رٌكن الحواديت

لولاكى ما غنيت

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

كنا صبية حين كسَّرت أغنية (لولاكى) للمطرب الراحل على حميدة الدنيا عام 1988 بمبيعات تاريخية فى سوق الكاسيت حينها، كما خطف لحنها ملايين من جيلى، ويومها.. استنكر غالبية النقاد - والجمهور الأكبر سنًا منا - هذا النوع من أغانى الصخب، واعتبروها مجرد «موجة» وهاتعدى. 

وبينما كان الجميع مهمومًا بهذه «الخناقة» كان على حميدة مشغولًا بجنى الملايين من حفلاته، التى جابت غالبية البلاد العربية والأوروبية، بأغنية لولاكى التى (لولاها) ما كان اسمه الفنى، وما عرفه أحد.  

أيامها ظل فريق من النقاد والموسيقيين متمسكين بالأغنية الكلاسيكية، بينما كان عبدالوهاب يحضر لنا قنبلة فنية، فى معمل ألحانه البديعة، حتى خرج علينا برائعته «من غير ليه» عام 1989. 

يومها أحضر زميل لنا شريطها (المضروب) بجنيه ونصف، وحين ضغطنا على زر الكاسيت البدائى، خطفتنا موسيقاه، وحلقت بنا فى عالم مخصوص من الرقى، وأفاقتنا من أغانى الخبط والرزع، التى كانت السمة الأساسية لهذه الفترة. 

الآن.. وبعد ما سمعناه من تردّ فنى أصبحت أغانى على حميدة - رحمه الله - وجيله فى قيمة أغانى أم كلثوم بالنسبة لدوشة حمو بيكا وكسبرة وشطة وباقى البهارات الفنية الكريهة. 

ما أخشاه حاليا أن تمر السنون، ويصادف من يطول عمره منا رداءة من الأغانى تجعلنا نترحم على أغانى شاكوش ومفتاح وباقى أدوات «تنجير» الغناء فى أسوأ صوره.