علبة عصير ووجبة كشرى و6 أقراص منومة.. لجثة طافية فى المصرف

المجني عليه
المجني عليه

 طفل لم يتجاوز عمره ٩ سنوات، أبيض اللون، شعره أسود داكن، ذات ملامح ملائكية، البراءة تملأ عينيه، لا يفقه شيئا في الحياة سوى اللعب وأكل الحلوى، لا يعرف للمكر أو الغدر معنى، محبوب من الجميع، خرج ذلك الملاك الصغير كعادته كل يوم يلعب أمام منزله وبينما كان يجري هنا وهناك كالفراشة الجميلة، استدرجته سيدتان وبعدها اختفى الطفل عن الأنظار وكأن الأرض انشقت وابتلعته، وبعد ٤ أيام ظهر الطفل، ولكنه ظهر جثة غارقة في المصرف.. ماذا حدث له ومن هما تلك السيدتين؟.. وأي ذنب ارتكبه هذا الصغير ليقتل بهذه الطريقة؟.. تفاصيل مثيرة ومأساوية تسردها السطور التالية.

محمد إسماعيل، هو بطل قصتنا.. طفل يبلغ من العمر ٩ سنوات، يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من أب وأم وأخ أكبر منه بسنوات في بيت بسيط بعرب النجدي، التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، لا أحد يعرفه إلا ويحبه، حظى باهتمام ورعاية كل من في البيت، ضحكته كانت تملأ المنزل بالبهجة والسعادة.. يكبر يومًا بعد يوم أمام أعين أسرته، يحلمون بذلك اليوم الذي سيأتي ويصبح فيه عريسًا وشابًا في مكانة مرموقة، لم تكن تلك الأسرة المسكينة تدري أن أحلامهم الوردية ستتحطم على صخرة الواقع الأليم، عندما يتم خطف هذا الطفل من بين أحضانهم في لحظة ويقتل بدم بارد دون أي ذنب. 

يوم الاثنين قبل الماضي، وتحديدا الساعة السادسة مساءً، خرج محمد كعادته كل يوم للعب أمام منزله، بينما كان يجري هنا وهناك كالفراشة الجميلة، نادت عليه ابنة خالته فأسرع إليها بكل براءة ولم يكن ذلك المسكين يدري أن الطعنة ستأتي من أقرب الناس إليه، أخذته وسارت به بصحبة صديقتها وركبوا توك توك ثم بعد ذلك اختفى محمد ولم يظهر مرة أخرى.

اختفاء وسيدة منتقبة

تأخر محمد عن عودته للبيت، خرجت والدته تبحث عنه وكأن الأرض انشقت وابتلعته، دب الخوف والرعب في قلب الأم، وضعت يدها على قلبها وكأنها أحست بما حدث له وأن مكروهًا أصابه، فأطلقت صرخة مدوية، فجأة تحولت القرية الهادئة إلى حالة من الصخب، الكل يخرج يبحث عن محمد، سيارات تجوب القرية تنادي باسمه، وآخرون نشروا صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وفريق ثالث بدأ يفرغ كاميرات المراقبة بمحيط منزل الأسرة، وكانت المفاجأة محمد يسير بصحبة سيدتين، إحداهما منتقبة وأخرى تحمل طفلا صغيرا على يدها، ونشر الأهالي الصورة على الفيس بوك لعل وعسى أحد يتعرف عن تلك السيدة التي تظهر بوجهها، ثم ذهبت الأسرة لمركزالشرطة وحرروا محضرا باختفاء الصغير والمعلومات التي وصلوا إليها.

بلاغ

تلقت مديرية أمن القليوبية، إخطارا من مأمور مركز شرطة قليوب، يفيد ورود بلاغ من أسرة طفل يبلغ من العمر ٩ سنوات، مقيم قرية عرب النجدي، دائرة المركز، تغيب أثناء عودته من اللعب بمحل ألعاب إلكترونية، وتبين من مراجعة كاميرات المراقبة، قيام سيدة منتقبة وأخرى برفقتها باستدراج الطفل واختطافه، تشكل على الفور فريق بحث لكشف لغز الواقعة.

