عندما تتحول رحلات المصيف العائلية إلى كابوس

السيارة المائية المتسببة في وفاة الطفل ياسين
السيارة المائية المتسببة في وفاة الطفل ياسين

الإسكندرية:‭ ‬محمد‭ ‬مجلى

تهب بنا الرياح بما لا نشتهيه» تلك هي كلمات لأغنية حزينة تجسدت على أرض الواقع وقصص بدأت بحلم جميل لنحو 4 أسر كان أملهم الوحيد هو قضاء وقت ممتع فى المصيف فجهزوا عدتهم وسافروا للاستمتاع ولم يعلموا أن حلمهم سيتحول لكابوس كبير.

«نعم المصيف تحول لكابوس.. فلقي الطفل ياسين الذي لم يتخط الثامنة من عمره مصرعه على الرمال بعد أن صدمته سيارة مائية خرجت مسرعة من مياه البحر، بينما فقد محمد جابر، موظف، قدمه نتيجة هزار المراكبية، واصطدمت مركبتان ببعضهما البعض ليدفع الأخير قدمه نتيجة هذا الخطأ، بينما ابتلعت مياه البحر فى الإسكندرية 3 أشخاص.

نرصد من خلال التقرير التالي أهم الحوادث التي وقعت على الشواطئ خلال الأيام القليلة الماضية والتي كان لها تأثيرها الكبير على جميع من تابعوا هذه الحوادث الأليمة التي تحولت من فسحة ونزهة ومرح إلى دماء ووفيات وغرق.

لم تدرك أسرة الطفل ياسين محمد، مقيمين بمحافظة الإسكندرية، أن رحلتهم التي أعدوا لها العدة منذ حلول فصل الصيف للاستمتاع وقضاء الأوقات الممتعة ستتحول إلى كابوس كبير يذهبون إليه ليعودون بعدها إلى منزلهم حاملين الحزن والأسى والانكسار بعد أن فقدوا فلذة كبدهم إذ صدمته سيارة مائية ضلت طريقها بعد أن خرجت من البحر لتصدم الجالسين على الرمال فى احدى قرى الساحل الشمالي بمارينا، وتكتب نهاية الطفل البريء الذي مات متأثرًا بجراحه.

يقول والده وهو فى حالة حزن شديد: خال ياسين نظم رحلة عائلية لقضاء إجازة مصيفية بقرية في الساحل الشمالي، ويوم الحادث خرجت سيارة مائية مسرعة من البحر إلى الشاطئ، وذلك بعد أن قفز قائدها إلى البحر وتركها بسرعتها لتصدمه في رأسه وهشمتها بالكامل، فجرى نقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى العلمين وتم وضعه بغرفة العناية المركزة لمدة 6 أيام نتيجة دخوله فى غيبوبة بسبب توقف المخ وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي حتى توفى.

وأضاف والد الطفل ياسين لـ «أخبار الحوادث»: لظروف العمل لم أكن معهم فى بداية الرحلة لارتباطي بالعمل إلا أن ياسين أصر على حضورى ليلة الحادث وبالفعل توجهت وكأنه يطلبنى لوداعي، موضحًا أن الحادث وقع أثناء لعب ياسين على الشاطئ.

وأكد الأب المكلوم، أنه تم تحرير محضر بالواقعة وحمل رقم 602 لسنة 2023 جنح مارينا، وألقي القبض على المتهم وهو سائق السيارة المائية ويجرى التحقيق معه، وطالب باستعادة حق ابنه ومحاكمة المتسببين في وفاته.

وطالبت والدته بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم بالتسبب فى انهاء حياة نجلها، مشيرة إلى أن قائدي السيارات المائية كانوا يلهوون داخل المياه ثم حدثت الفاجعة، متساءلة عن مدى قانونية تواجد السيارات المائية ومدى صلاحيتها.

وقالت لـ «أخبار الحوادث»: إن ياسين كان ابنى الأكبر وكان يحفظ القرآن الكريم وانتهى من حفظ الجزء الرابع وكان من المفترض ان نقيم له حفلة لمكافئته وتشجيعه على الاستمرار فى حفظ القرآن الكريم الا أنه مات بسبب عدم المسؤولية.

وقال محمود محمد خال الطفل: ياسين كان ابن اختي لكنه صديقي رغم فارق السن بيننا والذي يصل لـ 30 سنة تقريباً بسبب بلاغته ونبوغه، موضحًا أن الإهمال كان واضحا فى تلك القرية فلا يوجد تصاريح خاصة لعمل السيارات المائية داخل البحر، مضيفًا أن قائد السيارة كان يمكنه تفادي مصادمة ياسين، مطالبًا بسرعة التحقيق فى الواقعة واستعادة حق ياسين ممن تسببوا فى انهاء حياته.

