تقرير خطير لمراكز الإدمان .. 3 ملايين أوروبى يتعاطون المخدرات يوميًا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مي السيد

 كشف المركز الأوروبى لرصد المخدرات والإدمان، عن مؤشرات خطيرة حول إمدادات المخدرات وإنتاجها والوضع الحالى فى أوروبا، ضمن تقرير المخدرات الأوروبى لعام 2023، والذى كشف عن كارثة وأرقام مرعبة حول تجارة المخدرات وأنواعها وعدد المدمنين، لافتين إلى أن مخدرالحشيش يعتبر هو الأكثر انتشارًا وشيوعًا وانتاجًا داخل القارة العجوز.

ووفقًا للمنظمة فإن السوق الأوروبى الآن أصبح يتوافر فيه مجموعة واسعة من المخدرات الطبيعية والصناعية على نطاق واسع، والتى غالبا ما تكون متاحة بفاعلية عالية أو بدرجة نقاء عالية، مؤكدين أن أحد أسباب ذلك يرجع إلى تنوع الأساليب العملياتية التى تستخدمها جماعات الجريمة المنظمة، والتى أسهمت فى ارتفاع توافر المخدرات فى أوروبا.

كما إن أدلة قوية جمعتها الأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية الأوروبية وفقًا للتقرير، تؤكد تورط منتجى المخدرات الأوروبيين والمتاجرين بها بشكل أوثق مع الشبكات الإجرامية الدولية، مما أدى إلى زيادة القدرة على الصمود فى مواجهة تدفقات المخدرات غير المشروعة من وإلى الاتحاد الأوروبى.

وبجانب عمليات الإنتاج المحلى، تبين أنه لا تزال بلدان مختلفة فى أمريكا الجنوبية وغرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا مصدرة للمخدرات غير المشروعة التى تدخل أوروبا، فى حين تظل الصين والهند بلدان مصدرة للمواد ذات التأثير النفسانى من الأدوية، كما إن مشتقات المخدرات والمواد الكيميائية ذات الصلة يتم الحصول عليها من الصين.

وتسبب اكتشاف كميات كبيرة من المخدرات المضبوطة فى حاويات الشحن متعددة الوسائط فى السنوات القليلة الماضية، إلى التأكيد على أن هذا الشكل من الإتجار لم يتعطل بشكل خطير خلال فترة وباء كورونا، لافتين إلى أن عمليات الإتجار بالمخدرات تستهدف بشكل متزايد البنية التحتية التجارية المشروعة المشاركة فى التجارة العالمية، مع محاولات موثقة للتسلل إلى سلاسل التوريد واستغلال الموظفين الرئيسيين إما من خلال التخويف أو الممارسات الفاسدة.

التجريم والتقنين

ومن التقنين إلى الحظر التام، إلى سياسات التسامح وإلغاء التجريم، هناك عدد لا يحصى من اللوائح المختلفة فى أوروبا فيما يتعلق بحيازة واستهلاك مخدرالحشيش، وقامت العديد من البلدان فى أوروبا بإلغاء تجريم القنب بشروط مختلفة جدا اعتمادًا على الدولة، بينما لا تزال دولا أخرى تجرمه وتعاقب عليه.

ومع ذلك، تظل حيازة الحشيش محظورة فى الغالب فى الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، مع اختلاف شدة العقوبات اعتمادًا على البلد، فإذا كانت الجريمة تخضع فقط لغرامة تصل إلى 280 يورو فى لاتفيا، فإنها تؤدى إلى السجن لمدة تصل إلى ثمانى سنوات لصاحبها فى قبرص.

من جانبها أقرت ألمانيا مشروع قانون لتشريع الحشيش للأغراض الترفيهية، والذى لا يزال بحاجة إلى مناقشته والتصويت عليه فى البرلمان، وفى مالطا، يُسمح بنقل ما يصل إلى 7 جرامات من الحشيش بدءًا من سن 18 عاما، ومن الممكن أيضا زراعة ما يصل إلى أربع نباتات من القنب فى المنزل والحصول على كمية تصل إلى 50 جرامًا، ومع ذلك، ينص القانون المالطى على أن أى شخص يستهلك الحشيش «فى مكان عام، سيكون عرضة لغرامة قدرها 235 يورو».

كما يمكن أن يؤدى استهلاك الحشيش أمام القاصر إلى غرامة تتراوح بين 300 إلى 500 يورو، وفى لوكسمبورغ، يُسمح بزراعة ما يصل إلى أربع نباتات فى المنزل وامتلاك ما يصل إلى 3 جرامات، ولكن فى حالة «عدم الالتزام بمكان الزراعة وعدد النباتات المصرح بها»، يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن لمدة 5 سنوات أو غرامة قدرها 250 ألف يورو.

