بينما هي أسفل الدَّرَج مضرجة في دمائها تُنازِع سَكَرات الموت، يقف هو أعلى الدَّرَج مشدوهًا فاغرًا فاهه.
كل الأصابع كانت تُشير إليه بأنه هو مَن قام بدفعها من أعلى الدَّرَج؛ ليتخلَّص منها.
تعلَّقت نظراته بنظراتها، بينما يُقلِّب نظراته نحوهم يتوسَّل إليهم ألَّا يظلموه؛ فهو لم يفعل شيئًا.
رجاهم وسط دموعه أن يقتربوا منها ويسمعوها، وممَّا لا شكَّ فيه ستُخبرهم أنه لم يؤذِها، وأنه ليس بشريرٍ ليقتلها.
تعلَّقت أنظار الجميع بشفتيها وسط توتُّرهم وقلقهم وخوفهم عليها وبين رغبتهم في كشف الحقيقة.
أشارت إليه بأناملها المرتجفة وبصوتٍ ضعيف بالكاد يغادر حنجرتها وهي تقول في حسم:
- هو مَن قتلني.
أدرات رأسها نحوه في صعوبةٍ بالغة وهي تُشير نحوه بإصبعها:
- أنت مَن قتلتني، لم تقتلني الآن، ولكنك قتلتني منذُ زمنٍ بإهمالك وتوبيخك وعدم احتوائي.
نظرت نحو السماء وكأنها تشكوه لله من ثَمَّ هدأ جسدها وخبا بريق عينيها وسكنت أنفاسها للأبد.
