بعد انتشار مقاطع تعذيب وقتل الكلابl سفاحو الحيوانات.. مجرمون.. أم مرضى نفسيون؟!

تعذيب وقتل الكلاب
تعذيب وقتل الكلاب

محمد‭ ‬طلعت

  في الفترة الأخيرة زاد هجوم بني البشر على الحيوانات خاصة الكلاب الضالة في الشوارع، فمن اعتداءات بالضرب المبرح وصولا لتسميمها وانتهاءً بقتلها بدم بارد، ليتساءل البعض من يحمي تلك الأرواح من أذية الناس؟، وهل هناك في مواد القانون الجنائي ما يحمي ويردع من يحاول الاعتداء على الحيوانات أسوة بالبشر؟، والسؤال الأهم ما عقوبة قتل تلك الحيوانات عن عمد، هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور التالية.

في الأيام الماضية وتحديدا في محافظة الجيزة وقعت جريمة قتل كلب مرخص ارتكبها أربعة أشخاص في الشارع بعد أن اتهمتهم صاحبة الكلب بقتل حيوانها الاليف باستخدام سلاح ناري بسبب عقر الكلب لإحدى السيدات في المنطقة.

الشرطة ألقت القبض على هؤلاء المتهمين الأربعة ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ليست هذه هى الجريمة الوحيدة بل هناك جرائم كثيرة حدثت خلال الفترة الأخيرة أدت لمقتل حيوانات بل وتعذيبها بصورة بشعة صورتها عدسات الكاميرات وأصبح البعض يستخدم تعذيب الحيوانات كوسيلة للدعاية والترويج على مواقع التواصل الاجتماعي ويتلذذ البعض بارتكاب هذه الجرائم لزيادة التفاعل على صفحاتهم الشخصية ولكسب المال، ولذلك هناك سؤال كيف نحمي هذه الأرواح مما يفعله بها بعض المرضى النفسيين الذين يستمتعون بتنفيذ تلك الأفعال العنيفة ضد الكائنات الضعيفة.

قاتل القطة

يقول أحمد عبد المنعم المحامي بالاستئناف العالي: إن القانون المصري كان حاسمًا في مسألة الاعتداء على الحيوانات، ويتم تطبيقها على مرتكبي وقائع تعذيب أو قتل بكل حسم، وهناك قضايا كثيرة أصدر فيها القضاء حكمه العادل على مرتكبي تلك الوقائع واذكر هنا واقعة عامل أحد المطاعم الشهيرة في وسط البلد والذي حمل قطة كانت متواجدة داخل المطعم وألقاها أسفل إحدى السيارات المسرعة في الشارع، ونتج عن ذلك مقتل القطة تحت عجلات السيارات، وهذه القضية تابعتها لأنها كانت تشغل الرأي العام وبالفعل حصل ذلك الشخص على حكم بالحبس ٦ أشهر وهناك وقائع أخرى شهدت احكاما رادعة.. ويضيف المحامي بالاستئناف العالي؛ أن المشرع عاقب من يعذب الحيوانات ويقتلها وفقًا لنص المادة ٣٥٥ من قانون العقوبات والتي تنص على معاقبة كل من قتل عمدًا دون مقتضى حيوان من دواب الركوب أو الجر أو الحمل أو من أي نوع من أنواع المواشي أو أضر به ضررًا كبيرًا وأيضًا كل من سم حيوانًا وكل شروع في هذه الجرائم يعاقب عليه بالحبس مع الشغل مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه.

ويشير احمد عبد المنعم المحامي بالاستئناف العالي إلى أنه حتى بعد أداء المتهم لعقوبته في السجن؛ فعندما يخرج يكون تحت ملاحظة الشرطة لمدة عامين وذلك وفقًا للقانون وليس ذلك فقط بل نصت المادة ٣٥٦ من قانون العقوبات على تغليظ العقوبة بصورة كبيرة، واقر بأنه إذا ارتكبت الجرائم المنصوص عليها ليلا تكون العقوبة الأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنوات وهى عقوبة رادعة.

تغليظ العقوبة

أما احمد عبد الحق المحامي فيقول: إن القانون يحتاج لتغليظ أكبر لأن هذه الجرائم زادت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، وخاصة أن المادة ٣٥٧ التي يتم الاحتكام بها في مثل تلك الجرائم نصت على إنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه كل من قتل عمدا دون مقتضى أو سم حيوانًا من الحيوانات المستأنسة غير المذكورة في المادة 355 أو أضر به ضررًا كبيرًا، وبالتالي مسألة الغرامة ضعيفة جدا فمن يقتل كلبا يدفع ٢٠٠ جنيه غرامة وهذه غرامة بسيطة ولذلك لابد أن يراعي المشرع ذلك ويتم رفع الغرامة بصورة أكبر حتى تكون رادع لكل من يحاول الاعتداء واذية الحيوانات الأليفة دون وجه حق.

تعديل السلوك

أما الدكتورة هبة حسام استاذة علم النفس فتقول: إن بعض الأشخاص الذين يعذبون الحيوانات لديهم امراض نفسية كثيرة تجعلهم يقومون بمثل هذه الجرائم خاصة من يتلذذ في تنفيذ التعذيب على الحيوان بصورة بشعة فهؤلاء لديهم ما يعرف بالسادية ضد الحيوانات حيث يشعر ذلك الشخص بالمتعة كلما زاد شكل وقسوة التعذيب الذي يقوم به ضد الحيوان والتنكيل بهم.

وتضيف استاذة علم النفس؛ أن ذلك السلوك يظهر بصورة كبيرة في سن صغير، وإذا ركزنا سنجد أننا في مرحلة ما من حياتنا رأينا اطفالا في سن الزهور يضربون الحيوانات بدون أي سبب في الشوارع، هؤلاء الذين يرتكبون مثل هذه الأفعال يكون المرض في بدايته ويزداد قسوة وعنف ضد الحيوانات كلما كبر وإذا عدنا لمرتكبي تلك الجرائم سنجدهم في طفولتهم ارتكبوا أفعالا عنيفة ضد الحيوانات فهذه السادية تزداد مع الايام إذا لم يتم علاجها، لذلك يجب على الأسر المختلفة وخصوصا الام أن تلاحظ سلوك أطفالها وهم في سن صغيرة وإذا شكت في أن طفلها لديه هذه الحالة يجب عرضه على الطبيب المتخصص في الحال حتى يتم تقييم وتعديل سلوكه حتى لا يتطور الأمر في المستقبل.

وتنبه الدكتورة هبة حسام استاذة علم النفس؛ إلى أنه في كثير من الحالات التي يتم دراستها لمجرمين في كثير من دول العالم وجدوا أن هؤلاء في مرحلة ما من حياتهم قبل أن يتحولوا لمجرمين اعتدوا على حيوانات وعذبوهم وكلما زادت قسوة هؤلاء على الحيوانات ازداد عنفهم وأصبح تأثير ذلك الأمر عليهم بصورة كبيرة في تعاملاتهم مع أقرانهم وهو أحد العلامات التي تظهر المجرمين وأصحاب التعاملات السيئة في المجتمع لذلك يجب أن نلاحظ ذلك وننصح هؤلاء بمحاولة تعديل سلوكهم بالعرض على الأطباء المختصين حتى لا تقع جرائم نندم عليها مستقبلًا.

اقرأ أيضًا : سقوط المتهم بتعذيب «كلب» في مدينة نصر


 

 

 

;