وتعد فرنسا والسويد من بين الدول الأكثر تشددًا فى هذا الشأن، ففى فرنسا، تفرض غرامة ثابتة قدرها 200 يورو إذا تم تفتيش شخص من قبل الشرطة أو الدرك، وهو يتعاطى مخدرات أو بحوزته كميات صغيرة، أما هولندا لها وضع خاص، فيحظر حيازة المخدرات أو بيعها أو إنتاجها، إلا أن هناك «سياسة تسامح تجاه المخدرات الخفيفة.

وفى البرتغال، التى طبقت قانونًا بشأن إلغاء تجريم جميع المخدرات فى عام 2001، يظل استخدام وحيازة القنب محظورًا دون أن يشكل جريمة، وفى إسبانيا لا يُحظر استهلاك المخدرات فى الأماكن الخاصة، لكن هناك غرامات تتراوح بين 601 إلى 30 ألف يورو على استهلاك وحيازة المخدرات فى الأماكن العامة.

وإذا كان التقنين على المستوى الترفيهى لا يزال بعيدا عن التعميم، فإن الحشيش المخصص للاستخدام الطبى «هو السائد فى أوروبا»، ومن ثم فهو مصرح للاستخدام العلاجى فى 21 دولة من أصل 27 دولة فى الاتحاد الأوروبى، ويستخدم الحشيش، فى هذا السياق، لمكافحة بعض آثار الأمراض، مثل مرض باركنسون، أو الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج الكيميائى.

مخدر الحشيش

ويظل الحشيش هو الأكثر استهلاكًا فى أوروبا؛ حيث كشف تقرير المخدرات الأوروبى 2023، عن وضع المخدرات فى أوروبا، وأشارت الدراسات الاستقصائية لاستخدام القنب إلى أن حوالى 8٪ من البالغين الأوروبيين (22.6 مليون تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 64 عاما) يقدر أنهم استخدموا القنب فى العام الماضى.

وتشير التقديرات إلى أن حوالى 1.3% من البالغين فى الاتحاد الأوروبى (3.7 مليون شخص) يتعاطون الحشيش يوميا أو شبه يومى، وهذه هى المجموعة الأكثر عرضة للمشكلات المرتبطة بهذا المخدر، وتفيد التقارير أن القنب مسؤول عن ما يقرب من ثلث جميع حالات العلاج من تعاطى المخدرات فى أوروبا.

وفى عام 2021، وصلت كميات راتنج القنب(زيت الحشيش) والقنب العشبى المضبوطة إلى أعلى مستوى لها منذ عقد من الزمن، مما يشير إلى ارتفاع توافر هذا المخدر، وتمثل إسبانيا 66% من عدد مضبوطات القنب فى الإتحاد الأوروبى و74% من جميع مضبوطات الإتحاد الأوروبى من نباتات القنب المبلغ عنها حسب الوزن، وهذا عكس إسبانيا، سواء كدولة عبور لتهريب القنب أو كمنطقة إنتاج.

وأكد المركز الأوروبى أن هناك تنوعًا متزايدًا فى منتجات القنب المتوفرة فى أوروبا، وينطبق هذا على سوق المخدرات غير المشروعة والأسواق الاستهلاكية، بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن بعض المنتجات التى تباع فى السوق غير المشروعة مثل الحشيش الطبيعى قد تكون مغشوشة بواد صناعية.

وقُدِر استخدام القنب بين سكان الاتحاد الأوروبى الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما، فى العام الماضى، بنسبة 15.1% (15.3 مليونا)، ومن بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، استخدم ما يقدر بنحو 18.2% (8.6 مليون) و9.6% (4.5 مليون) استخدموا المخدر فى الشهر الماضى. 

تشير التقديرات إلى أن حوالى 1.3% (3.7 مليون) من البالغين (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما) يتعاطون الحشيش يوميا أو شبه يومى، ومن بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 34 عاما، يقدر أن 2.1% (2.1 مليون) يتعاطون الحشيش يوميا اي حوالى ثلاثة أرباع هؤلاء من الذكور والأغلبية (57٪) تقل أعمارهم عن 35 عاما.

ووجد استطلاع الويب الأوروبى للمخدرات لعام 2021 أن الحشيش العشبى استخدمه 95% من المشاركين الذين استخدموا الحشيش فى الأشهر الـ 12 الماضية، وفى عام 2022، أبلغت 15 مدينة عن زيادة سنوية فى المخدرات داخل عينات مياه الصرف الصحى، بينما أبلغت 17 مدينة عن انخفاض هذا العدد.

