ملحمــة التطويـر| بورسعيد من مدينة النشاط الواحد إلى قاطرة التنمية

اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد يتفقد مصنع إطارات السيارات
اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد يتفقد مصنع إطارات السيارات

هو الإنجاز أقرب للإعجاز ما تحقق على أرض بورسعيد التى ظلت إلى عهد قريب مدينة تعتمد على النشاط التجارى بالمنطقة الحرة  بشكل رئيسى وبعض من النشاط الصناعي والمينائى ثم يأتى التحول التاريخى منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسؤولية وتتعدد الاستثمارات الحكومية فى كل مجالات التنمية لتخرج أصغر محافظة مصرية فى المساحة  من عباءة النشاط الواحد وتصبح نمرا اقتصاديا أو قاطرة التنمية لمصر.

ظلت صحراء شرق بورسعيد تعيش على نشاط الميناء الذى تم افتتاحه عام ٢٠٠٤ برصيف يبلغ طوله واحد كيلو متر ثم امتد ليصل الى ٢،٥ كيلو حتى كانت ثورة التنمية الشاملة بالمنطقة عندما أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى إشارة تنمية شرق بورسعيد عام ٢٠١٥ لتكون أكبر منطقة اقتصادية بالشرق الأوسط والمنطقة الاقتصادية الوحيدة فى مصر المتكاملة اقتصاديا وأصبح ميناء شرق بورسعيد هو الأكبر فى مصر والثانى بالبحر المتوسط بطول أرصفة ٧،٥ كيلو متر ومنطقة صناعية بطول ٦٤.كيلو متر وانفاق معجزة أسفل القناة أنهت عزلة سيناء للأبد وجنوب المنطقة هناك منطقة الاستثمار الزراعى بسهل الطينة على مساحة ٥٨ ألف فدان وجار استصلاح ٤٥٠ ألفا أخرى وشمالا منطقة الاستثمار فى أكبر مزرعة سمكية بالعالم على مساحة ٢٣ ألف فدان وبجوارها النشاط السياحى ومدينة المال فى مدينة سلام التى تستعد لاستقبال سكانها قريبا لتكون أول مدينة مليونية فى سيناء وسريعا تخطو شرق بورسعيد بسرعة لتثبت أقدامها كمنطقة اقتصادية عالمية وفى الشهر الماضى اختار البنك الدولى فى تقريره عن نشاط الموانئ ميناء شرق بورسعيد ضمن أفضل عشرة موانئ فى العالم من بين ٣٤٨ ميناء عالميا كما شهد الميناء فى الأيام الماضية بدء نشاط تموين السفن بالوقود لأول مرة فى مصر وتم أيضا بالميناء بدء نشاط تموين السفن بالوقود الأخضر لأول مرة بإفريقيا وشرق البحر المتوسط وجار الإعداد لاقامة أول محطة من نوعها لتموين السفن بالوقود الاخضر داخل المنطقة الاقتصادية وداخل الميناء الميناء يبدأ قريبا نشاط أول محطة فى مصر لتداول السيارات ومحطة ثانية لتداول الحاويات وثالثة ستكون أكبر محطة بالشرق الأوسط لتداول الحبوب والغلال وبجوار الميناء وداخل المنطقة الصناعية تم توقيع عقود لتوطين صناعة السيارات ولأول مرة فى مصر صناعة السكة الحديد والجرارات الكهربائية وهناك مفاوضات جارية لاقامة استثمارات عالمية بالميناء والمنطقة الصناعية وتشير التقديرات ان هناك نصف مليون فرصة عمل منتظرة من مشروعات المنطقة

