«عودة الروح».. قصة قصيرة للكاتبة حنان عزت عويس

الكاتبة حنان عزت عويس
الكاتبة حنان عزت عويس

سرقت بعض الوقت وذهبت إلى شقتها فلم تجد سوى حوائط اختفت معالمها من شدة النار وتحولت إلى ظلام حالك كظلام الليل الذي تعيش فيه الآن وسط العائلة ... بعد أن احترقت الشقة في يوم لم تظهر فيه شمس الصباح .. فقدت كل محتويات الشقة ونجت بأولادها وزوجها؛ لم يمسسهم سوء .. وهذا ما أعطاها الصبر على تحمل البلاء الكبير ...

 لم تعد تملك سوى قوت يومها؛ تشد من أزر زوجها وأولادها وزوجها أيضًا يحاول تخفيف أعباء عائلته عنها، فقد صارت لا تقدر على حملها مع تعبها النفسي ..

وأصبح إجهادًا جسديًا واستهلاكًا لطاقتها في خدمة الجميع الذين كانوا مستغلين احتياجها للمكان بعد الحادث الأليم ..

الذي فقدت فيه حياتها واستقرارها، وحينما جاءت إلى بيتها ظلت تبكي تحت الشرفة وجمعت قواها التي ضاعت في خدمة الجميع، والنوم كالمغشي عليها .. وسط بحر من الدموع تكاد تغرق فيه ...

تقاوم وتتفقد حطام الشقة التي كانت لا تخلو من الضحك، والسعادة، والدفء، والأمان الذي تفقده ويفقده الصغار ... مع اشتعال النار في الكتب، والأقلام، وملابسهم العزيزة عليهم ...

وابنها الكبير الذي انهار مع انهيار أحلامه، ورسوماته، وأفكاره، غقد ضاعت سنوات بناها وأحلام تمناها .. كاد أن يصل إلى بر الأمان لولا وقوع الحادث الذي غير حياته ... انعدم الأمل والحلم، وأصبح يعيش حياة ليست حياته ..

بشر غريبة عليه يتعلم منهم عادات ليست كعاداته ... تحاول لم شمل العائلة من جديد للسيطرة على الموقف ...

تجلس مع زوجها وسط حطام الشقة ... يحاولان لم أشلائهما المتناثرة هنا وهناك ...

يحاولان الجلوس معًا في لحظة مع النفس للنفس .. ويبدآن معًا من جديد لعودة الحياة بعد أن تخلى عنهم الجميع بعد أن كان الجميع يلتف حولهم .. والبيت لا يخلو ممن كانوا جاعلين أنفسهم أحبابًا ...

يسارعون نحو من معه و يتركون من فقد ما معه .....

الجميع يلهث وراء الذين يستفيدون منهم .. أصبح زمن مصالح ..

وتبقى صامدة في ظهر زوجها حتى تعود الحياة ...

اقرأ أيضا | كاظم الساهر ينعى الشاعر كريم العراقي