ضبطيات

كشف التقرير عن أن الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى أبلغت عن 202 ألف ضبطية من زيت حشيش القنب بقيمة 816 طنًا (588 طنًا فى عام 2020) و240 ألف ضبطية من القنب العشبى بقيمة 256 طنًا (157 طنًا فى عام 2020)، بالإضافة إلى ذلك، أبلغت تركيا عن ضبط 9800 ضبطية من راتينج القنب الهندى بقيمة 33 طنًا، و52500 ضبطية من القنب العشبى بقيمة 31 طنا.

وتم الإبلاغ عن ما يقرب من 566000 جريمة استخدام أو حيازة القنب فى الاتحاد الأوروبى فى عام 2021، كما أبلغت خدمات فحص المخدرات فى 6 مدن أوروبية عن زيادات فى النصف الأول من عام 2022 فى منتجات القنب التى تم استلامها للاختبار.

الإنتاج الأوروبى

ويستمر تزايد حجم إنتاج المخدرات غير المشروعة داخل أوروبا فى النمو، وتظل القارة العجوز وفقا للتقرير منطقة إنتاج للقنب والمخدرات الإصطناعية حيث يتم إنتاج القنب بشكل عام للاستهلاك الأوروبى، فى حين يتم تصنيع المخدرات الاصطناعية أيضا للأسواق خارج الاتحاد الأوروبى.

فى عام 2021، تم تفكيك  434 معملا لإنتاج المخدرات الاصطناعية غير المشروعة، بما فى ذلك بعض المرافق واسعة النطاق، فى الاتحاد الأوروبى، ولم يكشف استعراض مواقع الإنتاج هذه عن القدرة الحالية الكبيرة على إنتاج المخدرات الاصطناعية فى أوروبا فحسب، بل كشف أيضا عن التنوع المتزايد فى عمليات الإنتاج المستخدمة فى بعض الأدوية. ومقارنة بعام 2020، ارتفع فى عام 2021 عدد المعامل المفككة لإنتاج الكوكايين والميثامفيتامين، وظل مستقرًا بالنسبة للأمفيتامين، فيما لوحظ انخفاض طفيف لمواقع الكاثينونات الاصطناعية.

كما انخفض اكتشاف مواقع عقار «إم دى إم إيه» بمقدار الربع، مما قد يعكس التوجه نحو إنتاج مواد اصطناعية أخرى، كما تم الكشف عن مرافق منفصلة لإنتاج الكوكايين واستخلاصه وتقطيعه وتعبئته، والذى يشير إلى أن إنتاج الكوكايين أصبح الآن راسخًا فى أوروبا وأن أساليب أكثر ابتكارًا يجرى استخدامها لتسهيل دخول هذا المخدر إلى أوروبا.

ولا يزال إنتاج المخدرات الاصطناعية غير المشروعة داخل الاتحاد الأوروبى لأغراض التصدير والأسواق المحلية منتشرة بكثافة، معتبرين أن سلاسل التوريد اللوجستية الأساسية تشكل هدفًا رئيسيًا لاختراق مجموعات الجريمة المنظمة، بجانب محاولات إفساد العمال والمسؤولين والتى أصبحت عنصرًا أكثر أهمية فى الآثار السلبية لأسواق المخدرات غير المشروعة على المجتمعات من خلال العنف والممارسات الفاسدة المرتبطة بها.

وتظهر المؤشرات أن كميات جميع المخدرات المضبوطة فى الاتحاد الأوروبى زادت بين عامى 2011 و2021، لا سيما فى السنوات الخمس الماضية، وتم الإبلاغ عن حوالى مليون ضبطية فى عام 2021 فى الاتحاد الأوروبى، وكانت منتجات القنب هى الأكثر ضبطا، وهو ما يمثل ثلاثة أرباع عدد جميع المضبوطات.

وبين عامى2011 و 2021، كانت أكبر الزيادات فى الكوكايين تساوى 416%، والقنب العشبى يساوى 260%، والميثامفيتامين يساوى 135%، والهيروين يساوى 126%، وإكستاسى يساوى 123%، و راتنج القنب يساوى 123%، والأمفيتامين (42%) حيث توجد أسواق استهلاكية كبيرة لهذه المخدرات فى أوروبا، والزيادات فى الكميات المضبوطة تعكس الدور الأكبر الذى تلعبه أوروبا كمكان لإنتاج وتصدير وعبور هذه المخدرات.

اقرأ أيضًا : الداخلية تُحبط تهريب 500 طربة حشيش بالسويس


 

;