معجزة تطهير بحيرة المنزلة
لم يخطر على بال أحد أن تعود بحيرة المنزلة الى الحياة مرة اخرى بعد ان غرقت لأكثر من ربع قرن وسط الملوثات وماتت الحياة البحرية بها وهجرتها الأسماك والطيور واصيب نشاطها الرئيسى فى صيد الأسماك بالشلل ولكن حقق الرئيس المعجزة أو المستحيل بتنفيذ المشروع القومى للتطهير باستثمارات تصل الى ٢٥ مليار جنيه وعادت مؤخرا الأسماك والطيور المهاجرة وعاد نشاط صيد الأسماك الذى تعيش منه اكثر من ٢٥٠٠ أسرة للصيادين فى المحافظات التى تطل على البحيرة ولم يتوقف المشروع على التطهير فقط ولكنه إزدوج مع التطوير وازيلت كافة الجزر العشوائية التى أقيمت وسط البحيرة وكانت مأوى للخارجين عن القانون ومقرا للصيد الجائر الذى يقضى على الزريعة والثروة السمكية كما يجرى تنفيذ طريق دائرى حول البحيرة بطول ٨٠ كيلو مترا لتشكل حرما للبحيرة يمنع عودة التعديات عليها وتم انشاء طريق برى جديد وسط البحيرة اختصر المسافة بين محافظة بورسعيد والدقهلية الى ٢٠ دقيقة فقط بعد ان كانت تستغرق أكثر من ساعتين باللنشات ولأول مرة تتهيأ البحيرة قريبا لبدء العمل فى اول مشروع تنموى فى تاريخها باستثمارات تتجاوز ٢ مليار جنيه لتطوير منطقة المثلث المعدوم وتحويلها من منطقة عشوائية الى مجتمع حضارى وسيقام بها أول بورصة فى مصر لتداول الأسماك كما يتم التخطيط لاستغلال البحيرة سياحيا لأول مرة ايضا فى تاريخها لإقامة منتجعات سياحية على ضفافها ببورسعيد للألعاب المائية وبدأ المشروع بإنشاء أول كورنيش على البحيرة بمدينة بورسعيد وهكذا عادت البحيرة اكبر البحيرات الشمالية فى مصر كواحدة من أهم مصادر الثروة السمكية فى مصر وأكبر حاضنة للطيور المهاجرة الى مصر على امتداد ساحل البحر المتوسط وبدأت بورسعيد تستغل الأمر فى تنظيم أول مهرجان سنوى لمعايشة الطيور المهاجرة شارك فى دورته الأولى سائحين من عدة دول أجنبية.

٤ مناطق صناعية
فى جزئية التحول من النشاط التجارى الوحيد للصناعة وتصنيع واردات المنطقة الحرة والتحول من الاستيراد الى التصدير ملحمة رائعة يقول عنها اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أن بوصلة التحول الى النشاط الصناعى لأول مرة بالمحافظة بدأت فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى وتركزت فى نشاط صناعة الملابس الجاهزة بالمنطقة الحرة العامة وشهدت هذه الصناعة نشاطا ملحوظا الى جانب نشاط التخزين للوردات ولكن الانطلاقة الكبرى تزامنت مع اهتمام وتوجيهات ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسى للتوسع فى النشاط الصناعى المتنوع لاستغلال موقع بورسعيد الاستراتيجى وكونها المحافظة الوحيدة التى تمتلك ميناءين فى شرق وغرب المدينة وتحولت بورسعيد لواحدة من أكبر القلاع الصناعية فى مصر وهى الوحيدة التى تمتلك أربع مناطق صناعية فى مصر الأولى منطقة صناعات الغاز الطبيعى على شاطئ غرب بورسعيد والثانية المنطقة الحرة العامة المتخصصة فى صناعة الملابس الجاهزة وأصبحت بورسعيد الأولى فى تصدير الملابس الجاهزة بمصر بنسبة ٤٥٪‏ والمنطقة الثالثة المنطقة الصناعية جنوب المدينة وهى منطقة صناعات شاملة تضم صناعة الكيماويات وبها سابع مصنع فى العالم لتصنيع الدهانات الى جانب صناعة الإلكترونيات والصناعات الغذائية والكهربائية الى جانب الملابس والأقمشة وبتوجيهات من الرئيس أقيم ببورسعيد أول تجمعين فى مصر للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر وافرزت هذه المشروعات جيلا جديدا من شباب المستثمرين وحققوا نجاحات كبيرة بالوصول لمرحلة التصدير للأسواق العالمية وخلال الفترة القادمة ستشهد المنطقة أول محطتين لمعالجة الصرف الصناعى لحماية بحيرة المنزلة بعد تطهيرها وقناة السويس من التلوث ومسايرة لمشروعات الدولة لتحويل القناة الى ممر اخضر ومازالت هناك مشروعات تحت الدراسة لتقام فى الفترة القادمة استغلالا للتسهيلات التى تقدمها المحافظة وموقعها المتميز الجاذب للاستثمار من روءوس الأموال الوطنية والعالمية.

