البخاري.. أشهر علماء الحديث الذي ملأ ذكره الآفاق

البخاري
البخاري

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه "الزراع" بلغة أهل بخارى.

البخاري الجعفي رضي الله عنه المحدث الذي ملأ ذكره الآفاق، وعم صيته، وانتشر علمه، وذاع فضله، ولد ببخارى.

إيهاب نافع.. خطفته السينما الأمريكية ووصل للعالمية فجأة

من مواليد 13 من شوال عام194 هـ الموافق 20 يوليو عام810 م وهو أحد كبار الحفّاظ الفقهاء ومن أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم قد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً.

شهرته الواسعة:

نشأ يتيماً وطلب العلم منذ صغره ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث. اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه،حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.

 تلاميذه:

تتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح وهو من أوّل من ألّف في تاريخ الرجال.

نشأته رضى الله عنه:

نشأ البخارى يتيماً، وحفظ القرآن، وثقف العربية وأجادها، وطلب الحديث في التاسعة من عمره، فحفظ عشرات الآلاف منه قبل أن يبلغ الحلم.

البخارى قوى العزيمة:

خرج إلى مكة صحبة أمه وأخيه سنة 210هـ وتخلف للتوسع في الحديث، فرحل إلى معظم الممالك الشرقية، فروى عن علمائها وفقائها، كان قوي العزيمة، رصين القول صادقه، كثير الخوف من الله تعالى، من أبرز مؤلفاته: مؤلفه الشهير بصحيح البخاري، ضمنه تسعة آلاف حديث على ما قاله الحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب.

كتبه:

صنّف الإمام البخاري وألّف كتباً كثيرة، وقد هيّأه للتأليف والكتابة وأعانه عليها ذكاؤه الحاد، وسعة حفظه، وذاكرته القوية، ومعرفته الواسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من تعديل وتجريح، وخبرته التامّة بالأسانيد من صحيح وضعيف.

وجُلّ مصنّفاته وكتبه لا تخرج عن السُنّة والحديث وعلومه من رواية ودراية ورجال وعلل. ومن هذه المصنّفات:

الأدب المفرد:-

الكتاب: الأدب المفرد المؤلف: محمد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ) المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: المطبعة السلفية ومكتبتها - القاهرة الطبعة: الثانية،١٣٧٩م , ثم صورتها وأضافت لها فهارس: دار البشائر الإسلامية ١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م عدد الصفحات: ٤٤٨ تنبيه : تعليقات الشيخ الألباني على الأحاديث.

الأدب المفرد - بأحكام الألباني:

الكتاب: الأدب المفرد: (١٩٤ هـ - ٢٥٦ هـ) حققه وقابله على أصوله: سمير بن أمين الزهيري مستفيدًا من تخريجات وتعليقات محمد ناصر الدين الألباني الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض الطبعة: الأولى، ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م .

 

المحن التي مر بها البخارى:

قد جرى له رحمه الله عدة محن ومنها:

محنته مع الحافظ محمد بن يحيى الذهلي في مسألة اللفظ بالقرآن، وكان البخاري رحمه الله يقول: كلام الله غير مخلوق، والقرآن المسطور في المصاحف، المقروء بالألسنة، بألفاظه وحروفه كلام الله غير مخلوق، ولكن أفعال العباد مخلوقة، وألف في ذلك كتابه: خلق أفعال العباد، وما قرره رحمه الله هو مذهب أهل السنة قطعاً.

المحنه الثانية: لا يكتم العلم أبداً:

ثم جرت له محنة مع والي بخارى خالد بن أحمد الذهلي فقد بعث إلى البخاري: أن احمل إليّ كتاب الجامع (صحيح البخاري) والتاريخ وغيرهما، لأسمع منك، فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة، فاحضر مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان، فامنعني من المجلس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم.

فكانت سبب الوحشة بينهما، واستعان الوالي بمن تكلم في البخاري ومذهبه، ونفاه الأمير عن البلد، فدعا عليهم البخاري فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى على خالد في البلد، فنودي عليه على إتان (أنثى الحمار)، وابتلي غيره ممن تكلم في البخاري.

رحلاته العلمية:

تعددت رحلات الإمام البخاري العلمية للأخذ عن الشيوخ، والرواية عن المحدّثين، فزار أكثر البلدان والأمصار الإسلامية في ذلك الزمان للسماع من علمائها. وابتدأ طلبه للعلم في بلده بخارى بعد خروجه من الكتّاب، فسمع من شيوخ بلده، ثم توسع ورحل إلى الأقاليم المجاورة ليسمع من شيوخها، فرحل إلى بلخ، ومرو، والريّ وهراة ونيسابور وكان عمره أول مرة دخل نيسابور خمس عشرة سنة.

قال الحاكم النيسابوري: «أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام.

ارتحاله:

ثم ارتحل إلى الحجاز فدخل مكة ثم رحل إلى المدينة النبوية فاستقرّ بها مدّة، ثم انطلق في الأمصار حتى شملت رحلاته أغلب الحواضر العلمية في وقته فرحل إلى العراق فدخل بغداد وواسط والكوفة والبصرة وبالشام: دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان كما رحل إلى مصر.

 

قال الخطيب البغدادي: رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.

قال البخاري: دخلت بغداد آخر ثمان مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته : يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان!» وقال: «لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرناً بعد قرن ثم قرناً بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون أكثر من ست وأربعين سنة، أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين، وبالبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد،وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد.

وأراد الرحلة إلى اليمن ليسمع من عبد الرزاق الصنعاني فلم يُقدّر له ذلك. قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: «قدم البخاري ببغداد سنة عشر ومائتين وعزم على المضي إلى عبد الرزاق باليمن فالتقى بيحيى بن جعفر البيكندي فاستخبره فقال مات عبد الرزاق ثم تبين أنه لم يمت فسمع البخاري حديث عبد الرزاق من يحيى بن جعفر».

وفاته:

وقد خرج البخاري إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند ولم يطل مكثه فيها وتوفي ليلة عيد الفطر سنة 256هـ، الموافق 1 سبتمبر عام870 ميلاديا وعمره 62 عاماً، رحمه الله.

 

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم