اكتشاف 13 مقبرة جماعية فى دارفور أغلبهم من «المساليت»

صورة أرشيفية للدمار الذى خلّفه القتال فى شمال دارفور
صورة أرشيفية للدمار الذى خلّفه القتال فى شمال دارفور

ذكرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان «يونيتامس»، أن مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان تلقى تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية فى الجنينة بإقليم دافور السودانى والمناطق المحيطة.

وقالت البعثة إن هذه المقابر «نتيجة لهجمات قوات الدعم السريع وفصائل مسلحة على المدنيين»، وأضافت فى منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقًا) أن «غالبية هؤلاء المدنيين كانوا من مجموعة المساليت العرقية».

اقرأ ايضاً| أزمة جديدة تهدد الحكومة الإسرائيلية ..بن غفير يعلق دعمه للائتلاف

جاء ذلك عقب ساعات من إعلان المبعوث الأممى للسودان فولكر بيرتيس استقالته محذرًا من قرب تحول النزاع فى السودان إلى حرب أهلية مريرة. وقال بيرتس لمجلس الأمن الدولى إن المقابر الجماعية تضم ضحايا هجمات قوات الدعم السريع شبه العسكرية والفصائل المسلحة المتحالفة معها على المدنيين، ومعظمهم من مجموعة المساليت العرقية مؤكدًا أن هذه «الأفعال قد تُشكل جرائم حرب فى حال التحقق منها».

وكانت الجنينة قد شهدت منذ عدة أشهر قتالاً عنيفاً وأعمال تصفية، أدانتها الأمم المتحدة محذرة من شبح حرب عرقية وقبلية فى هذا الإقليم المثخن بالجراح.

وفى يونيو الماضى اغتيل والى غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وأحد رموز قيادات قبيلة «المساليت» ليزيد التوتر فى تلك المدينة، لاسيما أن هذا الاغتيال جاء بعد أيام من مقتل طارق عبد الرحمن بحر الدين، شقيق سلطان قبيلة المساليت.

يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين فى البلاد منتصف أبريل الماضى تصاعدت المخاوف من انزلاق إقليم دارفور فى أتون حرب أهلية وقبلية مريرة، لا سيما أن المنطقة تحفل بذكريات أليمة.

من جهة أخرى، دوى قصف مدفعى عنيف صباح أمس صادر من منطقتى الطائف والرياض جنوب شرق العاصمة من مواقع يعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع. وذكرت مصادر أن المسيرات التابعة للجيش السودانى قصفت مواقع وتحركات الدعم السريع فى منطقتى جبرة وأبو آدم جنوبى الخرطوم مما تسبب فى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان.

واستأنف رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان نشاطه السياسى من مدينة بورتسودان شرقى البلاد عقب عودته من تركيا وعقده مباحثات مشتركة مع نظيره التركى، فيما رجح مراقبون أن تكون المملكة العربية السعودية هى آخر محطاته الخارجية.

ومع استمرار المعارك الطاحنة فى السودان منذ أشهر، تتواصل حركة النزوح هرباً من القصف والدمار إلا أن النازحين يعانون أوضاعاً مأساوية فى العديد من المناطق التى يلجأون إليها، خصوصاً الأطفال منهم. فقد ذكرت منظمة «اليونيسف» أن طفلاً من كل طفلين فى السودان بات يحتاج لدعم إنسانى. وشددت فى تقرير جديد لها امس «أن هذا رقم مروع». كما رأت أن الآباء أيضاً باتوا يحتاجون إلى الدعم لبناء أساس قوى لأطفالهم. وأعلنت أنها تعمل مع الحكومات لمساعدة مقدمى الرعاية فى الحصول على الأدوات والوقت الذى يحتاجونه لمنح أطفالهم أفضل بداية لحياة جديدة فى ظل ما عاشوه أثناء الحرب الطاحنة.

تزامن هذا التقرير مع إعلان منظمة «أطباء بلا حدود» عن أن النازحين فى السودان يعيشون أوضاعاً مأساوية. فقد كشفت سوزانا بورجيس من المنظمة الإغاثية أنّ بعض النازحين فى تشاد مثلاً «لم يتلقّوا طعاماً منذ خمسة أسابيع». وقالت بحزن «يُطعم الناس أطفالهم الحشرات والأعشاب وأوراق الشجر». كما شدّدت على أن ذلك يفاقم الأزمة الصحية فى حين يواجه العاملون فى المجال الإنسانى حالات عديدة من «الملاريا والإسهال وسوء التغذية». وذكّرت الأمم المتحدة بأنّ الأوبئة ولا سيّما الكوليرا والحصبة، تنتشر بين اللاجئين وتقتل بعضهم.