بعد تكرار حوادث الغرق بالإسكندرية والساحل الشمالى .. المنقذون يكشفون الأسباب

فرق الانقاذ
فرق الانقاذ

الإسكندرية‭ ‬:‭ ‬محمد‭ ‬مجلى‭ ‬

  تعددت حالات الغرق في شواطئ الإسكندرية وتزيد بشكل كبير خلال فترة ؛ لتصبح بمثابة ناقوس خطر يهدد حياة العشرات بل المئات من الأسر الذين يستهدفون المدن الساحلية للسباحة والغوص والعوم، وعلى الرغم من تراجع نسبة حالات الغرق على أرض عروس البحر الأبيض المتوسط الإسكندرية هذا الصيف مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أنه يظل أمرا بالغ الخطورة في ظل الاعلان عن حالة غرق جديدة أو انقاذ حالة من الغرق بصورة مستمرة

في الوقت الذي شهدت فيه شواطئ القطاع الغربي والعجمي، غرب الإسكندرية المفتوحة النسبة الأكبر بين حالات الغرق وذلك بسبب مساحات هذه الشواطئ الشاسعة؛ الأمر الذي يجعل التحذيرات من نزولها مستمرًا في ظل تكرار اعلان رفع الرايات الحمراء التي تحظر عملية نزول البحر أثناء رفع هذه الرايات.

فمع حلول شهر ابريل وقعت حالة غرق لشاب يدعى احمد عمر شحاته، ١٦ سنه، مقيم بمنطقة العامرية فى شاطئ النخيل عند الحاجز الثالث، وظل البحث عنه والعثور عليه لمدة 4 أيام متواصلة خلال الفترة من ١١ إلى ١٤ وتبين أن جثمانه كان محشورًا بين الصخور.

وفى شهر مايو لقي شابان أحدهما يدعى محمد جمال عوض الله، ومحمد أحمد، بأحد شواطئ الساحل الشمالي فى الإسكندرية، بينما لقي شاب يدعى مروان يسرى عبد السلام، ١٧ سنه من بركة السبع منوفية غرقا بسبب نزوله فى غير أوقات نزول البحر الرسمية، وتم انتشال جثمانه بعد ظهوره على سطح المياه بين قريتي روزانا وغرناطة.

 وفى 31 مايو شهدت الاسكندرية حالة غرق لشاب يدعى عبدالرحمن ابراهيم صديق، ١٧سنة، وذلك فى شاطئ ابو يوسف شمال الروضة الخضراء وذلك بعد البحث عن الجثمان لمدة 5 أيام.

وفى 5 مايو الماضي، وقعت 3 حالات غرق بينهم اثنين تم انتشالهما، وغرق الثالث لشاب يدعى حمزه محمد سعد مقيم بشارع شندويلي بشاطئ النخيل وتم العثور على الجثمان.

وفى 30 يوليو شهدت شواطئ غرب الإسكندرية وقوع 3 حالات غرق؛ الحالة الأولى لشاب يدعى ابراهيم توفيق مختار، 18 سنة، غريق مصر الجديدة فى شاطئ الياسمين، والثاني يدعى أبو الحسن حجاج يوسف، 26 سنة من الأقصر غرق بقرية فينوس.

كما وقعت ٣ حالات غرق، الأول لشاب يدعى اسلام صبحي جوده، 16سنه، ومصطفى انور منصور، 20سنه وابراهيم شعبان 20 سنه، مقيم فى الزقازيق الشرقية وذلك بشاطئ الياسمين، بالهانوفيل الشرقي وتم العثور عليهم وانتشالهم من شاطئ الهانوفيل العام.

وفى 8 أغسطس لقى شاب يدعى محمود إبراهيم، 16 سنة مصرعه غرقًا فى شاطئ سيدى كرير غرب الإسكندرية، وفي 19 أغسطس، لقي شاب يدعى احمد عبدالكريم القذافي مرعى الفرجاني، ٣٥ سنه مصرعه غرقًا، امام قرية ٢١.

