إنها مصر

لم.. ولن يفهموا !

كرم جبر
كرم جبر

عمدت الجماعة الإرهابية إلى استنزاف البلاد في حرب إجرامية ضد الإرهاب، بلغت تكلفتها 84 مليار جنيه في ثلاث سنوات فقط، 3277 شهيدًا، إضافة إلى 12 ألفًا و280 مصابًا، وكان يمكن أن تسهم هذه الفاتورة الباهظة في تحسين الأحوال المعيشية، وإنقاذ أرواح آلاف من خيرة شباب مصر.


كان هدفهم الأول والأخير هو محو معالم الدولة المصرية وإقامة خلافتهم ولو كان ذلك على جثث الضحايا وأشلاء الوطن، وكانوا على استعداد لقتل المصريين والتفريط في التراب الوطنى ثمناً للبقاء عليه، واستخدموا كل الوسائل غير المشروعة لإرهاب المواطنين.
وحشدت الجماعة الإرهابية أهلها وعشيرتها لتخريب مصر، ورفعت  شعار «يا نحكم مصر.. يا نحرقها»، وأدخلوا البلاد فى نفق مظلم، وفرضوا عليها قتالاً مريراً مع الإرهاب والإرهابيين.
ولم يستفد الإخوان من الحكم والمواعظ، التي كانوا يزينون بها خطاباتهم، مثل الآية الكريمة «تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء»، وكان رئيسهم يتصرف وكأنه منزه عن الخطأ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فبغى وطغى وتجبر وافترى، حتى نُزع من الملك وأُجهضت الخلافة التي سعوا إليها، وأنقذ الله البلاد والعباد من شر رهيب.
لم يفهم الإخوان الفرق بين الإدارة السياسية للدول، وبين اختطاف العصابات للرهائن، فعملوا على شق وحدة المصريين، وتخريب السلام الاجتماعى ووحدة الصف، وإفساد قيم المحبة والمودة والتراحم، التى كان يتصف بها هذا الشعب الطيب، فتحول بعضهم إلى القسوة والعنف ولا تهتز له شعرة من مناظر الذبح والقتل والدماء.


فعلوا فى أنفسهم فى عام واحد ما لم يحدث لهم منذ نشأتهم طوال 80 عاما، وحكموا على أنفسهم بالذبول السياسي من فرط ما عاناه المصريون من دمويتهم وديكتاتوريهم، وكانت تجربة مريرة جعلت الناس يفيقون على أكاذيبهم.
وأدرك من كانوا يقولون عنهم إنهم طيبون وبتوع ربنا هذه الأكاذيب، ولولا أن ذاق الناس مرارتهم واكتووا بنارهم ما خرجوا بالملايين في الشوارع والميادين يبحثون عمن ينقذهم.


الذى أطاح بعقولهم وتفكيرهم هو نهاية حلم الإمارة الإخوانية، ولو استمروا - لا قدر الله - لعادت مصر للوراء عدة قرون وتلاشت حضارتها وثقافتها وتنويرها على مقصلة التخلف والرجعية والظلامية.
«اعلموا أن حكم مصر ليس سهلا «.. تلك آخر كلمات قالها الملك فاروق للرئيس محمد نجيب بعد ثورة 23 يوليو 1952، وقبل أن يغادر الإسكندرية فوق اليخت المحروسة.
لم يستوعب الإخوان الدرس وظنوا أن مصر قطعة خبز طرية يمكن التهامها بسرعة، فاستعصت عليهم وكتمت أنفاسهم.