هزار ثقيل

محمد جابر رب أسرة متزوج ولديه 3 من الأبناء ويعمل بإحدى الشركات الخاصة، نجح فى استقطاع إجازة مصيفية رفقة أصدقائه فى العمل وتوجهوا إلى محافظة مطروح، إلا أنه لم يكن يدرك أن هذه الرحلة ستُكتب لها نهاية مأساوية يدفع ثمنها قدمه وتتحول حياته إلى جحيم ليكون أسير السرير لفترة لا تقل عن العام ونصف العام. 

قال جابر، أثناء توجهنا لأحد الشواطئ بمحافظة مرسى مطروح ذهبنا لاستقلال مركب رفقة الأسرة والأصدقاء في رحلة إلى شاطئ الغرام، إلا أن المركب تعطلت فى المياه وفشلت محاولات قائدي المركب فى اصلاح العطل وظللنا في منتصف البحر.

وأضاف لـ «أخبار الحوادث»: أن أحد المراكب اقتربت منا ودار حديث مليئ بالهزار بين قائدي المركبين بعرض البحر وسط اقتراب المركب وتقدمها نحونا، فنبهت قائد المركب إلى ضرورة الحذر لكن لم يعر كلامي أي اهتمام حتى صدمتنا المركب القادمة وتسبب فى انقلاب كل من كان بالمركب بينما سقطت قطعة حديدية من حواجز المركب وسكنت قدمي وتسببت فى كسر القدم الثانية.

وأشار إلى أنه تم نقله إلى مستشفى مطروح العام لكنهم رفضوا استقبال الحالة بدعوى عدم وجود قسم للعظام، وتحرر محضر بالواقعة، بينما شدد الدكتور على ضرورة سرعة نقلي إلى احدى المستشفيات فى الإسكندرية، لافتًا إلى أن أصحاب المركب حاولوا تقديم اعتذار وتعهدوا بتحملهم كامل المصاريف ونقلونى إلى احدى المستشفيات الخاصة فى الإسكندرية.

وقال؛ بعد وصولنا تبين احيتاجي لإجراء عملية جراحية يبلغ سعرها 90 ألف جنيه رفض تحملها أصحاب المركب رغم تعهدهم بتحمل مصاريف العلاج واكتفوا بدفع 30 ألف جنيه فقط، مشيرًا إلى أن تكاليف العلاج والغيار على القدم يتطلب مبلغ 1000 جنيه يوميًا وهو مبلغ غير متوفر.

وأوضح أن الأطباء، أكدوا أن فترة العلاج تحتاج إلى عام ونصف وأنه لن يستطيع الوقوف على قدميه وأنه يحتاج إلى اجراء 4 عمليات جراحية أخرى لن يقل سعرها عن 250 ألف جنيه، مطالبًٍا باستعادة حقه من المراكبية بسبب هزارهم وعدم تحملهم المسؤولية، خاصة وأنه لن يستطيع مواصلة عمله ما يعنى تضرره مع صعوبة توفير ثمن العلاج والعمليات الجراحية.

يوم مصيفى مميت

وشهدت إحدى القرى السياحية فى الكيلو 38 بسيدى كرير، غربي الإسكندرية، حالة غرق لرجل في العقد السادس من العمر وزوجة ابنه، بعد أن اصطحب أسرته إلى القرية لقضاء يوم مصيفي في البحر والاستمتاع بالمصيف لكن جرفهما التيار وابتعلتهما مياه البحر وانتهت الرحلة بكابوس.

وتلقت مديرية أمن الإسكندرية بقيادة اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من شرطة النجدة، بوقوع حالتين غرق لرجل ستيني وزوجة ابنه بإحدى قرى الساحل الشمالي، إلا أنه تم انتشال جثمان الرجل سريعًا.

وكثفت قوات الانقاذ النهري من مجهوداتها والمدعومة بفريق من غواصين الخير فى محافظة الإسكندرية، وبدأوا في البحث عنها ليلًا على ضوء الكشافات ونجحوا فى العثور على الجثمان وانتشال الجثة الثانية وتدعى سلمى رجب محمد، 28 سنة، ربة منزل على بُعد 3 كيلو مترات من مكان الغرق.

ولقي شاب يدعى كرم زكريا جاد، البالغ من العمر 24 عامًا، مقيم بمركز الخصوص، بالقاهرة، مصرعه غرقًا فى قرية الروضة الخضراء بشاطئ أبو يوسف بالقطاع الغربي، لمحافظة الإسكندرية وذلك أثناء حضوره رفقة أسرته وأصدقائه لكنه فقد حياته غرقًا أثناء نزوله للسباحة.

جرى نقل جثمان الشاب المتوفى إلى المشرحة وتسليمه إلى أهله وتحرر محضر بالواقعة، وإخطار النيابة لمباشرة التحقيق في الواقعة.

اقرأ أيضًا : بعد ايام .. الأب مات حزنًا على رحيل طفليه التوأم


 

;