الزيادة السكانية أصبحت من المشاكل الكبرى التى تعانى منها العديد من الدول خاصة الدول النامية بما تشكله من أعباء اقتصادية هائلة وفى نفس الوقت الضغط الهائل على الخدمات والبنية التحتية اللازمة لمواجهة هذه الزيادة، وقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاحه المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية الذى استضافته مصر الأسبوع الماضى فى العاصمة الإدارية الجديدة أن الزيادة السكانية من أخطر القضايا التى تواجه مصر ودول العالم، وقال إن مصر أنفقت خلال السنوات الأخيرة عشرة تريليونات جنيه على البنية التحتية لتوفير الخدمات اللازمة لاستيعاب عدد السكان الذى بلغ ١٠٥ ملايين نسمة بالإضافة إلى ٩ ملايين مواطن ضيوفًا على مصر، وأشار الرئيس إلى معاناة الدول الأفريقية فى مواجهة الانفجار السكانى بها، مشيرًا إلى أن تعداد سكان القارة الأفريقية خلال السنوات القليلة القادمة سيصل إلى ١،٦ مليار نسمة، وأنه على الرغم من الموارد الهائلة للقارة الأفريقية بأنها غير كافية لاستيعاب هذا العدد الهائل من السكان.
وعلى مدى أربعة أيام استعرض المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية والذى شارك فيه أكثر من ٨ آلاف مشارك من مصر ومختلف دول العالم المخاطر التى تتسبب فيها الزيادة السكانية فى العديد من دول العالم، وأشار الرئيس السيسى إلى أن حالة الاستقرار والأمن جزء مهم وأصيل فى تطوير وتنمية الدولة ومن العناصر المهمة فى معالجة النمو السكانى، مؤكدًا قدرة مصر على الصمود رغم كل التحديات والأزمات.
وقد يتساءل البعض عن دولة مثل الصين التى وصل تعداد سكانها إلى حوالى مليار و٤٠٠ مليون نسمة أكثر من تعداد القارة الأفريقية بأكملها ومع ذلك اصبحت أكبر قوة اقتصادية كبرى فى العالم وتنافس الولايات المتحدة بل وتتفوق عليها فى الإلكترونيات والصناعات الحديثة المتطورة وغزت منتجاتها الأسواق العالمية، واستطاعت الصين تحقيق هذا التقدم الهائل بالاستثمار الجيد لمواردها وإمكانياتها البشرية التى أصبحت أحد المكاسب التى جعلتها على رأس الدول المتقدمة فى عالم اليوم.
