إعلان نيروبي والتمهيد لمرحلة جديدة فى أزمة المناخ

زعماء أفارقة لدى الإعلان الختامي لقمة المناخ الأفريقية الأولى في العاصمة الكينية نيروبى
زعماء أفارقة لدى الإعلان الختامي لقمة المناخ الأفريقية الأولى في العاصمة الكينية نيروبى

كتبت: سميحة شتا

اختتمت قمة المناخ الأفريقية الأولى بالعاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضى، بدعوة زعماء العالم للوقوف وراء فرض ضريبة عالمية على الكربون والوقود الأحفوري والطيران والنقل البحري، والسعى إلى إصلاح النظام المالى العالمى الذى يجبر الدول الأفريقية على دفع المزيد لاقتراض الأموال.

وقد دعا الزعماء الأفارقة لتخفيف عبء الديون في جميع أنحاء القارة للسماح للبلدان بمواصلة الاستجابة لأزمة المناخ. وانتهت القمة بإعلان نيروبى المشترك الذى حدد موقف القارة بشأن تمويل المناخ والنمو الأخضر، والدعوة لإنشاء نظام عالمي لضريبة الكربون كوسيلة لتوسيع تمويل المناخ وتحفيز البلدان على خفض الانبعاثات.

ويدعو الإعلان - حسب الاسوشيتد برس الذى أيده زعماء القارة التى يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة - وهو عدد سكانى من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050 - أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحرارى فى العالم وأغنى دولها إلى الوفاء بوعودها. ويشير  الإعلان بشكل خاص للتعهد الذى لم يتم الوفاء به بتقديم 100 مليار دولار سنويا للدول النامية فى تمويل المناخ، والذى تم التعهد به قبل 14 عاما.

يدعو الإعلان أيضًا، الذى تم اعتماده بالإجماع، إلى معالجة الثروة المعدنية الهائلة فى أفريقيا.

وتقول صحيفة الجارديان أن المندوبين ومجموعات الحملات انتقدوا تسليط الضوء على تمويل المناخ فى جميع أنحاء الحدث، والذى قالوا إنه جاء على حساب قضايا مثل التكيف وانعدام الأمن المناخي، فى وقت أدت فيه الظواهر الجوية المتطرفة فى جميع أنحاء القارة إلى تعطيل سبل العيش، وأدت إلى النزوح، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.

وقالت نازانين موشيري، محللة المناخ والبيئة والصراعات فى مجموعة الأزمات الدولية: «إن العديد من المجتمعات التى تتحمل وطأة زيادة الفيضانات والجفاف، رغم أنها معرضة أيضًا لخطر الصراع، تشعر بخيبة أمل لأنه لم يكن هناك مزيد من التركيز على ضمان وصول الاستثمارات الخضراء إليهم»، وعارضت المجموعات خطط القادة لتوسيع نطاق مشاريع أسواق الكربون فى القارة، من خلال مبادرة أسواق الكربون الأفريقية التى تم إطلاقها خلال مؤتمر كوب 27 العام الماضي.

«انتهت قمة المناخ الأفريقية الأولى بإعلان ضعيف وغير كاف، ومن الواضح أن المواقف الاستعمارية القديمة من الشمال العالمى لا تزال تملى سياسة المناخ فى أفريقيا، وتفرض أسواق الكربون الفاشلة والخطرة على القارة».

وقالت جماعات حقوق الإنسان أيضًا إن القمة كانت فرصة ضائعة لمعالجة مخاوف حقوق الإنسان المحيطة بمشاريع الطاقة المتجددة فى كينيا وأماكن أخرى فى القارة، حيث تم ربط المنشآت بمزاعم انتهاكات الحقوق، وفقدان سبل العيش، وانتهاك حقوق الشعوب الأصلية. 

وقد حظيت دعوة القمة للقارة إلى اتباع مسار «النمو الأخضر» بدعم واسع النطاق بين الزعماء وجماعات المناخ. «الطاقة المتجددة يمكن أن تكون المعجزة الأفريقية ولكن يجب علينا تحقيق ذلك.

وتعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، التى تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ «كوب ٢٨» لهذا العام، بتقديم 4.5 مليار دولار لدعم مشاريع الطاقة النظيفة فى أفريقيا، وقال رئيس قمة المناخ المقبلة «كوب ٢٨» سلطان الجابر فى قمة المناخ الإفريقية أن العالم يخسر السباق لتحقيق أهدافه المتعلقة بتغير المناخ.

بحضور ما لا يقل عن 17 رئيس دولة، أعلن الرئيس الكينى وليام روتو فى الجلسة الختامية لمؤتمر أفريقيا للمناخ، عن إعلان نيروبى الأول. والتعهد بالتزامات بقيمة 23 مليار دولار خلال القمة.

وسعت القمة إلى إعادة صياغة القارة الأفريقية، التى تمتلك كميات هائلة من معادن الطاقة النظيفة ومصادر الطاقة المتجددة، بحيث تصبح أقل ضحية لتغير المناخ الذى تقوده أكبر الاقتصادات فى العالم وأكثر من الحل.

لكن الاستثمار فى القارة مقابل القدرة على مواصلة التلويث فى أماكن أخرى أثار غضب البعض فى أفريقيا الذين يفضلون رؤية الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبى ودول أخرى تكبح انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وقالت بريسيلا أتشاكبا، مؤسسة برنامج البيئة النسائية، للمشاركين فى القمة فى اليوم الأخير للحدث: «إننا نرفض الحلول القسرية على أرضنا»، وحثت ما يسمى بـ «الشمال العالمي» على «إبعاد أنفسهم عن منظور الماضى الاستعماري».

وتأتى القمة فى إطار استعدادات أفريقيا لمؤتمر الأمم المتحدة القادم لتغير المناخ، المقرر عقده فى دبى فى ديسمبر المقبل. وتسعى الدول الأفريقية إلى الحصول على سعر أفضل للمساعدة فى تحقيق أهدافها الخاصة بخفض الانبعاثات.