بدون تردد

مصر.. والمغرب.. وليبيا

محمد بركات
محمد بركات

بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة بين العلماء والمتخصصين، حول ما إذا كان ما تعرضت له ليبيا هو إعصار مكتمل الأركان والمواصفات، أم أنه مجرد عاصفة بحرية قوية خرجت عن نطاق السيطرة وحدودها، فإننا أمام كارثة إنسانية هائلة وغير مسبوقة بكل المقاييس عبر تاريخ المنطقة الحديث.

ففى هذه الكارثة نحن أمام توقعات حقيقية مبنية وقائمة على الإدراك المعلوم، بأن أعداد الضحايا من الإخوة الليبيين الذين سقطوا فى الكارثة يتعدى حدود التصور المسبق والحالى، ويمكن أن يصل إلى ما يزيد على عشرة آلاف ضحية، بينما تشير كل التوقعات إلى احتمال وصول أعداد المفقودين إلى ما يزيد على مائة ألف مفقود.

ولكن يجب أن يكون معلوماً فى هذه الحالة، عدم وجود إحصائيات رسمية يمكن الاعتماد عليها، وفى ذات الوقت أمامنا تحذيرات معلنة من الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تتوقع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات شرق ليبيا بشكل هائل فى ظل التقارير الواردة عن عشرات الآلاف من المفقودين.

وفى هذه المأساة الإنسانية، ومن قبلها ومعها الكارثة والمأساة الإنسانية بالغة الألم والمرارة التى ألمت بالشعب المغربى الشقيق، فى الزلزال الذى تعرضت له المملكة، والذى بلغت قوته ما يزيد على سبع «٧ درجات»، على مقياس «ريختر»، من الطبيعى أن تقف مصر على الدوام مع أشقائها المغاربة والليبيين، تشاركهم ألمهم وتعزيهم فى ضحاياهم، وتتمنى السلامة للمصابين.

بل ومن الطبيعى أن تكون مصر فى مقدمة الدول العربية الشقيقة التى تمد يد العون إلى كل الأشقاء، إذا ألمت بهم ظروف إنسانية مؤلمة.

وليست هذه هى المرة الأولى، ولن تكون بالقطع الأخيرة التى تقوم فيها مصر بالوقوف مع أشقائها ومساندتهم وتقديم كل العون لهم، باعتبار ذلك واجبًا أخويًا وإنسانيًا فى إطار دورها وواجبها التاريخى كشقيقة كبرى لكل العرب، وبما يؤكد المكانة المقدرة التى تتمتع بها مصر بين الأشقاء والإخوة العرب.

ومن هنا جاء التحرك الفورى والعاجل لمصر تجاه الأشقاء فى المغرب وليبيا وإعلانها مد يد المساعدة والدعم للضحايا من الأشقاء، مع إعلان الحداد ثلاثة أيام تضامناً مع الأشقاء، ومن هنا أيضاً جاء التحرك العاجل لقوات الإغاثة المصرية لنجدة الأشقاء فى المغرب وليبيا.

حفظ الله مصر وكتب لها السلامة والنجاة من كل شر.