أحمد عادل الجمل
تملك حنان يوسف قدرة غريبة على الحضور أمام الكاميرا، فقد يكون مساحة دورها ومشاهدها بسيطة مقارنة بحضورها الطاغي على الشاشة، وقدرتها الغريبة على التلون بين الأدوار، وهذا ما أثبتته بقوة في مسلسل “سفاح الجيزة”، حيث تجسد دور والدة السفاح التي تصنع منه مسخ يقتل البشر.. في السطور التالية تتحدث حنان عن تجربتها مع “سفاح الجيزة” وكيفية التحضير للدور, ورأيها في ردود الأفعال عن العمل، والعديد من أسرار وكواليس التصوير.
ما أسباب إنجذابك للدور؟
أولا الشخصية صعبة ومركبة وتحتاج لأداء خاص، وأنا عاشقة للتمثيل خاصة الأدوار المركبة، لذلك طوال الوقت كنت أسأل هادي الباجوري “هل أديت الدور بشكل جيد؟”، لذلك وجود مخرج بقيمة الباجوري كان داعم قوي لي من البداية للنهاية.
كيف كانت التحضيرات للعمل ككل؟
أرهقوني منذ بداية التصوير، خاصة أنهم أفسدوا شكل شعري وقدمي وحتى شكل وجهي، وأرتديت ملابس غريبة, ودور الأم لا يعتمد فقط على الشكل الخارجي، بل أيضا لديه الكثير من الجوانب النفسية الصعبة، وهذا سر صعوبته، لأنني أتأثر بهذا النوع من الشخصيات لفترة بعد التصوير، وأتذكر أنه حين قمت بتجسيد دور “حدادة” تأثرت بالشخصية لأكثر من عام بعد عرض المسلسل، وهذا سبب أن كثير من النجوم في أوروبا يعالجون نفسيا بإستمرار، ويدخلون في ورش علاج جماعي حتى يعودون لشخصيتهم الطبيعية.
هل فكرت في التواصل بشكل شخصي مع والدة السفاح للتعرف على شخصيتها؟
الدور ضمن أحداث درامية، فالعمل “مأخوذ” عن الأحداث وليس قائم بالكامل على الواقع، لذلك فهناك اختلافات، لذلك قمت بدراسة الشخصية من الورق المكتوب، خاصة أنه ليس دائما ما يمكننا التواصل مع الشخصيات الواقعية في الأعمال التي تعتمد على قصص الحقيقية, فلو كانت الشخصية مثلا في بلد بعيدة أو شخصية تاريخية قديمة.. ماذا سنفعل؟، فما بالك بشخصية والدة سفاح.
كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور على السوشال ميديا عن العمل خاصة أن المسلسل أصبح تريند في مصر والوطن العربي؟
سعداء بنجاح المسلسل وتصدره المشاهدات، وأيضا بالحالة التي صنعها المسلسل في الشارع، وعلى مواقع التوصل الاجتماعي، كما أنني وصلتني العديد من رسائل التهنئة التي تحمل كلمات أسعدتني، بجانب رسائل “ظريفة” تعبر عن خوف الجمهور مني.
هل الأم المحطة الرئيسية في تكوين شخصية أبنائها أم تجارب الحياة؟
للأسف نتعامل خطأ مع فكرة تربية أبنائنا في مصر والعالم العربي، لأننا نظن أن الطفل لا يفهم الأمور المحيطة ولا يشعر بها، لكن هذا خطأ، فالأطفال يشعرون ويفهمون بكل شيء حولهم منذ أيامهم الأولى في الحياة، وللأسف الأهالي لا يعلمون أن الطفل يدرك كل هذه المشاعر، وبأنه نتاج لسوء فهمهم وتصرفهم وتقييمهم للأمور, ففي حالتنا مثلا هذا السفاح لم يتلقي من أمه إلا كل سوء معاملة وجحود، ولم تقل له كلمة طيبة أو تشجعه، بل كانت سبب في تشوهه نفسيا وقلة ثقته بنفسه، فهو طفل شاهد أمه تقتل أبيه ولم تحاول أن تفسر له حتى الأمر، كما شاهدها تقتل الكلاب وتبيع أكبادهم لبيعها لسكان الحارة.
ما أصعب مشهد في المسلسل؟
مشهد النهاية، فقد كنا في المقابر ودرجة الحرارة 40 درجة مئوية، وقمنا بإعادة التصوير أكثر من مرة، لأن النهاية ستكون بشعة للغاية، وكان يجب أن تخرج بهذه الصورة الصعبة والمقنعة، لكن يجب القول أن كل المشاهد كانت صعبة عند قراءة السيناريو، لأن شخصية الأم بعيدة تماما عن شخصيتي في الواقع، فأنا أحب الضحك و”الهزار” .
من أكثر فنان جذبك أدائه بعد عرض المسلسل؟
بالتأكيد أحمد فهمي، فهو أثبت أنه ممثل رائع، خاصة في أول مشهد قدمته أمامه كنت خائفة من طريقة أدائه لشخصية السفاح، لأنه أقنعني بأنه القاتل، وقمنا بإعادة المشهد لأنني ارتبكت من قوة نظراته، رغم أن الجميع كان يتعامل مع فهمي من قبل أنه ممثل كوميدي، لكن يبدو أن بداخله طاقات كثيرة.
اقرأ أيضًا : حنان يوسف: «لم أستطع الخروج من دور "أم جابر" في سفاح الجيزة بسهولة»