بعد مرور أربعة أيام على اختفاء الصغير، وأثناء خروج أسرته من مركز الشرطة، سمعوا بوجود حادث بالقرب من محطة البنزين؛ فأسرعوا لمعرفة القصة، وكانت المفاجأة التي وقعت عليهم كالصاعقة، هي العثور على جثة ابنهم المفقود داخل جوال ملقى بالمصرف، لينهار الأب وتفقد الأم وعيها، الكل في حالة ذهول وصدمة، من قتل هذا الصغير، ولماذا؟.. وأي ذنب ارتكبه ليقتل بهذه البشاعة؟!

كشف اللغز

أسئلة كثيرة دارت بعقول الأهالي، وسيناريوهات مختلفة، ولكن الإجابة الواضحة والصريحة والفاصلة كانت عند رجال المباحث؛ الذين تمكنوا من كشف اللغز برئاسة المقدم مصطفى دياب رئيس مباحث مركز شرطة قليوب، وتمكنوا من ضبط مرتكبي الواقعة، وهما ابنة خالة الطفل وصديقتها، الخيط الذي كشف لغز الجريمة كان التوك توك الذي استقلته المتهمة وصديقتها وظهر بشكل واضح في كاميرات المراقبة، تتبع رجال المباحث ذلك التوك توك حتى وصلوا لصاحبه، وهو من أرشد على المتهمتين، وهناك أمام النيابة اعترفتا بتفاصيل جريمتهما البشعة والدافع منها.

المتهمة

إيمان، فتاة في بداية العشرينيات من العمر، هي نجلة خالة الضحية، طالبة، نزعت الرحمة من قلبها، وسيطرت عليها فكرة شيطانية للتخلص من ضائقتها المالية، ورغم أنها طالبة ومتعلمة إلا أنها ارتدت عباءة الإجرام، وسلكت طريقًا غير شرعي لتحقيق حلمها، ولم تجد أفضل من أقرب الناس إليها، فاتفقت مع صديقتها التي تكبرها بأربعة أعوام على خطف الطفل محمد ومساومة أسرته على دفع فدية، وبالفعل نجحت إيمان في استدراجه بحجة شراء بعض الأشياء لها، وهناك داخل منزل صديقتها أعدت له وجبة كشري وعصير وضعت فيه ما يقرب من ٦ أقراص من المنوم، ولكن الصغير لم يتحمل كمية الأقراص المخدرة؛ فحدث له هبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة قلبه ومات، جلست المتهمتان تفكران ماذا سيفعلان، فموته لم يكن في حسبانهما، حتى أهداهما تفكيرهما الشيطاني بوضع الصغير داخل جوال وإلقائه في المصرف، وبعدها عادت إيمان للبحث عنه مع أسرته وكأنها لم ترتكب أي جرم، اعتقدت أنها ستفلت من العقاب خاصة أنها ارتدت النقاب حتى لا يتعرف عليها أحد، وفاقت من أحلامها على كابوس مفزع ورجال المباحث يدقون بابها للقبض عليها بتهمة خطف وقتل نجل خالتها، وها هي الآن خلف القضبان وشريكتها تنتظران جزاء جريمتهما البشعة، فبعدما مثلت جريمتها هي والمتهمة الثانية، أمرت النيابة بحبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيق. 

وأصبحت أسرة محمد لا تتمنى سوى القصاص العادل حتى يعود حق نجلهما الذي مات بلا ذنب، حتى والدته أصبحت بين نارين، ابن فقدته في غمضة عين وعلى يد من! على يد ابنة شقيقتها التي كانت تعتبرها ابنتها، قالت بدموع ملأت وجهها: «اثق كل الثقة في قضائنا العادل أنه سيقتص من قتلة ابني الصغير».

اقرأ أيضًا : خلعته زوجته.. فانتقم من شقيقها بخطفه وتعذيبه


 

;