بقلم واعظة

النبى الكريم...وخُلق الرَّحمة

نورة موسى مشرف منطقة وعظ كفر الشيخ
نورة موسى مشرف منطقة وعظ كفر الشيخ

كان نبينا الكريم صلَّى الله عليه وسلم رحمة مُهداة، كان قرآنا يمشى على الأرض، وكان من أخلاقه صلَّى الله عليه وسلم خُلق الرحمة، وقد وصفه الله بها فى كتابه فقال تعالى ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ «آل عمران: 159».

نعم، لقد كان حبيب قلوبنا صلَّى الله عليه وسلم رحيمًا فى كل أمور حياته، حتى فى بيته ومع أهله فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ «رواه مسلم».

وكذلك كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بكبار السن والمسنين والمرضى والضعفاء: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ مِنْهُمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شاء. رواه البخاري، وأيضًا كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالأطفال يحتويهم بعطفه وحنانه عليهم. فعن أبى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :(قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ إِنَّ لِى عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ). رواه البخارى، وشملت رحمته صلَّى الله عليه وسلّم حتَّى بكفار قريش مخافة أن يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله: فعن أبى هريرة-رضى الله عنه -، قال: قيل: يا رسول الله! ادعُ على المشركين، قال: «إنى لم أُبعث لعّانًا وإنما بُعثت رحمة» «رواه مسلم». وعندما قال له ملك الجبال «إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا». رواه مسلم.

ومن فضل الله علينا و رحمته بنا أنْ جعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم رحيمًا بأمته أجمع، فقد ادَّخر صلى الله عليه وسلم دعوته لنا يوم القيامة،
فعَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «كُلُّ نَبِيٍّ سَأَلَ سُؤْلًا أَوْ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فَاسْتُجِيبَ فَجَعَلْتُ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لِأُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري. كل هذا يدعونا إلى التخلق بهذا الخُلق العظيم خُلق الرَّحمة.