نوستالجيا

على قد الشوق!

معتز عبد المجيد
معتز عبد المجيد

يعيش ملايين المصريين على أغانى الزمن الجميل حتى اليوم لأنها كالذهب والماس يزداد قيمتها كلما مر عليها الزمن.. أغان كتبت من القلب وعزفت على أوتار الحب وتغنى بها عمالقة الطرب وأعظمهم وأصدقهم..

أغان عابرة للزمن والحدود صنعت الوجدان الفنى العربى وعاشت تتردد بين مختلف الأجيال، رحل صناعها لكنها ظلت باقية شامخة تشهد على عظمتهم وإبداعم وتفردهم وتميزهم.

 ولكل أغنية من هذه الأغانى قصة وكواليس ومشاعر كانت سببا فى ميلادها وخروجها للنور، ومنها أغنية «على قد الشوق» وهى من أجمل الأغانى التى غناها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فى بداياته والتى تتغنى بها الأجيال وكأنها وليدة اليوم، قد لا يعرف عشاق العندليب وأغانيه أن هذه الأغنية ولدت نتيجة تجربة شخصية للموسيقار كمال الطويل ولها قصة حكاها العندليب.

حيث قال: «إن أغنية على قد الشوق ولدت بسبب حب فاشل لصديقه كامل الطويل، والذى التقى بفتاة جميلة فى الإسكندرية وأخذ يحدثه عن جمال هذه الفتاة وهما يجلسان ساعات طويلة على الشاطئ، وفى إحدى المرات كان صديقه كامل الطويل يدندن لحنا حزينا وفجأة مرت أمامه الفتاة التى يحبها، فاهتز وتعلقت عيناه بها، بينما لم تهتم الفتاة ومرت دون أن تلتفت له، فأخذ كمال الطويل يدندن: «على قد الشوق اللى فى عيونى ياجميل سلم».

وأضاف العندليب أن الجميل لم يلتفت لكمال الطويل الذى حزن بشدة حتى أن الدموع سقطت من عينيه، وفى اليوم التالى قال له حليم إن هذه الجملة واللحن يصلحان مطلعا لأغنية جميلة، وأشار عليه أن يعطى هذا المطلع للشاعر محمد على أحمد ليستكمل الغنوة، ووعده الطويل بأن يستكمل اللحن. ولكن مرت أيام وشهور وكمال الطويل لم يستكمل هذا اللحن حتى اجتمعا فى منزل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وتحدثا فى الفن والإلهام والصدف التى تخلق أغانى، وتذكر كمال الطويل اللحن وأخذ يدندن حتى استكمله على العود وأعجب جميع الحاضرين، وغنى حليم الأغنية فكانت من أنجح أغانيه.