تجربة طبقتها «فنون بنها» في مشروعات التخرج| «براند» جامعي للأزياء الراقية

ملابس صديقة للبيئة
ملابس صديقة للبيئة

■ كتب: هانئ مباشر

إبداع بلا حدود، وكسر لكل الثوابت التقليدية فى عالم الموضة وتصميم الأزياء، وكذلك الخروج بالمناهج الجامعية والدراسية والنظريات من المدرجات والقاعات إلى البراح والارتباط الوثيق بالمجتمع واحتياجاته.. فلم تعد «الديفيليهات» و«الكات ووك» حكراً على أفضل تصاميم كبار المصممين وبيوت الأزياء، بل إن هناك من هو قادر على صنع حالة وتجربة فريدة فى هذا المجال.. ومنح الفرصة لصغار المبدعين وصقلهم بالعلم وربطهم بالمجتمع الذى يعيشون فيه بكل معطياته. نتحدث هنا عن مشروعات تخرج الطلبة فى مجال تصميم الأزياء وصناعة الملابس، وتوجيهها لخدمة المجتمع وتلبية احتياجاتها، بل والوصول إلى مرحلة «صناعة براند» مصرى ينافس الماركات العالمية.

هذه التجربة الفريدة من نوعها تقوم بها كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها من خلال تنفيذها فى «قسم تكنولوجيا الملابس والموضة»، بل وكل أقسام الكلية، وكما يقول الدكتور عبدالمؤمن شمس القرنفيلى عميد الكلية: نحن نهتم دائما بتوجيه الطلاب دراسيا (نظريا وعمليا) فى تصميم الأزياء لربط الفن بالمجتمع والارتقاء به، وبالتبعية ربطه بالسوق المحيط، أى ربط الدراسة بسوق العمل والجمهور، فى محاولة منا للاستفاده بالدراسة التطبيقية ومحاولة لإيجاد خريج جاهز للعمل فى السوق المحيط والانخراط فى المجتمع وإيجاد تصاميم مصرية معاصرة تناسب أى فئة موجهة إليها لإيجاد مصمم طالب ثم خريج قادر على التماشى مع سوق العمل بعد التخرج.

والدراسة فى القسم وعبر مختلف المقررات تمر بالعديد من المراحل للوصول للمنتج النهائى، بداية من دراسة  كيفية عمل تصميم ناجح مرورا بمعرفة مراحل التصميم بداية من دراسة أشهر المصممين وأعمالهم ثم دراسة السوق المحيط بميزاته وعيوبه، وتحديد الفئة المستهدفة ودراسة اتجاهات الموضة العالمية، من ثم اختيار عنصر الإلهام لكل طالب مصمم مثل العصور التاريخية المختلفة أو الطبيعة بجمالها وغناها أو أى مصدر إلهام له طابع مميز يمكنه الاستلهام منه للاستفاده فى عمل المجموعات التصميمية المختلفة له.

وهذا ما انعكس على مشاريع تخرج الطلبة هذا العام، التى جاءت تحت شعار «صُنع في مصر»، فقد نجح طلبة وطالبات قسم تكنولوجيا الملابس والموضة فى تصميم مجموعة من الملابس الصديقة للبيئة، من خلال التركيز على فكرة الاستدامة، خاصة فى مجال صناعة الملابس، حيث يتم إعادة استخدام «بقايا الأقمشة»، فأغلب ماركات الملابس المعروفة تقرر حرق الأقمشة المهدرة والمتبقية من منتجاتها ما يؤثر سلبا فى البيئة.

وكذلك تصميم أزياء مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة من خلال تصميم فساتين جذابة ترمز إلى تاريخ مصر العريق، مع إدخال المعادن في التصاميم، وذلك لأن المصريين القدماء كانوا يهتمون بالحلى والمعادن.

◄ تخصصات الملابس
«إن مشروعات التخرج هى الخطوة الأخيرة للطلاب قبل حصولهم على درجة البكالوريوس، بعد فترة دراسة لمدة خمس سنوات، منها سنة تمهيدية»، هكذا يقول الدكتور أحمد الشيخ، رئيس قسم الملابس الجاهزة، الذى يضيف موضحا: «تكون السنة الأخيرة مخصصة لدراسة تصميم وتنفيذ ملابس المناسبات الخاصة، ويعد مشروع التخرج جزءًا منها.

◄ براندات مصرية
أما الدكتورة إيمان الميهى، الأستاذ المساعد بقسم تكنولوجيا الملابس والموضة، المشرف على مشروع التخرج للقسم، فقد وجهت طلابها لإنتاج مجموعة من «البراندات» التى تغطى احتياجات السوق المصري ومعرفة استراتيجية البراند وكيفية إنشائه وتحديد الفئة المستهدفة والسوق المستهدف من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والانتشار وتحقيق المبيعات المستهدفة مرورًا بجميع المراحل، بداية من الفكرة والتصميم وخامات التنفيذ وتقنيات وطرق التنفيذ والإنتاج إلى التسعير والتسويق وبتصاميم حديثة تتميز بالذوق الراقى بعيدا عن التصاميم الشعبية العشوائية والانحدار فى الذوق العام، وتوثيق الهوية العربية، وقد جمع الطلاب بين التطور التكنولوجى والهوية المصرية والعربية فى التصاميم، كما نجحوا فى إبداع مجموعة من البراندات التى تستطيع منافسة الماركات العالمية وشملت الأفكار كافة التخصصات (ملابس الأطفال، والرجال، والسيدات).

وعمل الطلاب من خلال فريق الإشراف الذى ضم من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة كلًا من شيماء أحمد (مدرس مساعد)، وأسماء البحيرى (مدرس مساعد)، والمعيدة شيرين عصام، والمهندسة يسرا ضياء، بهدف إنتاج مجموعة من التصاميم و«البراندات» التى تغطى احتياجات السوق المصرى ومعرفة استراتيجية البراند وكيفية إنشائه وتحديد الفئة المستهدفة والسوق المستهدف، من أجل تحقيق أكبر قدر من الفوائد والانتشار، بالتالى تحقيق المبيعات المستهدفة.

إن كلية الفنون التطبيقية تقدم الفن التطبيقي أى الفن الذى يمكن تطبيقيه وإيجاد ما هو جميل فى المحيط والارتقاء بالذوق العام، وهذا ما نحاول دائما أن نقدمه للطلاب من خبره لعمل تصميم ومنتج مميز موجه للفئة المستهدفة ويلقى قبولا واستحسانا منها.

الخلاصة، أن الصحوة وعودة الروح لكيان مصر، لن تتحقق إلا بالخروج من أسر التعليم النمطى الذى أقصى أهدافه هو تخريج موظفين مؤهلين فقط لتسيير العمل البيروقراطى والاعتماد على العلم المتقدم الذى يفتح الأبواب للحضارة والمدنيّة الحديثتين، والفن الرفيع الذى يسمو بالروح وينهض بالمجتمع.