وجع قلب

بصلة المحب

هبة عمر
هبة عمر

يقول المثل الشعبي إن «بصلة المحب خروف» فهي أرخص وأبسط طعام يمكن تقديمه ولكنها في عين المحب قد توازي خروف كاملا، وما أدراكم ماثمنه، ويبدو أن البصل قرر مؤخرا أن يرد الاعتبار لسمعته كطعام فقير ويترك مكانه في صف المحاصيل الزراعية الرخيصة ليزاحم الخضراوات والفاكهة مرتفعة الثمن ولو مؤقتا.

القفزات المتتالية في سعر البصل أثارت دهشة من يعلمون أن مصر تحتل المرتبة الرابعة في إنتاج البصل علي مستوي العالم بإنتاجها أكثر من ٣.٢ مليون طن، إذ تزرع مصر نحو ٢٠٠ الف فدان سنويا، وحسب بيانات وزارة الزراعة فما يتم تصديره  نحو ٢٣٩ الف طن فقط، ويبرر التجار السبب وراء ارتفع سعر البصل بأن موسم زراعته في العالم كله كان سيئا بسبب التغيرات المناخية وبالتالي انخفض المحصول بنسب كبيرة، ودفع ذلك الدول المصدرة له وأولها الهند إلى وقف تصديره أو فرض رسوم علي التصدير لحماية السوق المحلي من تناقص المعروض وزيادة الأسعار، وأدي هذا الي زيادة الطلب علي البصل المصري ( سعر الطن الواحد بلغ نحو ٣٠ الف جنيه ) وهو إغراء كبير للمصدرين ينعكس سلبا علي السوق المحلي.

مايحدث مع محصول البصل يحدث أيضا مع محصول الطماطم والليمون والأرز ومع محاصيل بعض الفاكهة، وهو مايدفع للتساؤل حول مدي تحديث الخريطة الزراعية لتواكب التغيرات المناخية وتأثيرها علي المحاصيل الزراعية التي يحتاجها السوق المحلي، والمؤكد أن مصر تزخر بعلماء وباحثين نابغين في مجالات الزراعة والرى والمناخ يمكنهم تسخير علومهم وخبراتهم في تحقيق التحديث المطلوب لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في المحاصيل المهمة والضرورية، ولديهم حلول علمية وتجارب مؤكدة لايجب أن تظل حبيسة الكتب والأبحاث والمؤتمرات العلمية فقط.‏