كما لقي رجل في العقد السادس من العمر وزوجة ابنته وتدعى سلمى رجب محمد، 28 سنة، ربة منزل مصرعهما غرقًا عند  الكيلو 38 بسيدى كرير، غربي الإسكندرية، وتم العثور على جثمان الغريق بعد ساعات قليلة من غرقه بينما تم العثور على الحالة الثانية فجر اليوم التالي، بينما غرق شاب يدعى كرم زكريا جاد، البالغ من العمر 24 عامًا، مقيم بمركز الخصوص، بالقاهرة، مصرعه غرقًا فى قرية الروضة الخضراء بشاطئ أبو يوسف بالقطاع الغربي، أثناء حضوره رفقة أسرته وأصدقائه لكنه فقد حياته غرقًا أثناء نزوله للسباحة.

الأسباب

أرجع الكابتن إيهاب المالحي، قائد غواصي الخير فى محافظة الإسكندرية؛ سبب حالات الغرق إلى عدم التزام الشباب بتعليمات الأمن والسلامة ونزول البحر فى غير أوقات العمل الرسمية وخاصة مع ارتفاع الأمواج وغالبيتهم من الشباب من سن 16 سنة إلى 30 سنة ممن يجازفون بعملية النزول في غير أوقات العمل التي تبدأ وقت الشروق وحتى وقت الغروب. 

وعن دور المنقذ، شدد على ضرورة أن يكون مؤهلا للتعامل وأنه حاصل على دورة إنقاذ وإسعافات أولية ودوره هو الحد من حالات الغرق والحفاظ على حياة الناس والتنبيه على عدم النزول للبحر في ظل ارتفاع الأمواج وفي حالة رفضه يتم التنبيه عليه مرة أخرى، منوهًا إلى أن البعض يعترض، وفى المرة الثالثة يتم تسليمه للشرطة لمنع نزول الرواد للبحر، مؤكدًا أنه فى حالة الغرق فى أوقات العمل الرسمية تقع المسؤولية على المنقذين والمسؤول عن الإنقاذ والمستثمر لاختياره منقذين بكفاءة أقل مشيرًا إلى أن معظم حالات الغرق تكون فجرًا أو ليلًا.

وأكد الكابتن ايهاب المالحي، تراجع عدد حالات الغرق فى شواطئ الإسكندرية، وذلك بسبب رفع درجة الوعي، مشيرًا إلى أن الاتحاد المصري للغوض والانقاذ برئاسة سامح الشاذلي شدد على ضرورة تعيين منقذين بعد منحهم دورات بأسعار أقل؛ ليصبح معظم المنقذين على وعي ودراية.

وأشار الكابتن إيهاب المالحي؛ إلى أن معظم حالات الغرق كانت فى الساحل الشمالي يليها القطاع الغربي والعجمي، خاصة شهر يوليو بسبب ما يعرف بأن البحر فيه «ملتم» بسبب ارتفاع الأمواج فى الـ 15 يوم الأولى من الشهر ذاته والذي يحظر فيه الصيد والملاحة، موضحًا أن الساحل الشمالي في أحد الأيام شهد وقوع 7 حالات غرق من الشباب دفعة واحدة من بينهم نجل الفنان الكبير حسن يوسف، وأن كل حالات الغرق من الشباب من سن 15 سنة إلى 25 سنة بعد أن رفضوا الامتثال لدور المنقذ.

وأشار إلى ضرورة توافر نقطة اسعاف في الشواطئ، لأن المنقذ ليس له دراية صحية كبيرة وعلى المسعف سرعة التدخل لعمل التنفس المطلوب والـ سي بي ار، لإنعاش القلب ولابد أن يكون بأنابيب الأكسجين والأدوية والأجهزة التي تساعد ولابد من اسعافه قبل نقله إلى المستشفى.

وشدد قائد غواصي الخير، على ضرورة اتباع تعليمات الأمن والسلامة وقراءتها لاستيعاب ما فيها، وكذلك متابعة رفع الرايات، مشيرًا إلى أن النزول فى حالة رفع الرايات الخضراء فإن عملية النزول تكون آمنة وفى حالة رفع الرايات صفراء يكون النزول بحذر وفى حالة رفع الرايات الحمراء لابد الالتزام بعدم النزول، منوهًا إلى ضرورة متابعة تعليمات المنقذين والغطاسين وأخيرا النزول فى أوقات العمل الرسمية حتى تصبح مصر بلا غرقى.

