خلعته زوجته.. فانتقم من شقيقها بخطفه وتعذيبه

الضحية يمثل لحظة اختطافه
الضحية يمثل لحظة اختطافه

حبيبة‭ ‬جمال

 أعماه الحقد والغضب ولم يتوقف مع نفسه لحظة واحدة ليحاسبها ويقتنع أنه هو الذي جنى على نفسه من البداية.. سقط في دوامة المخدرات التي دمرت حياته وأساء معاملة زوجته حتى كرهت الحياة معه واستخدمت حقها الطبيعي ورفعت دعوى خلع حتى تنجو بنفسها وبأطفالها من براثن هذا الشيطان المدمن.. قرر هذا المخلوع رجب وشهرته «عزيزة» الانتقام من طليقته؛ فاختطف شقيقها في أرض زراعية نائية وتعدى عليه بالضرب وكادت تتحول المشاجرة الى جريمة قتل لولا تدخل بعض العمال تصادف وجودهم بالقرب من تلك الأرض الزراعية وسمعوا استغاثة الضحية.. نجا محمد شقيق الزوجة من الموت  تفاصيل الجريمة تسردها السطور التالية.

الحكاية بدأت عندما استيقظ  محمد فتحي، ذلك الموظف البسيط الذي يعمل «سباك» في أحد مصانع الألومنيوم، تناول افطاره، وخرج يجلس على المقهى منتظرًا سيارة العمل، وهو يحتسي كوب الشاي، فوجئ بطليق شقيقته يدخل عليه ويتشاجر معه بدون أي مقدمات، لتبدأ بعدها رحلة اختطافه وصولا لأرض زراعية وتعذيبه ومحاولة قتله. 

ذهبنا لنلتقي بذلك الموظف ونعرف منه تفاصيل ٦ ساعات في عذاب ولماذا قرر المتهم الانتقام منه بذلك الشكل وكيف نجا من الموت؟

كان اللقاء داخل مكتب محمد كساب، المحامي، دخل علينا الضحية مستندًا على عكاز وبجواره شقيقته -طليقة المتهم- جلس معنا وبدأ يسرد تفاصيل الحكاية بنبرة صوت يعتليها الحزن، قال: «استيقظت مبكرا كعادتي كل يوم استعدادًا للذهاب لعملي؛ حيث أنني أعمل فني سباكة في مصنع ألومنيوم، جلست على القهوة انتظر سيارة الشغل، كانت الساعة حوالي الخامسة والنصف فجرا، وجدت رجب طليق أختي يدخل القهوة، ناديت عليه، لكنه قالي أنت خصمي وبدأ يتشاجر معي حتى طردنا صاحب المقهى، وقتها أمسك رجب بملابسي وسحبني خارج المقهى فوجدت ٦ أشخاص أمامي يحملون أسلحة بيضاء ومعهم عربتين توك توك، أعرف ثلاثة منهم فقط وهم؛ رجب وسامح ابن شقيقه وشخص ثالث اسمه حسني، من خوفي ورهبتي وقعت على الأرض في محاولة مني للمقاومة حتى لا اركب معهم، لكنهم حملوني من على الأرض بالقوة ووضعوني داخل التوك توك، ثم ذهبوا بي إلى منزل رجب، وهناك شقيقه قال له «موته بعيد عنا».