أول محافظة خالية من العشوائيات
لم يتخيل أحد أن تتخلص بورسعيد من حجم العشوائيات التى أضاعت معالم المدينة الجميلة وخاصة عشوائيات الإسكان بعد أن ازدحمت الشوارع والميادين وأعلى أسطح العمارات بأكثر من ٥٠ ألف عشة ولم تثمر المحاولات الجزئية فى حل الأزمة إلا من ازالة بعض المناطق وفى أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسى للمحافظة عام٢٠١٦ كان القرار بالانتهاء من كل أشكال العشوائيات بالمحافظة ولتكون البداية بالعشش السكنية كما يقول اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد ووجه الرئيس بتخصيص الاعتمادات اللازمة لتنفيذ المشروع ومع ختام عام ٢٠١٩ تم اعلان بورسعيد أول محافظة بالجمهورية خالية من عشوائيات الإسكان ولم يتوقف الأمر عند إحلال العشش بعمارات سكنية حديثة بل ان بعض مناطق العشش تحولت الى مشروعات سكنية وسياحية على أعلى مستوى واشهرها منطقة عزبة أبو عوف أكبر تجمع عشوائى بالمحافظة وبعد ذلك مباشرة بدأ العمل فى إزالة الأسواق العشوائية وكانت البداية من منطقة أسواق قلب المدينة بحى العرب وكانت تجمعا للخارجين على القانون ومأوى للحيوانات الضالة والحشرات الى جانب المحلات العشوائية لبيع المواد الغذائية وخلال عامين تحولت المنطقة الى تجمع لأرقى الأسواق الحضارية على مستوى الجمهورية الأول سوق الأسماك والثانى بازار بورسعيد للخضراوات والفاكهة وجميع مستلزمات الأسرة والمنزل والثالث أول سوق حضارى فى مصر للملابس المستعملة وتحولت بها المنطقة الى منطقة الداون تاون للمدينة والوجهة الأولى لجميع رحلات السياحة الداخلية للمحافظة واقيم بجوارها أول جراج متعدد الطوابق لمواجهة الزحام والتكدس اليومى الذى تشهده المنطقة وبجوار هذه الأسواق تمت اقامة ٣٥ سوقا حضارىا بجميع احياء المحافظة ومدينة بورفؤاد وجار الانتهاء قبل نهاية العام الحالى من اخر اربع أسواق فى حى الضواحى والزهور أكبر الأحياء الشعبية وتعلن بعدها بورسعيد أول محافظة ايضا خالية من الأسواق العشوائية بعد الاسكان.

