الحرب المدمرة.. تقديرات خسائر الجيش الأوكراني تتجاوز التقارير الرسمية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تعتبر الحرب القائمة حاليا بين روسيا وأوكرانيا من أكثر النزاعات دموية في السنوات الأخيرة، إذ يتكبد طرفا الصراع خسائر فادحة في أرواح الجنود والمدنيين على حد سواء. وفي ظل غياب الشفافية حول الأرقام الدقيقة للخسائر، تأتي تصريحات مسؤولين أوكرانيين للكشف عن حجم الكارثة التي منيت بها القوات المسلحة الأوكرانية منذ اندلاع القتال.

ففي تقرير صحفي غير مسبوق، بحسب موقع بولتوفا الأوكراني، كشف مسؤول تجنيد عسكري أوكراني عن مدى الخسائر الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة الأوكرانية منذ العام الماضي، حيث قال إن 90% من الجنود الذين تم تعيينهم في وحدات الجيش الأوكراني منذ خريف العام الماضي قد قتلوا أو أصيبوا.

ووفقا لتصريحات فيتالي بيريجني الضابط المسؤول عن التجنيد العسكري في منطقة بولتافا الأوكرانية، فقد أشار إلى أن عدد الجنود الذين انضموا للوحدات العسكرية في خريف العام الماضي بلغ 100 جندي، لكن عدد الباقين اليوم على قيد الحياة لا يتجاوز 10-20 جندي فقط، بينما قضى باقي الجنود حتفهم أو أصيبوا بجروح.

وهذا يشير إلى أن تقديرات الخسائر الأوكرانية تجاوزت بكثير الأرقام التي يُعلنها الجانب الأوكراني رسمياً، حيث لم تتجاوز 71 ألف قتيل حسب تقديرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في السياق ذاته، أكد مسؤول التجنيد أن الجيش الأوكراني بأمس الحاجة لتعزيزات إضافية بسبب هذه الخسائر الفادحة. ودعا سلطات محلية لمساعدة الجيش في تعبئة المزيد من المجندين وإنشاء لواء مدرع كبير في المنطقة.

وتعكس هذه التصريحات حجم الكارثة التي يواجهها الجيش الأوكراني ومدى التراجع الذي لحق بقدرته القتالية، خاصة وأن المعركة تستمر منذ أكثر من عام دون توصل لحلول سياسية. وتؤكد على ضرورة سرعة إيقاف القتال والوصول لحل تفاوضي لوقف سفك الدماء.

ومن جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن أوكرانيا لن تتفاوض إلا عندما تكون قريبة من نفاد مواردها لردع القوات الروسية. كما توقع بأن السلطات الأوكرانية ستطلب التفاوض حينها لترميم قدراتها العسكرية المنهارة.


وبالفعل، يبدو أن هذا السيناريو سيتحقق قريبا بسبب الخسائر الضخمة التي لحقت بالجيش الأوكراني، حيث فقد فاقت توقعات السلطات الأوكرانية حتى. مما سيدفع بالضرورة إلى البحث عن حلول سياسية لوضع حد للقتال وترميم القدرات العسكرية.

وتكشف هذه الحادثة النقاب عن حجم المعاناة التي يعيشها أبناء الشعبين الأوكراني والروسي جراء هذا الصراع المسلح. حيث يتعرض الآلاف من الجنود للموت أو الإعاقة يوميا، في حين تتعرض البنية التحتية والمدنيين للدمار. وهو ما يجب أن يدفع الجانبين للتوقف عن سفك الدماء والبحث عن حلول سياسية دائمة لهذه الأزمة.

وبات واضحا أن أوكرانيا بحاجة ماسة للتفاوض ووقف إطلاق النار من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قواتها المسلحة، التي باتت على شفا خطر الانهيار التام.

ومع استمرار القتال لأكثر من 8 أشهر، لحقت خسائر فادحة بالجيش الأوكراني، حيث أكد مسؤول التجنيد العسكري في منطقة بولتافا أن 90% من الجنود الذين تم تعيينهم منذ خريف العام الماضي قد قتلوا أو أصيبوا.


كما أنه يشير إلى أن الجيش الأوكراني قد فقد نحو ثلث قواته البالغة عددها قبل الحرب 900 ألف جندي.

وبالتالي، فإن تصريحات الضابط الأوكراني العسكري تعكس بوضوح حاجة كييف الماسة لوقف إطلاق النار والبدء في محادثات جدية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي هذه المعركة الدامية التي لحقت بالبلدين أضرارا بالغة لن تُصلح إلا بالسلام.


اقرأ أيضا | الجيش الأمريكي يفشل بتجربة صاروخ فرط صوتي