إنقاذ وفرار

صمت محمد قليلا، وكأنه يتذكر تلك اللحظة التي سمع فيها أنه سيقتل، ثم تنهد تنهيدة من أعماق قلبه وكأنه يشعر بالفرحة أن القدر كتب له عمرًا جديدًا ويجلس بيننا الآن واستكمل قائلا: «بعدها ذهبوا بي لمحطة وقود واشتروا بنزين، ثم عادوا بي إلى أرض زراعية على الطريق الجديد، وهنا بدأت رحلة عذابى، جردوني من ملابسي، وقتها قولت لنفسي أنا ميت لا محالة، حاولوا هتك عرضي حتى يكسروا عيني لكني قاومت ودافعت عن نفسي باستماتة، ولولا عناية الله التي أنقذتني في آخر لحظة، أثناء ذهاب حراس المعدات التي تستخدم لرصف الطريق الجديد لشراء مياه، سمعوا صوت استغاثتي وأنقذوني، فالمتهمون بمجرد رؤيتهم للعمال فروا هاربين، حاول الحراس البحث عن ملابس لي؛ فأحضروا عباءة من على «خيال المآتة» وستروا جسدي بها، وواحد منهم كان يعرف شقيقي فأرسل له رسالة حتى يأتي ويأخذني وبعدها ذهبت لتحرير محضر بالواقعة».

طليقة المتهم                                                                                                                                                                                                              المتهم‭ ‬الرئيسى

كان سبب ذلك هو الانتقام، وقبل أن نعرف لماذا ينتقم المتهم بهذا الشكل، كان لنا حديث مع طليقته، كريمة، تلك الزوجة التي تبلغ من العمر ٢٧ عاما، تزوجت وهي طفلة عمرها ١٧ عاما من المتهم الذي يكبرها بعشرين عاما.. جلست تحكي لنا قصتها مع ذلك الشخص المتهم بتعذيب شقيقها وكان ينوي قتله، فقالت: «تزوجت منذ ١٠ سنوات تقريبا، ولدي من الأطفال ثلاثة، كان زواج تقليدي، وعندما سألنا عليه كان كويس واتجوزنا فعلا، لكن بعد ٤ سنوات من الزواج، تغير سلوك زوجي، واتجه للإدمان وبيع المخدرات، حاولت مرارا وتكرارا صلاح حاله ولكن بلا فائدة، لدرجة أنني بيعت ذهبي وإدخاله مصحات لكنه لم يتغير وظل كما هو، فتركت البيت وعدت لأسرتي مرة أخرى، وخرجت للعمل حتى أستطيع أن أنفق على أطفالي بالحلال، ولم يكن أمامي أي اختيار غير رفع دعوى خلع وبعد رفع القضية بـ ١٥ يوما تم القبض عليه في قضية مخدرات، وظل محبوسا على ذمتها لمدة عام، وقتها حصلت على حكم بالخلع، فجن جنونه وأعتقد أنني من أبلغت عنه في الأساس، فقرر الانتقام ولم يجد أفضل من شقيقي الكبير حتى ينتقم منه ويكسر عينيه».                                                                                                                                                                                       طليقة‭ ‬المتهم

واختتمت كريمة حديثها والدموع في عينيها وجسدها يرتعش من الخوف قائلة: «كل ما نريده هو حق شقيقي، أنا بقيت خايفة أخرج من البيت.. أصبحت عايشة في رعب وخوف لدرجة أنني تركت العمل».

محامي الضحية

وقال محمد كساب، محامي الضحية: «في البداية قبل أن اتولى القضية، الضحية حرر محضرا وقت الواقعة مباشرة، ولكن بسبب رهبة الموقف والخوف لم يسرد التفاصيل بشكل واضح وصريح، لذلك في النيابة أضفنا معلومات جديدة، وبالنسبة للمتهم فكانت لديه نية قتل المجني عليه، والدليل على ذلك هو عندما أخذه لبيته وشقيقه أخبره أن يقتله بعيدا عنهم، وأيضا عندما اشترى بنزين، ولولا تدخل العمال الذين أنقذوه لكان مات، فالمتهم كان محبوسا في قضية مخدرات، كان معه ٤ إسطوانات بودرة، وخرج بكفالة وعندما خرج وجد زوجته خلعته وتمكنت من الشقة وأخذت أطفاله، فجن جنونه وقرر الانتقام، والحقيقي رجال المباحث يبذلون جهدا كبيرا للقبض عليهونحن على ثقة بأنه سيتم القبض عليه ويأخذ جزاءه».

 

اقرأ أيضًا : بعد ايام .. الأب مات حزنًا على رحيل طفليه التوأم


 

;