قال أ.د. محمد العبد (عضو مجمع اللغة العربية وعضو لجنة الألفاظ والأساليب) إنه ليس من الإنصاف بأي حال من الأحوال اختزال مجمع اللغة العربية في كلمة أو في عدة كلمات.
وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج (العاشرة مساء) مع الإعلامي يوسف الحسيني: "مجمع اللغة العربية عريق لا يضم إلا العلماء الكبار المتخصصين في اللغة العربية، وهم دائمًا في خدمة هذه اللغة، وفي الوقت نفسه هم يرحبون بالمشاركة المجتمعية في الشأن اللغوي، ويرحبون بكل المقترحات الجديرة بالنظر والبناءة".
اقرأ أيضا.. مجمع اللغة العربية يجيز «تِرِنْد» رسميا
وتابع، أن كلمة "تِرِنْد" لها أكثر من مقابل في اللغة العربية من الناحية اللغوية البحتة مثل متداول ورائج ومتصدِّر وذائع وحديث الساعة؛ وهذه كلها مقترحات رأيناها في الآونة الأخيرة، وكان الناس يقصدون بها أن تكون هي المقابل العربي لكلمة "التِّرِنْد" بدلًا من أن ندخل هذه الكلمة الأجنبية إلى اللغة العربية.
جاء ذلك بعد إثارة حالة من الجدل على منصات التواصل بعد اقتراح لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية بإدراج كلمة "تِرنْد" إلى معجم الألفاظ والمعاني.
وأضاف أ.د محمد العبد: المسألة بالنسبة للمجمع هي مسألة منهجية في المقام الأول بمعنى أن لجنة الألفاظ والأساليب نظرت إلى هذه الكلمات المقترحة على أنها المكافئ العربي لكلمة "التِّرِنْد" فوجدت أن كلمة متداول أو رائج أو حديث الساعة أو غير ذلك من المقترحات كلها كلمات مشغولة؛ بمعنى أن كل كلمة من هذه الكلمات لا تدل بالضرورة على ما تدل عليه كلمة "تِرِنْد" في الإنجليزية، وعلى استعمال هذه الكلمة في منصات التواصل الآن "التِّرِنْد" يكون رائجًا نعم؛ لكنه يكون رائجًا لأسباب معينة وفي فترة زمنية معينة، فما هو رائج الآن يختفي بعد قليل أو بعد كثير؛ فهذه المقابلات الكثيرة التي اقترحها الناس على أنها المكافئ العربي لكلمة "تِرِنْد" هذه المقترحات مختلفة، وجميعها دليل قاطع على أن الأمر مع كلمة "تِرِنْد"، وإيجاد مقابل دقيق ومناسب لهذه الكلمة ليس بالأمر السهل؛ لو كان الأمر سهلًا لوجدنا مكافئًا واثنين على الأكثر؛ لكن تعدد هذه المكافئات هو مؤشر على صعوبة إيجاد مكافئ عربي دقيق ومناسب لهذه الكلمة، اللجنة في هذه الحال لها أن تُدْخِل اللفظ إلى اللغة العربية عن طريق التعريب، وفي رأيي الشخصي وأنا عضو في هذه اللجنة وعضو المجمع أن الأمر بالنسبة لكمة "تِرِنْد" ليس لأنها عُرِّبت بقدر كون هذه الكلمة من الكلمات المشهورة والمتداولة جدًّا، بدليل أن المجمع عرَّب كلمات كثيرة قبل ذلك منها: أجندة وأرشفة وأولمبياد.. إلى آخر هذه الكلمات التي عُرِّبت، ولم تُثِرْ مثل هذه الضجة المبالغ فيها التي رأيناها مع كلمة "تِرِنْد".
من ناحية أخرى أقرأ هذه المقترحات على أنها نوع من الغيرة على اللغة العربية؛ لكن أقول في الوقت نفسه إن أعضاء مجمع اللغة العربية ليسوا بأقل غيرة من هؤلاء الأحباب الذين اجتهدوا في اقتراح مكافئ عربي لهذه الكلمة.
وأكد د.العبد، على أن البحث عن كلمة "تِرِنْد" هو في النهاية اقتراح اقترحه أحد أعضاء لجنة الألفاظ والأساليب، والمجمع حينما يصدر قرارًا لا بد لهذا القرار من تمحيص من اللجنة أولًا، ثم من مجلس المجمع، ثم من مؤتمر المجمع؛ هذه مراحل ثلاث يمر بها إقرار أي لفظ من الألفاظ، ومازال هذا اللفظ تحت البحث والتداول، ويمكن للأعضاء وهم الأقدر على أن يتمكنوا من إيجاد المقابل العربي.
