تقرير| بعد مقتل 3 عسكريين.. لماذا تتواجد القوات الفرنسية بالعراق؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فقدت فرنسا 3 عسكريين، في العراق خلال الفترة الماضية كان آخرهم الرقيب نيكولا مازير، من وحدة كوماندوز المظلة الجوية رقم 10، قوالذي ُتل خلال عملية لمكافحة الإرهاب. 

وأشار الإليزيه إلى أن مازير توفي خلال "تدريب عملياتي"، وأوضح وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو أنه "شارك في مهمة تدريبية للجيش العراقي". وقبله، توفي أيضًا الرقيب بابتيست جاوشوت يوم الجمعة 18 أغسطس، إثر "حادث سير"، وكان يشارك في نفس المهمة لتدريب الجيش العراقي. 

وأمام تلك الأنباء، يتساءل البعض عن أسباب تواجد عناصر من الجيش الفرنسي في العراق، حتى الآن. 

حسبما أشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، فقد حظي وجود الجنود الفرنسيين في العراق وسوريا باهتمام إعلامي أقل في السنوات الأخيرة، حيث طغت عليه عمليات أخرى واسعة النطاق، مثل عملية برخان في منطقة الساحل الإفريقي ومع ذلك، تم إطلاق عملية "شمال" تقريبًا في نفس الوقت الذي تم فيه إطلاق العملية الأخيرة، في 19 سبتمبر 2014، وهي تمثل الجزء الفرنسي من العملية الدولية "العزم الصلب" (OIR)، التي تضم 80 دولة وخمس منظمات دولية، وهدفها الأساسي، تقديم الدعم العسكري للقوات العراقية المشاركة في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.

إجراءات الدعم

واليوم، أدى فقدان نفوذ تنظيم داعش في هذه المناطق إلى الحد من عمل التحالف، على سبيل المثال، لم يتم تنفيذ أي عمليات برية منذ يناير 2022. لكن نحو 600 جندي فرنسي لا يزالون منتشرين هناك، لأنه إذا لم يعد لداعش نفوذ إقليمي في العراق وسوريا، فإن التهديد الإرهابي يظل مرتفعاً هناك. ولذلك يركز دعم التحالف في المقام الأول على زيادة مهارات القوات العراقية، من أجل تهيئة الظروف لتحقيق السلام الدائم.

ولهذا الهدف، تعمل فرنسا وعملها العسكري وفق ركيزتين متكاملتين: الدعم والمشورة. بالنسبة للخطوة الأولى، بالإضافة إلى الجنود المنتشرين البالغ عددهم 600 جندي، يمكن للتحالف الاعتماد على 10 طائرات رافال*، متمركزة في قواعد جوية في بلاد الشام والإمارات العربية المتحدة. ويدعم هؤلاء المقاتلون القوات البرية بشكل مباشر، ويقومون بمهام استخباراتية واستطلاعية، وينفذون أحيانًا ضربات في حالة الطوارئ. غالبًا ما يقومون بالمناورة في قابلية التشغيل البيني مع طائرات F-16 الأردنية أو العراقية وطائرات F-15 الأمريكية.

كما يتم ضمان العنصر البحري لعملية شمال من خلال الوجود شبه المستمر لفرقاطة في شرق البحر الأبيض المتوسط أو في الخليج العربي، ويكتمل عمل هذه المقاتلات الفرنسية بعمل الطائرات التي تقوم بمهام إعادة الإمداد والقيادة المحمولة جواً. 

منذ عام 2014، أدت عملية شمال إلى تنفيذ حوالي 12.700 طلعة جوية وأكثر من 1570 غارة دمرت 2400 هدف، وفقا لأرقام وزارة الدفاع الفرنسية.

التدريب وإزالة الألغام

يتميز التحالف بمهمة استشارية ومساندة لقيادة العمليات العراقية في مهمتها لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويفتخر الجيش الفرنسي بأن هذا التعاون سمح للوحدات العراقية بتعزيز مهاراتها التكتيكية وتطوير استقلاليتها العملياتية.

تلعب فرنسا دورًا مهمًا، منذ عام 2020، أصبحت المجموعة الاستشارية العسكرية (MAG، وهي كيان مشترك مسؤول عن السياسة الاستشارية لصالح هيئة الأركان العامة العراقية. ويقود النائب العام العسكري الفريق الاستشاري للعمليات المشتركة (جوكات)، الذي يرأسه عقيد فرنسي، ويضم أيضًا أربعة ضباط فرنسيين آخرين متخصصين في مجالات الحرائق والعمليات البرية والعمليات الجوية.

وبشكل ملموس، يقتصر دور الجيش الفرنسي في العراق اليوم على ضمان تدريب القوات العراقية، كما تولى الرقيب بابتيست جاوشوت مهامهم أيضًا "في مجالات قتال المشاة والإسعافات الأولية القتالية"، حسبما تشير وزارة الدفاع الفرنسية. 

كما يقوم الجنود الفرنسيون بانتظام بعمليات إزالة الألغام، وهكذا أصيب الضابط نيكولا لاتورت "بإصابة قاتلة على هامش تدريب قتالي في منطقة حضرية"، بينما كان يدرب الجنود العراقيين على مكافحة العبوات الناسفة.