فى الشارع المصرى

صلوا على النبى صلى الله علية وسلم

مجدى حجازى
مجدى حجازى

جاءت أخلاق الرسول  فى القرآن الكريم، بصيغة تقريرية مباشرة، تثبت الخلق الكريم، وتنفى الغلظة والجفاء، وتوصى بالتراحم والمشاورة وحسن الخطاب. 

فالمولى تبارك وتعالى ينعت نبيه بشهادة ربانية: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ «القلم:4».. وعن أبى الدرداء -  - قال: سألتُ عائشة عن خلق رسول الله  فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه. وردت على سؤال آخر، قالت: كان خلق رسول الله  القرآن، ثم قالت: تقرأون سورة المؤمنين، قالت: اقرأ قد أفلح المؤمنون، قال يزيد: فقرأت قد أفلح المؤمنون إلى «لفروجهم حافظون». قالت: هكذا كان خلق رسول الله ..

وفى قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ «الأحزاب:21»، نعت للرسول بأنه أسوة حسنة، فالأسوة هى القدوة.. ويقول المولى تعالى أيضاً: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ «آل عمران:159»..

وفى قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ «التوبة:128»، يتوجه خطاب الآية الكريمة إلى الجماعة المؤمنة، يذكّرهم المولى تعالى بأن محمدًا  من نفس جنسهم ومن أصلهم، ويشق عليه عنتهم (العنت: المشقة ولقاء المكروه) ويعز عليه الشيء الذى يعنت أمته ويشقيها، وهو  حريص على هداية أمته، يبغى النفع الدنيوى والأخروى لها، ولفظ «حريص» تدل على شدة مراد الشيء والمبالغة فى الاستمساك به، وصيانته ابتغاء النفع والخير له. 

وفى قوله تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ «النحل:125».. فالله يأمر رَسُوله  أَنْ يَدْعُو الْخَلْق إِلَى اللَّه بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة، بِرِفْقٍ وَلِين وَحُسْن خِطَاب كَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْل الْكِتَاب إِلَّا بِاَلَّتِى هِيَ أَحْسَن إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ «العنكبوت:46» كَمَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام حِين بَعَثَهُمَا إِلَى فِرْعَوْن فِى قَوْله تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّر أَوْ يَخْشَى﴾ «طه:44»..

وَقَوْله ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ «القلم:7»، أَى قَدَّ عِلْم الشَّقِيّ مِنْهُمْ وَالسَّعِيد وَكَتَبَ ذَلِكَ عِنْده، وَفَرَغَ مِنْهُ فَادْعُهُمْ إِلَى اللَّه وَلَا تُذْهِب نَفْسك عَلَى مَنْ ضَلَّ مِنْهُمْ حَسَرَات فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير عَلَيْك الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب، قال الله تعالى: ﴿إِنَّك لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْت﴾ «القصص:56».. وقال تعالى:﴿لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِى مَنْ يَشَاء﴾ «البقرة:272». 

صلوا على النبى ، ولنحرص على الاقتداء به، متمسكين بأخلاقه، إعلاءً لسنته . 
حفظ الله المحروسة، شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.