نوستالجيا

الأب الغنى والأب الفقير! 

معتز عبد المجيد
معتز عبد المجيد

«قرأنا كتابا هو بمنزلة كنز فكرى وريادي، وهو كتاب الأب الغنى والأب الفقير.. مهما شرحنا لكم عن فكرنا الجديد فلن نستطيع إيضاح الصورة الكاملة حتى تقرؤوا ذلك الكتاب الثمين.. ذهبنا للبحث عن عمل نجنى فيه رأس المال ثم نبدأ مشروعنا الخاص، ونجعل المال هو الذى يعمل من أجلنا وليس نحن من نعمل من أجل المال».  هذه كانت رسالة لطالبين أصدقاء قررا ترك التعليم والأسرة والبلد والسفر لجمع المال وصناعة الثروة. 

أؤمن بأن الكلمة لها تأثير كبير على العقل ولكن ليس كل الكلام يجعلنا قادرين على التخلى عن حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا فقط للبحث عن المال لأن هناك اختلافا كبيرا بين ثقافتنا وبين الثقافة الغربية القائمة على الاعتماد على النفس فى كل شئ. 

باختصار هذا  الخبر دفعنى للبحث وراء هذا الكتاب «الأب الغنى والأب الفقير» وهو من تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي بالاشتراك مع شارون إليتشر. وموضوعه هو التأكيد على أهمية الاستقلال المالى وبناء الثروة عن طريق شرح العديد من الوسائل كالاستثمار وامتلاك الأصول والاستثمار بها والبدء في مشروع تجاري بالإضافة إلى كيفية تنمية الذكاء المالى لتحسين الآداء المالى والتجاري. 

 حقق الكتاب الذى صدر عام ١٩٩٧ انتشارا كبيرا على المستوى العالمى وباع أكثر من 32 مليون نسخة وترجم لمعظم لغات العالم ومنها العربية. يحكى الكاتب قصة طفولته، الموزعة بين نصائح أبيه الأستاذ الجامعى والذى يرمز له فى الكتاب بلقب الأب الفقير، وبين نصائح والد صديقه مايك، رجل الأعمال العصامى والذى يرمز له فى الكتاب بلقب الأب الغني. ويسرد الكتاب طفولة الكاتب وهو يتعلم كيف يحصل على المال ويكتسبه، مع مقارنة دائمة ما بين وضعى والده الأكاديمى الجامعي، ووالد صديقه العملى التجاري.

الخلاصة أن هذا الكتاب يحارب التعليم والثقافة ويجعل من المال والعمل وسيلة للنجاح وتحقيق الذات ناهيك عن تشجيع الأبناء على التمرد وتصوير الأب المتعلم المثقف والحاصل على أعلى المراتب العلمية بأنه أب فقير وأن من ترك تعليمه بحثا عن المال بالاب الناجح وهى قاعدة غريبة تدمر علاقة الآباء بأبنائهم فاحذروا من هذا الكتاب لأن به «سم قاتل» للعقول.