سفاح على سلم الطائرة !

سفاح على سلم الطائرة !
سفاح على سلم الطائرة !

المكان، مدينة الدوحة عاصمة قطر، الزمان قبيل مدفع الإفطار بدقائق أواخر شهر رمضان الماضى، المشهد شاب يبدو من لهجته أنه مصرى يرتدى ملابس رثة مهلهلة، يجلس على قارعة الطريق يبكى بحرقة بصوت مرتفع، يندب حظه التعيس فى ليالى الغربة الطويلة، يستوقف المشهد الإنسانى ثلاثة شبان مصريين بينهم شقيقان من محافظة المنيا، الأول عبد السلام. م، مقاول والثانى شقيقه الأصغر جمعة، وثالثهم صديقهم مهندس مصرى من الفيوم يدعى على.

ا، ويعملون جميعًا بشركة واحدة، يأخذ منها عبد السلام مقاولات لحسابه، يقترب الثلاثة من الشاب، يطبطب عليه الثلاثة ويطلبون منه التوجه معهم إلى مسكنهم لتناول الإفطار، وبعدها يعرفون مشكلته ويحاولون مساعدته، يسرع معهم الشاب الباكى يتناول معهم الإفطار، والسحور، أكرموه، وأعطوه الأموال وعلبة سجائر بالرغم أنهم لا يدخنون، وطلبوا منه أن يقص عليهم حكايته وسبب بكائه، فقال إن اسمه تامر من شبرا الخيمة ويعمل مبلط محارة، وإنه كان قد حجز تذكرة لحضور كأس العالم المقام بالدوحة، وقرر أن يتخلف عن العودة لمصر باحثًا عن لقمة عيش حلال، ومتسعٍ من الرزق بقطر؛ لأنه يعول أسرة كبيرة، وأضاف الشاب بدموعه أنه توقفت به سبل الحياة وأصبحت مهنته غير مطلوبة، فانتهز فرصة كأس العالم وجاء يبحث عن أى عمل بقطر منذ شهرين وفشل فى العثور على فرصة عمل، وأنه نفدت أمواله وجائع منذ 4 أيام لم يتناول خلالها أى طعام وأوشك على الهلاك، هدأ الشبان الثلاثة من روعه، وطمأنوه بأنهم سيبحثون له عن عمل ولن يتركوه، وطلبوا منه ألا يحمل هم المأكل والمشرب والمسكن وأنه سيقيم معهم حتى تستقر أحواله المادية، وليتهم ما استضافوه فقد قتلهم جميعًا ثم ذبحهم وسرق أموالهم وملابسهم وتحويشة عمرهم وجوازات سفرهم بعد أن حجزوا له تذكرة الطائرة للعودة إلى مصر واشتروا الهدايا له ولأسرته وهرب إلى مصر بعدما ارتكب جريمته بعد أن قدموا له يد العون والمساعدة، ليؤكد المثل القائل، اتق شر من أحسنت إليه، ولأنه لا توجد جريمة كاملة فقد كان القدر له بالمرصاد، عقب ركوبه الطائرة تم اكتشاف الجريمة البشعة وأبلغوا السلطات القطرية وتم تحديد خط سير الطائرة التى توقفت ترانزيت بالكويت وأبلغت السلطات القطرية الإنتربول الذى أبلغ الأمن المصرى، وتم القبض عليه على سلم الطائرة وعثر معه على المسروقات وجوازات سفر الشبان الثلاثة وملابسهم ومشغولاتهم الذهبية. وتم إعادته مكبلًا بالأغلال والكلبشات لمحاكمته فى قطر، حيث مسرح الجريمة التى ارتكبها هناك.


البداية استقر تامر مع الشبان الثلاثة وأقام معهم إقامة كاملة وعرّفوه على أصدقائهم من أفراد الجالية المصرية بقطر؛ نظرًا لأنهم محبوبون بين أقرانهم المصريين والقطريين، وظلوا يبحثون له عن عمل طوال شهرين كاملين، ولكن باءت جهودهم بالفشل الذريع فى إيجاد فرصة عمل لتامر، ولكنهم بدأوا يلاحظون عليه أنه يتاجر بتعطله عن العمل، وكلما جلس مع أحد من أعضاء الجالية المصرية يطلب منه أموالًا على سبيل السلف وبدأ يُسىء إليهم بتصرفاته وشعروا بأن أصدقاءهم مستاءون من تصرفات تامر، ورغم أنهم حذّروه من ذلك إلا أنه استمر على المتاجرة بظروفه لدى الجميع ، ويقوم باقتراض الأموال دون ردها، اجتمع الأصدقاء الثلاثة وقرروا تسفير تامر إلى مصر نظرًا لعدم إيجاد فرصة عمل له بقطر وجمعوا النقود من بعضهم ونزلوا لشراء بعض الهدايا له ولأسرته وحجزوا تذكرة سفر، وأخبروه بأنه سيعود إلى مصر بعد 72 ساعة، وطلبوا منه الاستعداد للسفر

والعودة إلى أرض الوطن، ورغم أن الأصدقاء أكرموه واستقبلوه واستضافوه وأقام معهم بلا مقابل ووفّروا له المسكن والمأكل والمشرب والملابس، إلا أن تامر تحوّل إلى شيطان وقرّر الانتقام من الثلاثة ولابد أن يقتلهم ثم يذبحهم ويسرق كل مدخراتهم، وقبل السفر بساعات، دس تامر المخدر لعبد السلام وشقيقه جمعة، وقام بجمع كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، بالإضافة إلى أموالهم وجوازات سفرهم وملابسهم وجمعها فى حقيبة سفر كبيرة وعندما آفاق الشقيقان من تأثير المخدر فوجئا بتامر يسرق مدخراتهم من الخزينة حاولا منعه، فانهال عليهما طعنًا بسكين كان قد اشتراه وأخفاه بملابسه حتى أجهز على الشقيقين، ثم قام بذبحهما، وانتظر عودة صديقهم الثالث على من عمله خلف الباب وعندما فتح باب الشقة وسأل على صديقيه انهال تامر عليه طعنًا حتى سقط مغشيًا عليه ثم قام بذبحه وسرقته.