رقصة الموت.. لأشهر جاسوسة

رقصة الموت
رقصة الموت

شيطانة ساحرة.. مصاصة دماء.. أجيرة وأخيرا جاسوسة، تلك هي الصفات التي نعتت بها (ليدي باستيان) أو كما أُطلق عليها (ماتا هاري) المقاومة الفرنسية، والتي استطاعت التأثير على (رينيه هاردي) البطل الذي جعلته خائن وعميل للعدو الألماني.

اقرأ أيضًا.. من الرقص للجاسوسية.. تعرف على «ماتا هاري» التي ألهمت الأدباء

لم تكتف بفتنة الوجه والجسد من أجل السيطرة على مقدرات الرجال ومصائرهم فحسب، بل سعت إلى تنمية قدرات الروح والتعمق في مجال التنويم المغناطيسي، والتنظيم وكل ماله علاقة بما وراء الطبيعة.

اعتقدها الجميع بأنها القرين الانثوي لراسبوتين، فمثلما وصل إلى السلطة والحكم من خلال قدراته الخارقة في عالم الغيبيات وقراءة الطالع بنظرة عين وتنويم مغناطيسي، وقدراته الذكورية واستعماله لها بكل ماهو حسي، وجنسي وكانت له عبارته الشهيرة وهي:

أن النساء أخطر من الرجال، فيجب البدء بهن، هكذا أعلم أن النساء يقعن تحت وطأة رجولتي التي لا تقاوم، ونظراتي المغناطيسية.

 

وتساءل الجميع كيف لفتاة في العشرين من عمرها بأن يستقبلها الجنرال (بيير لافال) رئيس وزراء فرنسا في هذا الوقت، وكيف لشارل ديجول أن يمنحها شهادة بأنها تعتبر من المقاومة الفرنسية بالرغم من كل ماقيل عنها، وعشقها للمال والشهرة، لكن رأسها كانت الثمن.

 

احترفت ماتا هاري الرقص وبالتحديد على طريقة سالومي الغانية، تكشف جسدها الذي اغتسل تارة بلهيب الشمس، وتارة بضوء القمر، وبدت بشرتها المعجونة بالبهار والعنبر، والريحان فتنة للناظرين.

 

وأصبحت لمدة ١٠ سنوات الجميلة المدللة لصفوة المجتمع في باريس، وبرلين، وموناكو، ومدريد، وعرفت حياة البذخ والفخامة والقصور، وهي الزهرة المتوحشة البرية، بركانية الأعماق وسط صقيع اوروبا، لكن السعادة لم تدم طويلا.

 

بدت السماء ملبدة بغيوم الحرب، وكان القتال قد بدأ في عام ١٩١٤، ووجدت نفسها بلا مورد واحد، واقامتها محددة في برلين، وعقدها كراقصة في ملهى ليلي شهير قد انتهى، ووضعت حراسة على أموالها.

 

وأصبحت لم تعد تطيق حياة البؤس والشقاء، بعد أن ذاقت رغد العيش ومتع الدنيا ونعيمها، ولم يعد هناك مجال للتردد، فشعرها الغزير تنثره ليلا فيبدو كغابات استوائية، ويقتلع كل شيئ، الأسرار الخطرة، والمعلومات الثمينة، فأصبحت تتعاون مع جهاز المخابرات الألماني، وأصبحت على علم بالعديد من الأسرار الحربية وتحركات القوات البحرية، وأسرار أخرى دبلوماسية خطيرة فباتت متورطة في عدة عمليات مشبوهة.

 

ولحظها العثر، وقعت في حب ضابط شاب روسي، عشقته بجنون بعدما لفحها لهيب الهوى، وقررت أن تتزوجه لكن يحب أن توفر مبلغا من المال، فما كان منها إلا أن اتصلت بالمخابرات الفرنسية، وأصبحت عميلة مزدوجة، وبدأت سلسلة من التصرفات الممزوجة بالحماقة، والتي سرعان ما أدت إلى إعدامها في يوم ١٥ اكتوبر عام ١٩١٧، وقد دفعت الثمن لكل النساء اللاتي عملن في مجال الجاسوسية بعدها.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم