وليد توفيق : مصر وحشتنى.. و«يباركولك الحبايب» تحية لأهلها l حوار

المطرب اللبناني وليد توفيق
المطرب اللبناني وليد توفيق

ندى‭ ‬محسن

يستأنف المطرب اللبناني الكبير وليد توفيق نشاطه الفني على مستوى الحفلات الغنائية بحفل جديد يستعد لإحيائه بعد غد السبت ضمن فعاليات مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء في دورته الـ31، وهو الحفل الذي يُعيده لملاقاة جمهوره المصري بعد فترة غياب طويلة.. يتحدث توفيق في الحوار التالي عن كواليس مشاركته الأولى بالمهرجان، وتحضيراته الخاصة للحفل، وأحدث أعماله “أصحاب السعادة”، كما يكشف تفاصيل أغنيته الجديدة التي يُقدمها في حب مصر، والحلم الذي مازال ينتظر تحقيقه بعد 50 عامًا من العطاء الفني.

 في البداية.. تستكمل نشاطك الفني على مستوى الحفلات الغنائية بحفل جديد تستعد لإحياءه ضمن فعاليات مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء.. ماذا عن تحضيراتك الخاصة لهذا الحفل؟

“مصر وحشتني”.. لذا سعيد للغاية بهذه الفرصة التي تُتيح لي الالتقاء بجمهوري المصري من خلال مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، فأنا مُشتاق لمُحبيني وأهلي بمصر كثيرًا، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور وأسعدهم بـ”ليلة جميلة”.

 كيف جاء اختيارك لبرنامج الحفل؟

اخترت مجموعة من أغنياتي الجديدة، كما سأقدم مجموعة كبيرة من أغنياتي القديمة التي يُحبها ويتفاعل معها الجمهور، ومازال يتذكرها ويُرددها حتى وقتنا الحالي، وأسأل الله التوفيق ليخرج الحفل بالصورة التي يتمناها الجمهور.

 طرحت مؤخرًا أحدث أعمالك الغنائية “أصحاب السعادة”.. كيف كانت استعدادات وكواليس التحضير لها؟

بفضل الله اختياري لـ”أصحاب السعادة” مُوفق إلى حد كبير، إذ إنني كُنت إنتهيت من الـ”ميني ألبوم” الذي أُحضر له مع شركة “روتانا”، وكان يتبقى لي اختيار أغنية واحدة، واخترت “أصحاب السعادة” مع صديقي الملحن محمد يحيى الذي اكتشفته وتنبأت له بمشوار مليء بالنجاحات منذ بداية ظهوره على الساحة الغنائية، والحمد لله نالت الأغنية استحسان الجمهور، وتجاوب في الحفلات بشكل كبير.

 كيف كانت كواليس تصوير الفيديو كليب؟ ولماذا وقع اختيارك على مدينة الغردقة؟

اختياري للتصوير بمدينة الغردقة جاء عن طريق الصدفة، إذ إنني أحييت حفل ختام فعاليات مسابقة ملكات جمال العالم “ميس إيليت” بسوما باي، وفكرت ووجدتها فرصة جيدة أن يتم تصوير الفيديو كليب الخاص بالأغنية بالغردقة الساحرة، خاصة أن طبيعة العمل تُناسب أجواء الحفل والصيف، وتم التصوير بالإستعانة بجميع ملكات الجمال المتواجدات في الحفل، والكواليس كانت سلسة وبسيطة، فجميع القطاعات المسئولة قدمت لنا كل التسهيلات سواء المحافظة أو الفندق أو جميع الأماكن التي كانت مُتاحة لنا، وهو ما شجعنا على تصوير أكثر من أغنية هناك، سيتم طرحهم خلال الفترة القليلة المقبلة.

 كيف لمست ردود أفعال الجمهور؟

مقياس الصدى والنجاح الحقيقي بالنسبة لي يكون من خلال مدى تفاعل الجمهور مع الأغنيات في الحفلات والمهرجانات الفنية، وتنال أغنية “أصحاب السعادة” تجاوب رائع من الجمهور أثناء الحفلات، وأيضًا أغنية “يا عسل”، تلك ردود الأفعال التي تُسعدني وتُسعد جميع فريق العمل.

 ماذا عن أغنية “يباركولك الحبايب” المقرر إصدارها قريبًا في حب مصر؟

أنتهيت من تسجيل وتنفيذ هذه الأغنية منذ فترة طويلة، وكان من المفترض تصويرها على طريقة الفيديو كليب لكن ظروف انتشار فيروس “كورونا” حالت دون تصويرها، لذا استغليت زياتي الأخيرة لمصر، وقُمت بتصويرها بمنطقة الأهرامات، وبشوارع القاهرة، وعلى النيل، وأقول من خلالها لمصر مبروك على كل ما يُقدم من مشاريع متطورة وناجحة، أبرزها وأحدثها مهرجان العلمين الذي تُقام فعالياته بمكان سياحي فاخر، واليوم هو حديث العالم، فما يحدث على هذه الأرض شيء رائع ومُبدع، ومن المقرر طرح الأغنية بذكرى انتصارات أكتوبر المقبلة.

 حققت نجاحًا كبيرًا في السينما.. هل مازلت مترددًا من خوض التجربة مرة أخرى؟

السينما عشقي ومازالت، وفي جعبتي حوالي 12 فيلم، وكان “حظي حلو” بالعمل والتعاون مع كِبار نجوم مصر اللذين أضافوا لمشواري الفني ونجوميتي أشياء عديدة، والعمل في السينما هو الذي جعلني أستمر على الساحة حتى اليوم، لكني أتأني في هذه الخطوة جيدًا، ولن أُقدم عليها مرة أخرى إلا عند توفر فرصة تُضيف لمشواري الفني.

