فى الصميم

الكارثة فادحة.. والتضامن مع ليبيا بلا حدود

جلال عارف
جلال عارف

من ساعة لأخرى.. يتضح حجم الكارثة التى سببها الإعصار فى ليبيا الشقيقة. انقطاع الاتصالات مع بداية ضربة الإعصار حجب الصورة الكاملة لما حدث والتى بدأت تتكشف بعد ذلك. ما تعرضت له منطقة الشرق الليبى لم يسبق حدوثه. إعصار مدمر وأمواج بحر وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار مع أمطار غزيرة وسيول تجرف ما أمامها. ثم اكتمال للكارثة حين دمر الإعصار سداً كبيراً وآخر أصغر لتجتاح سيول المياه مدناً وأحياء بأكملها وتأخذ معها أرواح آلاف الضحايا وأضعافهم من المفقودين.

وطبيعى أن تضع مصر كل إمكانياتها لإنقاذ الموقف فى ليبيا الشقيقة (كما فى المغرب الشقيق) فهى تعرف جيداً الظروف الصعبة التى تعيشها ليبيا الشقيقة منذ سنوات، وتعرف أن مواجهة هذه الكارثة فوق طاقة أى دولة فى الظروف الاعتيادية.. فما بالنا والكارثة تأتى إلى ليبيا التى تحملت ما هو فوق الطاقة من حروب داخلية وتدخلات خارجية وميلشيات تعبث بالأمن وتمنع وصول البلاد لبر الأمان!!

المأساة كبيرة، والضحايا بالآلاف، والدمار ابتلع مدناً وقرى بأكملها. والعالم كله مدعو لتقديم كل المساعدات الممكنة فى جهود الإنقاذ والإعمار والتعامل مع آثار الكارثة التى كان من الممكن لليبيا أن تواجهها بصورة أفضل لولا المأساة التى تعيشها منذ أكثر من عشر سنوات، والفوضى التى دمرت مؤسساتها الوطنية، والميلشيات التى تعبث بأمنها، والتدخلات الخارجية التى أوصلتها إلى ما هى فيه.

ولعل مأساة الإعصار «دانيال» وما ألحقته من خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات تكون درساً جديداً لكل الفرقاء فى ليبيا الشقيقة يذكرهم بأنه لا بديل عن الدولة الوطنية التى توحد ليبيا وتمنحها القوة على مواجهة كل الظروف. وكل العزاء لشعب ليبيا، وكل الدعم من مصر شعباً وحكومة، وكل الأمل أن يتجاوز الاشقاء فى ليبيا هذه الكارثة ليواصلوا نضالهم الصعب من أجل استعادة ليبيا.. وطناً مستقلاً، ودولة بلا ميلشيات، ووحدة تجعل ليبيا أقدر على مواجهة التحديات.

تضامننا الكامل مع الأشقاء فى ليبيا، ودعمنا - بلا حدود - فى هذه الظروف الصعبة.