تساعدهم على مواجهة الضغوط الاقتصادية| «برامج الحماية الاجتماعية».. إنقاذ لملايين الأسر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تهتم الحكومة بتقديم كافة البرامج التي تعين الأسرة المصرية على مواجهة الصعاب والضغوط الاقتصادية، وذلك ضمن حزمة من برامج الحماية الاجتماعية والمبادرات وتقديمها لمستحقيها، حيث إن هذه المبادرات تضم جميع سبل الحماية سواء الدعم النقدي أو الرعاية الصحية والتمكين الاقتصادي وصولا إلى توفير حياة كريمة للفئات المستهدفة.

◄ توفر لهم الرعاية الصحية وتمنحهم فرص عمل وتصنع لهم حياة كريمة

◄ إيمان: برنامج «فرصة» ساعدني للحصول على وظيفة وتسديد ديوني

الحماية الاجتماعية تعد أحد المحاور الأساسية، وتهتم بالفئات الأولى بالرعاية، خاصة للمرأة فى فترة الحمل والولادة، وأصحاب الأمراض المزمنة أو النفسية، وذوى الإعاقة والمعرضين للكوارث والنكبات، والأطفال أقل من خمس سنوات، مشددة على أن أنظمة الحماية الاجتماعية تساعد الأسر على الحماية من الصدمات سواء الاجتماعية أو المادية أو البيئية أو غيرها.

ويعد «تكافل وكرامة» من أهم البرامج التى تحقق أهداف الحماية الاجتماعية، مع تطوير شبكة الحماية الاجتماعية لتقديم الدعم النقدى (معاش) المشروط للأسر المستحقة من كبار السن فوق 65 سنة والسيدات وأصحاب الإعاقات  والأمراض المزمنة المختلفة.

◄ توجيهات رئاسية
وبحسب وزارة التضامن الاجتماعي، فقد تمت زيادة عدد الأسر المستفيدة من «تكافل وكرامة» بإجمالى مليون أسرة ليصل عدد المستفيدين إلى 4,6 مليون أسرة بما يشمل حوالى 20 مليون مواطن، ومع تطبيق التوجيهات الرئاسية بزيادة قيمة الدعم النقدى الشهرى بنسبة 25% من أصل قيمة الدعم يصل متوسط الدعم إلى 600 جنيه شهرياً تقريباً.
والاستفادة من «تكافل وكرامة» ليست من الناحية المادية فقط، ولكن يمنح البرنامج عدة امتيازات أخرى للأسر المشمولة تحت مظلته، ومن بينها تقديم الرعاية الصحية والإعفاء من المصروفات الدراسية.

آمال محمد، إحدى المستفيدات من معاش «تكافل وكرامة»، كونها ليس لديها عائل بعد طلاقها وانتهاء السبل بها فى بيت والديها بدون مصدر دخل يعينها على الحياة بعد وفاتهم وإصابتها بمرض السكرى وعدم قدرتها على الحصول على نفقة مناسبة من والد ابنتها ذات السنوات السبع، فكان معاش تكافل وكرامة بمثابة اليد التى امتدت لمساعدة آمال وابنتها، كما كفلت لها الدولة الرعاية الصحية المناسبة لتخفيف الحمل عن كاهلها من مصروفات متابعة العلاج والأدوية.

■ تقديم الرعاية الصحية للمستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية

◄ طوق نجاة
أما على وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة وأب لثلاثة أولاد، فكان يعمل بمهنة الحدادة ولكن ظروف إعاقته الحركية مع التقدم فى السن حرمته من استمراره فى العمل لتأمين حياة كريمة لأولاده وزوجته، فلجأ إلى معاش تكافل وكرامة الذى ساعده فى استكمال تعليم أطفاله وتوفير دخل يساعده على سد متطلباتهم.

يقول على: «معاش تكافل وكرامة كان بمثابة طوق النجاة لأسرتي، بعد الأزمات الصحية المتكررة التى أتعرض لها من وقت لآخر، حيث أصبحت غير قادر على العمل ، إلى أن نصحنى أصدقائى للحصول على هذا المعاش، وقد حصلت عليه بعد عرضى على القومسيون الطبى ليثبت استحقاقى للمعاش بنسبة عجز أكثر من 50%، وكان يوم الحصول على الموافقة بمثابة تعويض عن أيام قضيناها فى حيرة وقلق مما هو آتٍ ومئات الأسئلة التى كانت تدور فى ذهنى عن كيفية تحمل مصروفات الدراسة التى تم إعفاء أبنائى من دفعها، كما منحنى البرنامج امتيازات أستطيع من خلالها متابعة حالتى والحصول على العلاج بأقل تكلفة».