مشروع التأمين الصحى والدولة الرقمية
نظرا لكون بورسعيد المحافظة الأكثر نموا وتطورا بين المحافظات فكانت دائما محل الاختيار الأول لتطبيق المشروعات الخدمية العملاقة التى لم تعرفها مصر قبل تولى الرئيس المسؤولية وعلى رأسها المشروع العملاق للتأمين الصحى الشامل الذى نقل مصر إلى عصر الخدمات الطبية بمستويات عالمية تطبق فى الدول المتقدمة وفى يوليو ٢٠١٩ انطلق المشروع من أرض بورسعيد فى فترة تشغيل تجريبى لمدة عامين وكان نقلة نوعية وتاريخية فى الخدمة الطبية بالمحافظة وبدأ المشروع من خلال تسعة مستشفيات و٣٥ مركزا طبيا ووحدة طبية تم تطويرها على احدث مستوى من الخدمات والأجهزة والتخصصات الطبية والتى لم تشهدها بورسعيد من قبل الى جانب التعاقد مع أكبر الأساتذة فى مختلف التخصصات وعلى رأسهم العلامة العالمى الدكتور مجدى يعقوب وتخدم المنظومة مايقرب من ٧٠٠ الف منتفع من أبناء المحافظة وودعت المحافظة نقل الحالات المرضية للعلاج خارج المحافظة ومازالت عمليات التطوير والتوسع مستمرة بالمنظومة وقريبا يتم افتتاح أكبر مجمع للخدمات الطبية وأحدث جناح للعمليات الطبية الصعبة والدقيقة بمستشفى السلام.
وعلى نفس الدرب انطلقت من بورسعيد منظومة الدولة الرقمية ومعها تضع المدينة نظام العمل اليدوى الروتينى وأصبحت الخدمات الحكومية تقدم للمواطنين من خلال برامج إلكترونية متقدمة ويمكن الحصول عليها بالتليفون المحمول ووصل عدد الخدمات الإلكترونية على المنصة الحكومية بالمحافظة الى ٧٤ خدمة من المقرر ان تصل الى ١٢٥خدمة وأحدثت المنظومة تطورا كبيرا فى رضاء المواطنين عن سرعة ودقة الخدمات المقدمة بعد أن رفعت أيادى العمل اليدوى وانتهى زمن العبارة الشهيرة فوت علينا بكرة ياسيد وأغلقت الطرق أمام ضعاف النفوس لابتزاز المواطنين وفى الشهر الماضى بدأ العمل من بورسعيد بالمنظومة الثالثة كارت الخدمات الموحد وتم طرح ما يقرب من نصف مليون كارت لتنفرد بورسعيد بأنها محافظة الخدمات السوبر ستار

المحافظة الحضرية الأولى
حظيت بورسعيد بالنصيب الأكبر بين المحافظات من دعم الرئيس وتوجيهاته للحكومة بالاهتمام بالمشروعات التنموية لمحافظ بورسعيد وتجاوزت استثمارات مشروعات الدولة بالمحافظة ٢٧٥مليار جنيه الى جانب ما يقرب من ٧ مليارات جنيه تمويل ذاتى من صندوق المنطقة الحرة للمشروعات المحلية المختلفة وبهذا الدعم والرعاية حافظت بورسعيد على ترتيبها فى المركز الأول فى التنمية الحضرية بين المحافظات فى السنوات العشر الأخيرة هكذا يقول المحافظ اللواء عادل الغضبان وأضاف ان بورسعيد شهدت مشروعات تنموية وخدمية لم تحظ بها منذ أكثر من نصف قرن فقد حقق الرئيس حلم أبنائها ببناء أول كوبرى عائم فى تاريخ قناة السويس يربط بين بورسعيد وبورفؤاد بعد أن ضاقت المعديات عن استيعاب الزيادة السكانية وحركة العمران المتسارعة بالمحافظة كما تنفرد بورسعيد بأن حركة التطوير ورفع كفاءة وتجميل المناطق الشعبية تتم بنفس المستوى للمناطق الراقية وقد استردت المدينة جمالها الأوروبى بالحدائق المفتوحة وتجميل الميادين والشوارع على أعلى مستوى وشهدت أيضا تنمية سياحية غير مسبوقة وصلت بها إلى مستويات عالمية عادت معها رحلات السياحة الخارجية للمحافظة بعد غياب سنوات وعن الخدمات فى مجال التعليم والطرق والخدمات الاجتماعية فهى فى مستوى متقدم وحتى الخدمات الاجتماعية لرعاية الأسر المحتاجة فقد سددت المحافظة حتى الآن ٤ ملايين جنيه للايجارات المتأخرة واشتراكات التأمين الصحى لهذه الأسر وامتدت مظلة التطوير لضواحى المحافظة وشهدت منطقة قرى بحر البحر بجنوب المحافظة مشروعات تنمية ومرافق نقلتها الى الحياة الحضارية الحديثة وهناك مشروع لوجسيتى لتطوير هذه المنطقة ومنطقة قرى غرب المحافظة وقرى سهل الطينة بسيناء ولكل هذه الأسباب مجتمعة فازت بورسعيد بالمركز الأول فى مسابقة مؤشر تنافسية المحافظات فى المشروعات التنموية والتى تنظمها وزارة التخطيط ومازالت حركة التنمية المستقبلية مستمرة بلا توقف والخطط الموضوعة يتم تنفيذها تباعا.