ما حقيقة استعدادك لتقديم مسلسل غنائي؟

مُتحمس للغاية لهذه الخطوة، لكن كما هو معروف أن مشروع إنتاج مسلسل غنائي يتطلب تكاليف مادية باهظة، لذا التحضيرات تكون مُربكة، لكني مُتفائل، وأتمنى أن أتاخذ هذه الخطوة قريبًا، وأتطلع أن يعرض العمل قصة حياة نجم مُعين له تواجد قوي على الساحة الغنائية أو يدور حول قصة عاطفية تتخللها مجموعة من الأغنيات.

 بعد 50 عامًا من العطاء الفني.. ما الحلم الذي مازلت تنتظر تحقيقه؟

يُجيب سريعًا: “لا أستطيع استيعاب هذا الرقم أبدًا.. مش بصدق”، فالحياة قصيرة ومرت سريعة، لكني مازلت أحلم بأشياء عديدة، فالأحلام لا تنضب ولا تتوقف أبدًا، وأبرز أمنياتي وأحلامي هي تقديم المسرح والمسلسل الغنائي، كما أتطلع لتجسيد قصة ومشوار حياتي بمسلسل تليفزيوني.

 كيف تستطيع الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في أعمالك الجديدة؟

المعاصرة لا تلغي الأصالة، والعكس صحيح، والفنان الذكي هو مَن يستطيع أن يمسك العصا من النصف، لإن كل زمن له فنانيه، وله طبيعة أغانيه وكلماته، والجمهور يميل دائمًا لمن يُعبر عنه بأعماله، لكني مازلت أتخوف من تقديم بعض الكلمات، وحدث ذلك مؤخرًا في أغنية “أصحاب السعادة”، إذ كُنت قلقًا من “الكوبليه” الذي يقول “لو جالنا الحزن نطنشه ويغني معانا ونفرفشه”، “كنت خايف من الجملة دي هقولها إزاي”، لكن تذكرت عندما غنيت “خفة ورقة ومنجهة” في أغنية “إيه العظمة دي كلها” من فيلم “مَن يُطفئ النار”، فهناك كلمات كُنا نتخوف من غناءها ومازلنا، لكن قام بها قبلنا نجوم الزمن الجميل، ولكل منهم تجارب مُغايرة، أبرزهم “العندليب” عبد الحليم حافظ ومحمد فوزي، فضلاً عن أن الفن والتجارة وجهان لعملة واحدة، بشرط الاحتفاظ بالكلمة الراقية والابتعاد عن كل ما هو هابط من كلمة بذيئة أو مشهد خارج، لأننا في النهاية عرب، ونلتزم بتقاليد وعادات مجتمعية مُعينة، لكن للأسف منذ فترة طويلة ونحن نُصدر لبلادنا تقاليد وعادات الغرب، ومنها ما يتنافى مع مجتمعاتنا العربية، ليس فقط في الفن، بل حتى نُقلدهم بصيحات الموضة، ومنها “الچينز المقطوع”، وعلى العكس، فهما يُصدرون لمجتمعاتهم كل جيد من صفات أخلاقية، إن كان الصدق في التعامل وتقدير قيمة الإنسان وغيرها، لكني دائمًا متفائل بالأفضل.

 بالعودة إلى بداياتك الفنية.. ما ذكريات لقائك وتعاونك مع كِبار الموسيقيين أمثال بليغ حمدي، محمد عبد الوهاب، ملحم بركات، و”العندليب” عبد الحليم حافظ؟

“حظي حلو” بالعمل مع كِبار الملحنين في مصر والوطن العربي، فهؤلاء الأساتذة العُظماء هُم مَن صنعوا التاريخ، وموسيقاهم حاضرة بقوة حتى وقتنا هذا، ومع إني ملحن في الأساس، ولحنت عددًا كبيرًا من الأعمال الغنائية منها “لفيت المداين، لمن هذا الجمال، لوحدك حبيبي، على دقة قلبي الميال، على كوبري 6 أكتوبر، يا بحر، العصفور، تيجي نقسم القمر، أدوب أدوب في دباديبو”، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحًا باهرًا، لكني حرصت على التنوع بغناء ألحان آخرين، وكُنت دائم التعلم من أساتذتي، حيث تعلمت من مدرسة “الرحبانية”، ومدرسة “العندليب” عبد الحليم حافظ الذي مازال يُنافسنا جميعًا رغم رحيله منذ سنوات طويلة، وهذا يرجع لذكائه الفني بإعتماده على أكثر من مدرسة شعرية ولحنية، وتعاونه مع أهم شعراء وملحنين مصر أمثال محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، محمد الموجي، كمال الطويل.

 ما نصيحتك للمواهب والأصوات الشابة؟

نصيحتي لكل فنان يمتلك موهبة التلحين هو عدم الاعتماد على غناء ألحانه، أو التعاون مع ملحن واحد فقط، وهذا الخطأ الذي يقع به العديد من المطربين لذا نجد معظم الأغنيات تُشبه بعضها، ولا تترك بصمة مع الجمهور، فالتنوع مطلوب، ونأخذ مشوار عمالقة الطرب أمثال فيروز، وعبد الحليم حافظ خير دليل.

 ما الجديد لديك خلال الفترة المقبلة؟

انتهيت من تسجيل وتصوير أغنية جديدة باللهجة المصرية بعنوان “ياما لسه بيسألوني” من ألحاني، وتحمل اللون الطربي، ومن المقرر طرحها خلال الفترة القليلة المقبلة، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.

اقرأ أيضًا : وليد توفيق وإيقاعات الأرتيست وكورال التربية الموسيقية بالمحكى 


 

;