◄ فرص عمل
ومن برامج الحماية الاجتماعية التى تهتم بها الدولة لدعم أكبر عدد من الأسر خصوصًا المرأة التى تعد إحدى ركائز المجتمع، برامج التمكين الاقتصادى التى تتجه أهدافها نحو تيسير المشروعات وتوفير جميع السبل التى تتيح إقامة كيان اقتصادى يمكن أن تعتمد عليه المرأة والأسرة، وعلى رأس هذه البرامج برنامج «فرصة» الذى تم إطلاقه فى إطار قرض التمويل الإضافى لبرنامج تكافل وكرامة عام 2019 لتمكين الأسر من الاستقلال المادي. وهو ما يؤكده عاطف الشبراوي، مستشار وزيرة التضامن الاجتماعى للتمكين الاجتماعي، مدير البرنامج، حيث يقول: «البرنامج يوفر مجموعة من الخدمات للفئات المهمشة غير القادرة على الدخول لسوق العمل سواء بتوفير وظيفة لهم أو مساعدتهم على إقامة مشروعات خاصة بهم، وتزويدهم بالدخل الإنتاجى لتحقيق أرباح منها، ويدعم البرنامج بشكل خاص النساء والشباب، كما استهدف تحقيق حلم آلاف الأسر فى الحصول على فرص عمل ضمن مبادرة حياة كريمة.

وفى هذا البرنامج مجموعة من قصص النجاح التى استطاع من خلالها تحقيق أهدافه وخلق فرص عمل حقيقية لأصحابها، منهم إيمان من محافظة المنيا فى العقد الرابع من عمرها وأم لسبعة أطفال أحدهم مريض ويحتاج إلى العلاج والأدوية، فى حين كان زوجها عاطلًا عن العمل، ولكى تعول أسرتها كانت تقوم ببيع الخضراوات أمام منزلها، ما عرضها للاستدانة لعدم قدرتها على تسديد ثمن البضاعة بجانب مصاريف ابنها الصغير وتجهيز ابنتها الكبرى.

تقول إيمان: «عندما سمعت عن برنامج فرصة قدمت للالتحاق به وتم تدريبى على قطف الخوخ، ما ساعدنى فى الحصول على وظيفة وساعدنى على تسديد ديونى والإنفاق على أسرتى وجعل حياتى أكثر استقرارًا وسعادة».

◄ متناهية الصغر
أما ميرفت من محافظة الأقصر، فهى أم لأربعة أطفال، وقد ساعدها الأخصائيون فى معرفة المزيد عن البرنامج وكيفية التقدم له، وبالفعل حصلت من خلال المشروع على ثلاثة أغنام (ذكر وأنثي، والثالثة حامل) لتدخر جزءًا من المال لشراء المزيد لتوسعة المشروع ومساعدة زوجها فى الإنفاق على أطفالهم والإبقاء عليهم يدرسون بالمراحل التعليمية المختلفة.

وقد تم دعم 413 ألف فرصة عمل خلال السنوات الأربع الماضية منها 123 ألفاً فى عام 2022 وتم تراكم رأسمال للمشروعات متناهية الصغر قيمتها 3,4 مليار جنيه ضمن برامج التمكين الاقتصادي التي تستهدف النساء، والعمالة غير المنتظمة، وغيرهم من قاطنى الريف وقاطنى المناطق المطورة المنقول إليها سكان المناطق العشوائية وغير الآمنة.

◄ حياة كريمة
من ناحية أخرى، فإن «حياة كريمة» من أهم المبادرات التى أصبحت مشروعًا عملاقًا تتكاتف لإنجازها عدة وزرات، ومؤسسة متكاملة، حيث أتاحت الحماية الاجتماعية لآلاف من الأسر داخل القرى، حيث تم توفير وتطوير المنازل بما يتناسب مع توفير حياة آدمية لهم، بالإضافة لتطوير الوحدات الصحية والمدارس ومراكز الشباب، كما قدم لأهالى هذه القرى الرعاية الصحية والتوعوية المناسبة لتغيير العادات الخاطئة التى قامت عليها هذه المجتمعات كختان الإناث، والزواج المبكر وغيرها من القضايا ضمن مبادرة «بالوعى مصر تتغير للأفضل».

ومن قرية القبلى قمولا بمحافظة الأقصر، أكد صلاح (أحد أهالى القرية): مشروع حياة كريمة كان بمثابة تحول كبير فى حياة أهل القرية، حيث كنا نعانى من عدة مشكلات سواء فى الكهرباء أو المياه والطرق، والمنازل المتهالكة، فقد سعيت أكثر من مرة لإصلاح منزلى ولكن عملى فى نقل البضائع لم يساعدنى على تكاليف ترميمه وتطويره، ولكن حياة كريمة كانت يد التغيير التى امتدت لإصلاح هذا الخراب فأصلحت الطرق والمنازل ومدت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحى ووفرت لنا حياة كريمة بعد سنوات من التعب والتهميش».

كما أكدت ونيسة، من محافظة سوهاج، أن المرأة أصبح لها شأن واهتمام خاص بها من بعد تطوير الوحدات الصحية والقوافل، مشيرة إلى أن المشورة الصحية ساعدتها على اتباع وسيلة لتنظيم الأسرة بعد تدهور صحتها بسبب كثرة الإنجاب.

وأضافت: «القوافل الطبية ساعدتنى فى الكشف على ابني الأصغر، وتركيب سماعة أذن له حيث كان يعانى ضعف السمع».