مقتل عامل بلاط على يد حارس أمن بمدينة بدر

المجنى عليه
المجنى عليه

أمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

 تجرد حارس من كل مشاعر الإنسانية والرحمة، واطلق عيارًا ناريًا في رأس عامل بلاط «امام نجليه بينما يحاول»الضحية» الذي خرج يتنقل بين المحافظات ساعيًا وراء لقمة العيش آتيًا من محافظة أسيوط قاصدًا محل عمله بمنطقة شرق بدر؛ يشرح للمتهم تكليفه من صاحب العمل  بنقل ادوات العمل الى مقر الشركة داخل الموقع، ولكن الحارس المتهم رفض الاستماع اليه ومنعه من الدخول، لم يلتمس له مشاق السفر؛ اطلق الرصاص عليه وأسقطه جثة هامدة غارقا في دمائه، هكذا بكل بساطة، ويثار السؤال: لماذا منعه الحارس من دخول الموقع؟ وكيف تواجه الزوجة المسكينة والابناء العشرة صعوبات الحياة بعد فقدان الاب الظهر والسند  في هذه الحياة؟!، كواليس الاحداث يكشف عنها نجل المجني عليه لنا،نرويها في السطور التالية.

محمد يوسف «عامل بلاط» يبلع من العمر 48 عاما،عرف الشقاء منذ صغره، يسكن بشارع النسيب بمنطقة حي غرب البلد التابعة لمحافظة أسيوط، معروف عنه بين أهالي منطقته  بالطيبة وحسن الخلق، وكما يقولون في حاله دايما يبتعد عن المشكلات يحبه الجميع لجدعنته، يقف  بجانب أهالي منطقته في الاحزان قبل الافراح، عم محمد لديه من الأبناء 10 اكبرهم يبلغ من العمر 24 سنة، ورغم ظروفه الصعبة ومسئولياته الكبيرة تجاه ابنائه في تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم الكثيرة والثقيلة، لم يكن يومًا ساخطا على حياته، بل كان راضيًا بما قسمه الله له، يسعى لجلب لقمة العيش والرزق الحلال لستر اسرته، حتى استقر قبل ثلاث سنوات عامل بلاط  بإحدى شركات تصنيع أدوات البناء بمنطقة قنا، وتم نقل المكان  التابع للشركة التي يعمل بها  إلى منطقة شرق القاهرة ببدر قبل 7 أشهر، وكان يتردد على عمله بين الحين والآخر داخل الموقع حسب احتياج العمل له، لم يكن يعلم أن هذا العمل الذي يجري وراءه لتوفير لقمة عيشه سوف يكتب نهاية حياته.

يوم الواقعة

في ليلة شديدة السواد والناس نيام كانت عقارب الساعة تدق الثانية بعد منتصف الليل، وصل محمد إلى موقع عمله بمنطقة شرق بدر بعد سفر طويل قطعه من محافظة أسيوط مستقلا سيارة استأجرها لنقل أدوات العمل المعتاد عليها، وعقب وصوله بصحبة نجليه واثنين من العمال منعه حارس أمن الموقع، رغم انه يعرفه جيدا ويتردد عليه باستمرار وعندما اشتد الجدل بينهما طلب «المجني عليه» من الحارس أن يتحدث مع صاحب الشركة عبر الهاتف لكي يتأكد من صدق كلامه وأنه مكلف منه بنقل الأدوات الى مكان العمل بالموقع، ولكن الحارس اصر  على عدم فتح البوابة الرئيسية والسماح له بالدخول بالسيارة التي تنقل أدوات ومعدات العمل، فنشبت مشادة بينهما، يصر الحارس على أنه «معندوش أوامر كي يدخل» وسرعان ما تطور الشجار الى التعدي بالضرب؛ فأسرع المجني عليه برفع البوابة الحديدية وهو في حالة غضب شديدة، فهرول المتهم الى الغرفة المقيم بها وأمسك البندفية وأطلق الرصاص على رأس العامل المسكين فسقط على الأرض جثة هامدة غارقا في دمائه، امام أعين نجليه، تجمع العمال الموجودون بالموقع وامسكوا بالحارس وابلغوا رجال الشرطة والاسعاف؛ ليتلقى قسم شرطة مدينة بدر بلاغا بالحادث، انتقل رجال الشرطة الى محل البلاغ، وعقب معاينة الجثة، تبين أن المجني عليه رجل في العقد الخامس من عمره يرتدي كافة ملابسه الملطخة بدمائه مصاب بطلق في الرأس، نقلت الجثة الى مستشفى بدر تحت تصرف النيابة، ألقي القبض على المتهم، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهم الى النيابة، اكدشهود العيان أن المتهم اطلق الرصاص على المجني عليه أثناء محاولته الدخول بصحبة نجليه واثنين من  العمال.

وجهت النيابة للمتهم «سامح. ع» تهمة القتل العمد، انكر الجاني في البداية متهمًا المجني عليه وأولاده بضربه، وعقب تضييق الخناق عليه اعترف بتفاصيل الواقعة؛ بمنع المجني عليه من الدخول، أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

شهود

تواصلنا مع زوجة المجني عليه قالت بأسى:»اسمي مديحة صلاح «43 سنة» انا وزوجي وأولادي في حالنا، متزوجين من 25 سنة عندنا 6 صبيان و4 بنات، زوجي كان كل الناس بتحبه وطول عمره، بيحب شغله ومخلص له، فوالده كان عنده ورشة بلاط وهو ورث منه  الصنعه وكان بيحبها وطول الوقت كنا بنقوله شوف شغل غير كده بس هو كان يقول معرفش  اشتغل شغل تاني غير صنعتي اللي بحبها، قبل ما الشركة تنقل مكانها كان بيشتغل في محافظة قنا، بيغيب بالاسبوعين أو الثلاثة في الموقع ويرجع يقعد معانا أسبوع أو 10 أيام حسب الشغل، ظهري اتكسر وسندي في الدنيا راح ربنا يرحمه وحسبي الله ونعم الوكيل، وأنا واثقه ان حقه هيرجع».

وقال نجل المجني عليه عمر محمد يوسف 23 سنة ميكانيكي: والدي عمره ما كانله عداوات مع احد، المتهم نفسه كان يعرفه من أيام موقع الشركة القديم في محافظة قنا وكان بيتردد على الموقع، أبي خرج من محافظة  أسيوط  في تمام الساعة الرابعة عصرا مع اثنين من اشقائي وعاملين بالموقع، وصلوا الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وبعد قطع كل هذه المسافة  الطويلة، طلب ابي من الحارس فتح البوابة كي يدخل بالميكروباص الى المكان الذي يضع فيه عدة العمل،لكن الحارس رفض دخولهم، وبعد شجار بينهما فوجئنا جميعا بحارس الامن يطلق عليه الرصاص دون مبرر.

اقرأ أيضًا : مصرع شاب بطلق ناري في قنا 

 

 

;