تحذيرات أممية من تفشى الأمراض فى درنة.. ومقتل خمسة من فريق إغاثة يونانى

استمرار عمليات انتشال جثث ضحايا «دانيال» في ليبيا

فرق الإنقاذ تواصل انتشال الجثث من شواطىء مدينة درنة المدمرة
فرق الإنقاذ تواصل انتشال الجثث من شواطىء مدينة درنة المدمرة

دخلت عمليات الإنقاذ فى ليبيا أسبوعها الثانى، أمس، حيث تواصل فرق الإنقاذ انتشال عشرات الجثث، رغم ارتفاع الأمواج قبالة سواحل مدينة درنة التى دمرتها الفيضانات، وتراجع آمال العثور على ناجين.  وأدّت الأمطار الغزيرة التى تساقطت بكميات هائلة على مناطق فى شرق ليبيا، الأسبوع الماضى بسبب مرور العاصفة «دانيال»، إلى انهيار سدّين فى درنة، ما تسبّب بتدفّق المياه بقوة فى مجرى نهر يكون عادة جافًا. وجرفت المياه أجزاء من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة، ما وصفه البعض بـ»تسونامى»، وحطّمت الجسور التى تربط شرق المدينة بغربها.

وأكدت مراسلة وكالة «فرانس برس» فى درن»، أن كل المشاهد فى المدينة التى كانت تضم 100 ألف نسمة، تروى أن كارثة مرّت من هنا حيث» هناك جسور مشطورة نصفين، سيارات منقلبة وشاحنات محطمة، أعمدة كهرباء وأشجار مقتَلعة من جذورها، وأغراض شخصيّة ممزوجة بالطين، حتى أن لون مياه البحر بات بنيًّا». ووسط الخراب الذى عمّ المدينة، تُنتشل جثث كل يوم من تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو من البحر وتُدفن. وطمر الوحل معظم الضحايا أو جرفتهم المياه الى البحر المتوسط. وقال الليبى محمد الزاوى (25 عامًا) الذى يقطن فى منزل قريب من الشاطئ في درنة إنه رأى ليلة الكارثة «جرفًا كبيرًا من المياه يجلب معه سيارات، وناساً، وأغراضاً، ثم صبّ كل شىء فى البحر».

وخوفاً من انتشار الأمراض عَقب الفيضانات المدمّرة التي أودت بحياة أكثر من 11ألف شخص إلى جانب 10 آلاف مفقود، بدأت السلطات بعملياتِ تطهيرٍ لمدينة درنة، حيث بلغت المساحةُ الإجمالية للمنطقة التى غمرتها السيولُ والفيضانات ستةَ كيلومترات مربعة. من جانبها، حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس، من أن مدينة درنة الليبية المنكوبة، تواجه خطر تفشى الأمراض التى قد تؤدى إلى «أزمة ثانية مدمرة».

وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن المتضررين الذين بات 30 ألفا منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، فى ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا إن «فرقا من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على الأرض لتقديم مساعدات ودعم للمتضررين من العاصفة دانيال والفيضانات». لكنها حذرت من أن المسئولين المحليين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة «يساورهم القلق بشأن خطر تفشى الأمراض، خاصة بسبب المياه الملوثة ونقص الصرف الصحى». وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فى بيان إن «الفريق يواصل العمل لمنع انتشار الأمراض، والتسبب بأزمة ثانية مدمرة فى المنطقة»..

من جانب آخر، قتل خمسة أفراد من فريق إغاثة يوناني في حادث سير بعد وصولهم إلى ليبيا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.

وأدى الحادث كذلك الى مقتل ثلاثة من أفراد عائلة ليبية وجرح اثنين آخرين، وفق وزير الصحة في شرق ليبيا عثمان عبد الجليل الذى أشار الى أن الحادث وقع حين اصطدمت مركبة الفريق اليونانى بسيارة كانت تقل العائلة. ووصف رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، الحادث «الذي أدى للأسف إلى مقتل خمسة من أعضاء الوفد اليونانى» بأنه «مأساوي».

وأعرب على صفحته على فيسبوك عن أسفه لأن «هذه المأساة حدثت أثناء قيامهم بالواجب النبيل المتمثل فى العمل الإنسانى والتضامن الدولي. البلاد بأكملها في حالة حداد».

وذكرت هيئة أركان الجيش اليوناني في بيان أنه «ستتم إعادة خمس جثث، بينهم ثلاثة مسئولين من الجيش اليوناني ومترجمان من وزارة الخارجية اليونانية كانوا يشاركون فى فريق الإنقاذ، إلى أثينا» على متن طائرة عسكرية يونانية.

وأعلن وزير الدفاع نيكوس ديندياس الاثنين فترة حداد فى الجيش لمدة ثلاثة أيام.