وادى النيل

شكراً مصر قيادة وشعباً

محمد الفاتح أحمد
محمد الفاتح أحمد

كنت أنوى أن أكتب عن تاريخ العلاقات السودانية المصرية بكل جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية بيد أن الوقت يقتضى الكتابة عن الحاضر الذى يفرض نفسه بقوة بحيث يعتبر الحديث عن الماضى فى هذا الوقت الراهن يعتبر ترفاً سيما وأن السودان دخل فى منعطف خطير وحرب تستهدف وجوده كدولة ووقع فى نفق مظلم لم يشهده تاريخه قديما وحديثا والسودان ظل مسخناً بجراحات الحروب منذ الاستقلال لأسباب عديدة منها عدم وجود مشروع وطنى ورؤية مركزية وأحيانا تخبط بعض النخب السياسية وتنكبها الطريق وأحيانا أخرى تدخلات خارجية ليس لتدمير البلاد كما تظن بعض الطبقة السياسية وإنما طمعاً فى موارده التى لاتحصى ولاتعد لكنه لم يشهد مثل هذه الحرب ابداً.

وكما هو معلوم بالضرورة فإن السودان يمتلك ١٧٥مليون فدان صالحة للزراعة وثروة حيوانية وثروة سمكية وذهبا ومعادن كثيرة لاحصر لها كذلك موقع السودان المهم الذى يربط بين شرق ووسط إفريقيا ويربط كذلك إفريقيا بالوطن العربى كل هذه الميزات جعلته محط أنظار أطماع دول خلف البحار وهذا لايعنى تبرئة الشعب السودانى فيما آل إليه حال بلادنا الآن.

كل هذه المقدمة نسردها ونحن فى ظل أزمة حرب قضت على الأخضر واليابس فمنذ 15ابريل ذلك التاريخ المشؤوم الذى اندلعت فيه الحرب اللعينة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة هذه الحرب دمرت البنية التحتية من مؤسسات وشركات وبنوك ومصانع ومشاف ومساكن ومطارات وأصبحت أعداداً كبيرة من السودانيين مشردين ونازحين ولاجئين.

مافعلته قوات الدعم السريع لاشبيه له ، إلا مثل ما حدث فى العراق وبغداد فى عهد التتر ،حيث مارست الميليشيا أسوأ أنواع البطش والتنكيل بالشعب السودانى حيث أخرجوهم من ديارهم واغتصبوا حرائرهم ونهبوا أموالهم وقتلوا الرجال والصبيان ومارسوا التطهير العرقى فى أبشع صوره اتجه عدد كبير من السودانيين إلى دول الجوار مهاجرين من هذه المحرقة وكما هو معلوم أن السودان بجواره سبع دول وعدد من هذه الدول أدار ظهره للسودان مع العلم أن السودان قدم لهم الكثير إبان الحروب التى كانت تطحن بلادهم.

وجاء دور الجار والصديق وقت الضيق حيث فتحت مصر ذراعيها و حضنها الدافى لأشقائها السودانيين وتقاسمت معهم لقمة العيش والخبز والخدمات واستقبلت مصر الشعب السودانى بكل ترحاب وفتحت لهم الحدود وقبل الحدود فتحت لهم القلوب وتمكنوا من دخول مصر آمنين الشعب المصرى العظيم قدم نموذجاً متفرداً فى تعامله مع أشقائه السودانيين ودائما يقولون بإننا شعب واحد فى دولتين.

وعلى الرغم من وجود جاليات كثيرة من سوريا واليمن والعراق إلا أن الجالية السودانية محمولة على الرأس وهى محترمة ومبجلة.

أما القيادة المصرية فى أعلى مستوياتها هى التى فتحت الأبواب للشعب السودانى والوقوف معه والدور العظيم والكبير الذى قام به الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى.

منذ بداية الحرب كان دوراً رائداً وحكيماً بكل حق وحقيقة الرئيس المصرى ينظر بعمق وبإدراك وبوعى لما يدور فى السودان ولذلك كان تحرك مصر فى كل الاتجاهات ابتداء من اجتماعات دول الجوار وجولات وزير الخارجية سامح شكرى واجتماعات وزراء خارجية دول الجوار فى انجمينا.

رئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم السودانية

 ونائب رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين