية 25 سريراً ، وتم افتتاح القسم الداخلى بـ 21 سرير رعاية متوسطة ، وافتتاح وحدة الغسيل الكلوى بإجمالى 18 سريراً، ونعمل على تطوير قطاع المستشفيات الجامعية وزيادة عددها لخدمة جميع منتسبى الجامعة ومنطقة جنوب وشرق القاهرة وخط الصعيد ، وبدأنا فى إنشاء مجمع طبى بمستوى عالمى بالجامعة يضم مستشفى اقتصادياً تعليمياً سيزود بأحدث الأجهزة الطبية ، وذلك نظرًا للحاجة الملحة لاستكمال توفير متطلبات كلية الطب، إضافة إلى توفير احتياجات الجامعة الطبية والتعليمية حيث يوفر هذا المشروع المهم الاحتياجات الضرورية اللازمة لتعليم وتدريب الطلاب بشكل يربط العلم النظرى هذا بالإضافة إلى ما سيوفره المجمع من إمكانات علاجية لأهالى جنوب وشرق القاهرة وشمال الصعيد ، والمستهدف أن يحتوى المجمع الطبى الجديد على 1600 سرير، وسيتم افتتاحه وتشغيل أجزاء منه، لتكتمل جميع مراحله خلال 4 سنوات .

ماذا عن تحسين أحوال العاملين بالجامعة؟

وضعنا الاهتمام بالرعاية الصحية للعاملين بالجامعة وكافة منتسبيها على قائمة الأولويات، ونعمل على تنفيذ منظومة التأمين الصحى الشامل على نحو أكبر من الكفاءة مع تزايد عدد الخدمات الطبية المقدمة ضمن المنظومة، حتى يتمكن جميع منتسبى الجامعة من الاستفادة منها، وتعاقدت الجامعة مع شركة للرعاية الصحية من أجل توفير الرعاية الطبية للعاملين أسوة بأعضاء هيئة التدريس، وذلك من خلال صندوق تحسين أحوال العاملين بالجامعات المصرية، وتم لأول مرة توفير كارت التأمين الصحى وتوزيعه على كافة العاملين بالجامعة.