تراجع بشواطئ الإسكندرية

ومن ناحيته قال الدكتور رأفت حمزه، أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بكلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية: أن حالات الغرق فى شواطئ الإسكندرية تراجعت مقارنة بالأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن عدد الحالات تجاوز الـ 20 حالة فقط، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية بلغت عدد حالات الغرق فيها إلى 135 حالة، مشيرًا إلى وجود تطوير في منظومة الإنقاذ ورفع نسبة الوعي لدى رواد الشواطئ للالتزام بالتعليمات أثناء رفع الرايات الحمراء التي يحظر خلالها نزول البحر، مشيراً إلى أن نسبة الوعي بلغت نحو 40%.

وأضاف حمزه، خلال تصريحاته لـ «أخبار الحوادث»: أن شاطئ النخيل من الشواطئ الهامة التي كانت تشهد حالات غرق لكن بفضل الالتزام بتطبيق اتفاقية بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية والاتحاد المصري للغوض والسباحة بوضع 30 منقذًا على الشاطئ وتوفير الجيت سكي واللايف جاكيت تراجعت حالات الغرق إلى نحو 3 تقريبًا.

وأوضح أستاذ التربية الرياضية؛ أن معظم حالات الغرق من الشباب بسبب التنافس وحب الظهور بدور البطولة خاصة أمام الفتيات، يتسبب فى غرق أعداد كبيرة، لافتًا إلى أن محاولة البعض لإنقاذ البعض الآخر يكون سببا فى غرق الاثنين معًا، مستشهدًا بما حدث فى شاطئ سيدى كرير بعد محاولة انقاذ انتهت بغرق رجل فى الستين من عمره وزوجة ابنه سويًا.

وأشار إلى أن نسبة الغرق بلغت 98% من الشباب خلال الفئة العمرية من 15 إلى 25 سنة تقريبًا وأن 2% من الأطفال والنساء، موضحًا أن سبب تعدد حالات الغرق النزول فى غير الأوقات الرسمية، وقيام مستأجر الشاطئ بفتح الشواطئ قبل وبعد مواعيد العمل الرسمية من أجل حصد الأموال.

التفتيش على الشواطئ

وأوضح؛ أن الشواطئ لن تظل آمنة إلا بالتفتيش البحري المستمر على البدلات والتأكد من توافر اللايف جاكيت، منوهًا إلى عدم توافره على الشواطئ خاصة وقت ارتفاع الأمواج، موضحًا أن اللايف جارد لابد وأن يحصل على التدريب اللازم والمستمر؛ ليكون جاهزا للتعامل مع حالات الغرق وسرعة انقاذ الغريق، مشيرًا إلى أن الكثير منهم يفتقد لعمل ال سي بي ار للشخص الغريق بصورة خاطئة ولابد من اختيار العنصر الكفء وزيادة عدد المنقذين المتدربين على الشواطئ، لافتًا أن الاتحاد الدولي للغوص والسباحة أشار إلى ضرورة تواجد غطاس كل 100 تقريبًا.

وحذر أستاذ التربية الرياضية من ارتفاع نسبة الوفاة بما يعرف بـ «الموت الجاف» اذ أنه من المفترض وضع الشخص الذي جرى انقاذه من الغرق تحت الملاحظة الطبية لمدة 24 ساعة وهو ما لم يحدث بسبب عدم الوعي من بعض الأشخاص ويتسبب فى وفاة أعداد كبيرة بعد عودتهم لمنازلهم خلال 24 ساعة، إذ أن الرئة تتشبع بالمياه وبالتالى انقاذ الشخص واعادة التنفس له ليس الوضع النهائى لمتابعة الحالة، مؤكدًا ان هناك حالات وفاة عديدة بسبب هذا الحادث. 

وقال علاء محمد، مسعف؛ إن دور وحدة الإسعاف على الشواطئ هام وتتوافر فى الغرفة أنبوبة أكسجين لكن الدور ينحصر فى الاسعافات الاولية على أن يتم نقل المريض إلى المستشفى بعد الإسعافات الأولية لإنقاذ حياته. 

اقرأ أيضًا : «فرق الإنقاذ»..لا تعترف بغدر البحر


 

 

 

;