فجر جديد

تغريب اللغة العربية

هبة حسين
هبة حسين

تتعرض لغتنا العربية الجميلة لهجمة مستمرة باستبدالها باللغات الأجنبية فى حياتنا، إذ تفضل الأجيال الجديدة استخدام الإنجليزية فى حواراتهم أو الكتابة بالفرانكو على وسائل التواصل الاجتماعى واعتبار ذلك علامة على الرقى.

لم تسلم لغة الضاد أيضا من خلطها بمصطلحات أجنبية على ألسنة المذيعين وضيوف البرامج فى وسائل الإعلام، وكأنها موضة العصر، فضلا عن قاموس العامية الذى يظهر بين حين وآخر؛ حتى المحال التجارية تضع أسماء أجنبية والمطاعم تعرض قائمة الطعام بالإنجليزية وكأن اللغة العربية تحط من قيمة المكان. وهكذا تمكنت عقدة الخواجة من مجتمعنا رغم خطورة خلق جيل فاقد الهوية لا يتقن لغته الأم. 

ويستمر هذا التوجه للأسف بتشجيع من الأمهات خاصة من يلتحق أبناؤهن بمدارس دولية لا يتم فيها تدريس اللغة العربية والدين، وكان الأحرى بهن أن يحرصن على تعليم الأبناء اللغة الأم وقواعد الدين خارج نطاق المدرسة. فالعربية وهى لغة القرآن الكريم ولها مكانتها فى الكنائس المسيحية فى المنطقة العربية تم إدراجها كسادس لغة رسمية بالجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 1973 واختيار 18 ديسمبر يومًا عالميًا لها باعتبارها أحد أهم أركان التنوع الثقافى للبشرية، إذ يتكلمها أكثر من 400 مليون نسمة فى العالم. 

والسؤال هو: أين تأثير حملات الأزهر الشريف لتمكين لغة الضاد؟ ولماذا لم يصدر حتى الآن قانون حماية اللغة العربية الذى تم عرضه فى مجلس النواب لاستعادة اللغة العربية مكانتها والتى تفوق مفرداتها كل لغات العالم (12مليوناً و600 ألف كلمة) مقارنة بالإنجليزية (600 ألف كلمة)؟!