لحظة صدق

وداعًا عفاف يحيى

الهام أبوالفتح
الهام أبوالفتح

مدام عفاف يحيى كما نعرفها جميعا فى جريدة الأخبار أستاذتنا التى تعاملنا معها فى فن التحقيق الصحفى.. الكل كان يعرف عنها الكفاءة والحنية والتفاهم.. كنت تشعر أنها أختك الكبيرة، تتواصل معنا بمنتهى الإنسانية والمهنية والأخلاق العالية.. ودعناها بالأمس رحمها الله رحمة واسعة.

وعفاف يحيى هى رئيس قسم التحقيقات الصحفية فى جريدة الأخبار والمسئولة عن قسم ليلة القدر للصحافة الإنسانية..

وزوجة الراحل أستاذ الإعلام الشهير الكاتب والمفكر الكبير أمين بسيونى الذى كان واحدا من أعلام الإذاعة المصرية وكان رائدا أيضا فى مجال الصحافة الثقافية والعربية والإنسانية من خلال البرنامج الشهير كتاب علم العالم.

وهى والدة تامر أمين وعلاء بسيونى الإعلاميين الشهيرين.. هى أسرة كلها وضعت بصماتها فى تاريخ الإعلام المصرى.. سواء مرئيا أو مسموعا أو مقروءا.
هى واحدة من جيل الصحفيات الرائدات فى مجال الصحافة، أستاذة ورئيس قسم التحقيقات الصحفية بالأخبار..

ولم يكن فن التحقيق الصحفى هو مجالها الوحيد بل كانت إلى جانب التحقيق الصحفى ترأس وتشرف على قسم ليلة القدر من خلال الكاتب الصحفى مصطفى أمين والعمل فى الأقسام الإنسانية كان يتطلب مواصفات خاصة للصحفى حتى يستطيع أن يؤدى عمله..

وهو الشعور بالناس ونبض المرضى والتواصل بين الصحافة بقواعدها والقراء بالإضافة إلى أن مؤسسة أخبار اليوم عرفت بأنها صحافة الملايين..

وهى التى ابتدعت الصحافة الإنسانية والتفاعل مع الناس فى الشرق الأوسط..

وأنا عملت معها فى ليلة القدر وشرفنى أستاذى مصطفى أمين برئاسة قسم أسبوع الشفاء، فكنا نتعاون فى كل المجالات.

عفاف يحيى هى واحدة من جيل الصحفيات الرائدات التى تعلمت على يد العملاق مصطفى أمين بشكل مباشر مثل نعم الباز وحسن شاه ومها عبد الفتاح.. وكثيرون من الجيل الجديد للصحفيين لم يعاصروا هذه القامات الكبيرة من أساتذة الصحافة.

وأتمنى توثيق رحلة عمر هؤلاء القامات الذين فارقونا وأن نقوم بعمل كتيبات وكتب تشرح مسيرتهم الصحفية.

رحم الله عفاف يحيى الأخت والصديقة قبل أن تكون أستاذة لنا، فليتقبلها الله فى فسيح جناته، ويلهمنا نحن تلاميذها وزملاءها وأسرتها الصبر والسلوان.