فى الصميم

مع شعب المغرب الشقيق .. فى مواجهة الزلزال!

جلال عارف
جلال عارف

كل التضامن مع الأشقاء فى المملكة المغربية وهم يواجهون أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن، وكل العزاء فى الضحايا الذين سقطوا قتلى أو مصابين، والمتوقع أن تتضاعف أعدادهم فى الساعات القادمة بعد اكتمال الصورة عما حدث فى المنطقة التى ضربها الزلزال المدمر وهى منطقة صعبة التضاريس من ناحية، ومنازلها بسيطة لا تتحمل قوة الزلزال التى تجاوزت سبع درجات.

لدينا (فى المنطقة العربية) ما يكفينا من المشاكل. حتى الظروف الطبيعية والمناخية كان لنا منها نصيب كبير. الشمال الأفريقى كله عانى من ارتفاع مخيف فى درجات الحرارة، واشتعال الحرائق فى الغابات والمزارع، وهو يستعد لمواجهة ما يمكن أن تسببه التغييرات المناخية من ارتفاع فى مياه البحر المتوسط وما يمكن أن يترتب على ذلك من مخاطر. ووسط كل ذلك يأتى الزلزال المدمر ليضاعف الخسائر وينبه إلى ضرورة المواجهة.

مركز الزلزال كان قريباً من مدينة مراكش حيث عبق التاريخ وروعة الحضارة العربية التى تحاصرك فى كل بقعة وكل أثر تاريخى. وكم نتمنى ألا تكون آثار الزلزال قد سببت أضراراً كثيرة لمراكش الجميلة، مع تقديرات مبكرة بأن الخسائر ستكون كبيرة، وأن الاقتصاد سيخسر ٢٪ من الناتج القومى، وأن الضحايا مازالوا تحت الأنقاض فى المناطق الجبلية وما يجاورها.. لكن الذكريات أليمة، وفى عام ١٩٦٠ شهدت المغرب زلزال أغادير الذى راح ضحيته ١٢ ألفاً من أشقائنا هناك رغم أن قوة الزلزال لم تصل إلى ٦ درجات.

فى مثل هذه الأوقات الصعبة، تختفى التناقضات والخلافات، ولا يبقى إلا التضامن الكامل بين الشعوب العربية التى تعرف أن وحدتها هى الحقيقة الأكبر الباقية، وأن كل ماعدا ذلك حرث فى البحر مهما كانت القوى التى تقف وراءه(!!).. كل التضامن مع أهلنا فى المغرب العزيز، وكل الثقة فى أنهم سيتجاوزون محنة الزلزال وسيخروجون أقوى فى مواجهة التحديات.