فواصل

المشهد السورى

أسامة عجاج
أسامة عجاج

عندما تتعرض الأوطان إلى خطر وجودي، فالمهمة الاساسية هى التوافق على خطة إنقاذ، أتحدث هنا عن سوريا، وبعيدا عن (الشعور الزائف) بالخروج من الازمة منتصرا، كما يظهر فى مواقف وتصريحات كبار المسئولين، او الاطمئنان  الى (فكرة المؤامرة الخارجية)، وهو الخطاب السائد  كسبب رئيسى للازمة منذ اكثر من١٢عاما، فحقيقة الأمر أن سوريا تحولت الى ساحة صراع اقليمى دولي، ترافق معها ازمات اقتصادية وسياسية، دون ان يكون هناك افق للحل، وسأكتفى هنا برصد الواقع الحالى لسوريا فقط، دون تحليل او تنظير، فالحكومة السورية تبسط نفوذها على ثلثى اراضى الدولة، والباقى موزع بين دول وجهات عديدة، هناك مناطق تسيطر عليها امريكا وتركيا والاكراد، الذين اقاموا ادارة ذاتية، وهناك مناطق نفوذ بين هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا، وحكومة مؤقتة تحت وصاية الائتلاف المعارض، مع وجود عسكرى لقوى اقليمية ودولية، تتصارع على الساحة، روسيا وايران بدعوة من الحكومة، وامريكا وتركيا وإسرائيل، وهناك حالة احباط لدى كل من الحكومة والدول العربية، من عدم تحقيق كل طرف لاهدافه من عملية عودة دمشق لمقعدها فى الجامعة العربية، الحكومة كانت فى عجلة من امرها فى انتظار مساهمة عربية فعالة، فى دعم اقتصادي، يساهم على الاقل فى تخفيف وطأة الازمة المعيشية للسوريين، ودور فى اعادة التعمير، بينما المجموعة العربية كانت لها متطلبات فى مقدمتها، منع تصدير المواد المخدرة الى الاردن، ومنها الى دول الخليج، وعودة اللاجئين السوريين، وهم بالملايين، واستهدفت الافراج عن صحفى وناشط امريكى من اصل سوري، وآليات تنفيذ قرارات مجلس الامن، مع رفع جزئى للعقوبات، وطلب سورى بسحب قواتها من شمال شرق البلد، ولكنها لم تحقق نتائج، قلبى مع الشعب السورى الذى يعانى منذ ١٢ عاما، وعلى كيان الدولة صاحبة الاسهام الحضارى العظيم، ودعائى ان يحمها الله من التقسيم والتشرذم.