كنوز| صباح تكشف عن حبيبها الخفى !

صباح
صباح

طلبت مجلة «الكواكب» من المطربة «صباح» أن تكتب لها قصة قصيرة تكشف فيها عن  سر دفين فى قلبها عن حبها الكبير، ولماذا هجرته بحثاً عن حبيبٍ جديدٍ، فكتبت تقول : 

«لم تكن أكثر من نظرة، ثم بعدها كان الحب بكل ما فيه من شوق ولهفة، ولم أستطع أن أقاومه، كل شيء فيه يجذبنى إليه فى قوة وعنف، فعندما وقع بصرى عليه للمرة الأولى، شعرت بقلبى يدق وعقلى يفكر، وروحى تناديه، وأحلام عذبة تهتف بى أن أقضى فى حبه العمر كله، كان جميلاً وأنيقاً، يخلب ألباب النساء، ويوقع بهن دون أن يهتز له رمش! 

ما أسعد تلك اللحظات التى يطرق فيها الحب باب القلب للمرة الأولى، لقد أحسست أن سعادتى قد تعلقت به وأننى يجب أن أحصل عليه مهما كلفنى الأمر! 
يبدو أن ارتباطنا كان مكتوباً فى لوحة القدر، مثلما كان لقائى به مقدراً فى طريق الصدفة، مددت يدى إليه، أحسست باللمسة الحلوة تسرى فى عروقى خلال جسدى كله، فهل هو الحب؟! 

ومشينا معاً نقطع الطريق فى صمتٍ إلا من صوت الضربات الحانية الرقيقة التى ترقص فى قلبى، أحسست بنظرات الحسد ترمقنى من كل سيدة مررت بها، فقد كان جميلاً وأنيقاً وتود كل سيدة لو كان من حظها، كان يسير معى ملتصقاً بى وكأنه يخشى أن أفلت منه، وكنت أتشبث به وكأننى أخشى أن يكون ذلك كله حلماً. 

صحبته معى إلى البيت، وقضيت فى أحضان بيبى أسعد أيام العمر، ولكن كيف تخمد جذوة الحب وينطفئ دفء القلب سريعاً هكذا، هل هى سنة الحب، أم أن الإنسان بطبعه سريع الملل، والقلب سريع التقلب، هل فتر حبى له لكثرة ما اقترب منى واقتربت منه ؟ هل زهدته بعد أن حصلت عليه وأصبح ملك يدىّ ؟ ربما.. فالذى حدث هو أننى مللت ذلك الذى كنت أعتقد أننى ملكت الدنيا كلها حين حصلت عليه دون كل النساء ! 

أما هو فقد أخذ يذكرنى بأيامنا الماضية الحافلة بالحب والهناء، ولكن كيف يعود الحب للقلب، هيهات، لقد ألقيت به لأبحث عن غيره، يكون أكثر أناقة وجمالاً.. نعم.. ألقيت به فى الدولاب بعد ذلك.

إنه الفستان القديم !  

«الكواكب» - 30 أغسطس1960