نوبة صحيان

مع الدكتور بطرس غالى «١»

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

النيل والزيادة السكانية.. كانا من أكبر اهتماماته، وكان د. بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة من أظرف وأذكى وأمتع وأطيب الشخصيات التى يمكنك مقابلتها فى حياتك، فضلا بالطبع عن براعته الدبوماسية والقانونية المشهودتين دوليا.

وكان يمكن بسهولة أن يفتح لك قلبه وعقله، بشرط أن يثق بك، أو يرى فيك أشياء يحبها، وكان من حسن حظى أن تجمعنى بالدكتور بطرس عدة حوارات أجريتها معه لـ»أخبار اليوم» على سنوات متفاوته، كلها بعد عودته من نيويورك كأمين عام للأمم المتحدة، واستقراره بالقاهرة سواء كرئيس لمنظمة الفرانكوفونية الدولية، أو كرئيس للمجلس القومى لحقوق الإنسان.

صرنا بعدها فى علاقة ود وثقة أقرب للتلميذ مع أستاذه الكبير.. حتى عندما كان يسافر إلى باريس، ويقيم بشقته الخاصة فيها للنقاهة، أو لإجراء فحوصه الطبية الدورية..

لم يبخل أبدا بالرد على مكالماتى عبر تليفونه الأرضى هناك للاستفسار عن معلومة، أو أخذ رأيه فى قضية مثارة، وكانت كلمة السر بيننا هى «عم عبود» طاهيه الخاص الذى كان يرد أحيانا على تليفون منزل القاهرة، ليخبرنى بأن الدكتور فى باريس، وأننى أستطيع مكالمته الساعة كذا.

كان يجمعنى بالدكتور غالى عشق الآثار المصرية القديمة، وعندما أهديته مرة نموذجاً متقناً لرأس فرعونى.. أعجبه جداً، وقال مجاملاً «كنت أبحث عن هذا التمثال من مدة» وسأضعه على مكتبى الخاص بالمنزل.

و فى أحد حواراتى السياسية معه أردت أن أكتب «بروازا» أو زاوية شخصية عنه، فسألته عن قصة زواجه بالسيدة «ليا نادلر» حرمه وابنة صاحب حلويات «نادلر» الشهيرة بالاسكندرية قبل قرارات التأميم، فحكى لى قصة ارتباطه بها، وأنها حبه الوحيد، وعندما طلبت منه صورة تجمعهما بعد الزواج لنشرها مع البرواز وعدنى بها، ثم أرسل لى صورة  لهما، وهو سكرتير عام للأمم المتحدة، لكننى وجدت الصورة التى كنت أبحث عنها فى أرشيف «أخبار اليوم» فنشرتها مع الحوار وكانت مثار إعجاب منه، وللحديث بقية إن شاء الله.