قلـب مفتوح

المصريون اقتحموا العقبة فى توشكى

هشام عطية
هشام عطية

التاريخ المحفور على جدران المعابد يروى لنا من آلاف السنين وبزهو أن المصريين هم أول من علموا الدنيا الزراعة.

من مرمدة بنى سلامة والفيوم كان المصرى القديم هو أول من غرس وزرع وحصد وتحرر من الخوف والحاجة بعدما ضمن قوته.. وعندما اكتفى وشبع أشبع الآخرين.

التاريخ والقرآن يرويان لنا أيضا أنه عندما جاعت البشرية لم تطعمها إلا مصر، عندما عقرت أرض الكون عن أن تلد حبة قمح واحدة وعندما عم الجدب كل بلاد الدنيا لم ينقذها من الهلاك إلا صوامع غلال وقمح مصر كما ورد فى سورة سيدنا يوسف عليه السلام.

ليس هناك معركة مصيرية وتحديات وجودية أمام المصريين الآن أهم وأشق من توطيد أركان أمنهم الغذائى الذى أضحى جزءا أساسيا من أركان الأمن القومى الشامل للدولة.

أحلم أن نتحرر قريبا من أسر قوتنا الذى يأتينا من خارج حدودنا، ومن أغلال مئات المليارات الدولارات  التى ندفعها لتأمين طعامنا!!.

منذ شهور قليلة اقتحم المصريون العقبة فى توشكى اعادوها للحياة بعد ٢٥ عاما من الموات، حققوا معجزة جديدة من معجزاتهم، دمروا جبلا من الجرانيت يبلع طوله تسعة كيلومترات وعرضه ٢٠مترا كان يحول دون وصول الماء إلى توشكى، زرعوا ما يزيد على ٨٥ الف فدان بدأت تؤتى ثمارها، ومازالوا يطمحون لزراعة ٦٠٠ الف فدان أخرى تصل الى مليون فى المستقبل القريب تحمينا من يوم ذى مسغبة، وتقينا شر الاستيراد والدولار وسؤال اللئام.

اقتحم المصريون العقبة فى توشكى عندما أحيوا مشروعا مات من ربع قرن تقريبا، عندما تذكروا أن الخروج من ضيق الدلتا وإقامة مجتمعات عمرانية زراعية صناعية فى براح الجنوب الذى ازدهر خلال العقد الأخير بمشروعات تنموية ضخمة  وطابت فيه جنان وعيون هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا وأزماتنا.
اقتحم المصريون العقبة بعد أن أيقنوا أن الزراعة هى طريقنا لأن نصبح دولة صناعية عظمى، وأننا ضللنا الطريق وانحرفت بوصلتنا عن الاتجاه الصحيح عندما نسينا وأهملنا الزراعة وسلمنا زمام أمر طعامنا لبعض المستوردين الجشعين الذين ضاعفوا ديوننا وأطعمونا المرار والعلقم.