جبر الخواطر

حسام بركات
حسام بركات

من أهم الأشياء العظيمة التى يجب أن نلتفت إليها فى معاملاتنا اليومية هى جبر الخواطر؛ لأنها تدل على خلق إسلامى عظيم وسمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل يجبر المسلم فيه نفوسا كسرت وقلوبا فطرت وأجساما أرهقت ترفع هم الشخص وتهون عليه مصيبته ويكون ذلك بفعل الخير والنصيحة والابتسامة أو الصدقة..

جبر الخواطر من المعاملات الإسلامية التى يجب أن يتحلى بها كل مسلم وكل شخص لأن من يعمل بها يكون انسانا معدنه أصيل..

ومما لاشك فيه أن الجبر يعطى جمالاً لأنه مأخوذ من أسماء الله الحسنى وهو الجبار هذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس فهو سبحانه وتعالى الذى يبدل الفقر بالغنى والمرض بالصحة والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل والخوف إلى الأمن والاطمئنان فهو جبار متصف بكثرة جبره لعباده..

المتأمل فى هذه الحياة يرى أن الإنسان يتعرض لظروف شديدة فكم من حزين بحاجة إلى من يجبر خاطره وكم من مظلوم بأمس الحاجة إلى من يقف معه فى مظلمته ويخفف عنه آلام الظلم والقهر الذى يقطع قلبه وكم من يتيم يحتاح إلى أن تمسح على رأسه ومبتلى يتمنى أن يجد أخا يصبره فى بلائه ويقويه ويشد أزره ويذكره بجزاء الله العظيم له فى بلائه وكم من مريض قد هزه المرض ينتظر زائرا يواسيه ويخفف عنه آلامه ومن فرج عن أخيه قربة فرج الله عنه يوم القيامة فالجزاء من جنس العمل فعن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله فى يوم القيامة..

أجبروا خواطر الناس لو بكلمة لأن من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله تعالى من جوف المخاطر.