الخروج عن الصمت

الإجادة .. نجاح

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

مهنتنا او رسالتنا السامية وهى الصحافة، حيث بدأنا المشوار فى بلاطها تلاميذ نتعلم، كان على رأس المنظومة اساتذة عظام، عيونهم كانت توجيه وإشارتهم رسم طريق.. وسط هذا التنافس كان منا مَن يعشق الكتابة ويجيد فنون التعبير لكنه لا يحسن اختيار العناوين، وكان منا الماهرفى جمع المعلومات بدقة من مصادرها وتوثيق ما يكتبه بالصور، فهو لا يضع بصمته، بل ينقل الحدث، وهناك مَن لا يجيد فنون التعبير فى الكتابة ولكنه يحاول ان يختزل المعلومات جيدا فى رأسه ويعبر عنها فى نقاط.


كل هذا كان يصب فى وعاء واحد الا وهو الديسك المركزي، وهو عبارة عن منضدة او طاولة مستديرة او مستطيلة يتجمع عليها خبراء فن الصياغة من اقسام الجريدة، وكل منهم تقع امامه الصفحة المختص بها ليراجع كل كلمة، يترأسهم مدير محترف يجمع ما صاغه هؤلاء ويحاول جيدا ان يقرأه بنفسه لينتقى منه للصفحة الاولى او كتابة مانشتات الجريدة.
كل هؤلاء كانت تجمعهم صلة الإخوة مع زملائهم فى قسم التصوير الصحفى وسبحان الله كانت الطيور على أشكالها تقع، فالحرفى يقع دائما مع فنان يظهر ما كتبه فى صورة صحفية.


وطبعا كانت لمقدمات الاشياء حرفة لا يجيدها اى ممتهن لانها كانت من فنون الجذب للقراءة، وكان كل منا يحتفظ بنسخة لنفسه بعد ان قام بتبييض ما كتبه وقدمه لقسمه، ثم يقوم مطبخ الديسك المركزى بتحويل ما تم طهيه إلى فنانين تخصصوا فى ابراز الشىء وهندسته، فهم عنوان المظهر التى ترى عليه الجريدة عباقرة الإخراج.


 ولا ننسى ان كل هذا يُعد صبه مرة اخرى إلى اصحاب اللغة العربية واهلها ورغم ان الكثير من المحررين كان يجيد فنون اللغة الا انه لا يتدخل فى صميم عمل زملائه.


فهى مهنة تتشابك فروعها اى لا بد ان تكون على دراية بكل اقسامها، ورغم ذلك كان هناك احترام وقدسية لكل اختصاص، فلا يجور احد على اختصاصات غيره.
فلذلك أرى ان مَن يعمل بجد ويؤمن بنفسه، وبمَن حوله يعتلى قمم النجاح.