«قرين» قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم

قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم
قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم

لم تتوقع يوماً أن ذلك الخاتم الذي ترتديه بإصبعها؛ من الممكن أن يصير مصباحاً، يضيء لها عتمة الليل الحالك في يوم من الأيام.

نورٌ صغير يشع من هذا الخاتم وكأنها خطوط ممتدة إلى مالا نهاية.

ما ذلك الشخص الذي أراه أمامي؟

كيف ينير هذا الخاتم ليلاً هكذا دون أدنى طاقةً؟

كيف يصور ضوءه لي، وجود شخص آخر بنهاية الطريق، وكأنه مصباح علاء الدين السحري؛ كلما لمستُ الخاتم وقلبته من جميع الزوايا، اشتدت أشعة الضوء ويظهر الشخص ماثلاً أمامي بوضوح، أو ربما الخاتم هو ذات الشخص.

وحيدةٌ؛ أسير ثم أسير. وكلما اقتربتُ من صورة الشخص؛ أشعر بقوة جذبٍ هائلة تعيدني من جديد إلى أول الطريق.

يتردد صدى صوت قادم من نهاية هذا الطريق:

قرينك أمامك، قرينك أمامك، ابتعدي، لا تقتربي

خوف وذعر شديدان يسيطران على جسدي وكل جوارحي؛ أتأوه من داخل أعماقي بصوت خافت، وكأنني أستجدي الشفقة والرحمة من هذا القرين الماثل أمامي.

أواصل السير ثم السير، لا مفر منه. وكلما أقترب؛ أردد الآية القرآنية الكريمة

" حتى إذا جاءنا، قال يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين، فبئس القرين"

ظللت أرددها عدة مراتٍ، وأنا أحاول اقتلاع الخاتم من إصبعي. كان بمثابة جبل راسخ، لا يُقتلع بيسر وسهولة.

أردد الآية في كل محاولة لاقتلاعه؛ وعندما تمكنت من سحبه إلى طرف إصبعي؛ قذفته بعيداً دون النظر إليه حتى انطفأت أشعته، وتلاشى الضوء تماماً. وعدتُ كما كنتُ.