■ كتبت: مروة أنور
«كوز العسل يا تين».. هكذا تتعالى أصوات نداء بائعى التين الشوكي على جانبى الطريق بمركز «أبو زعبل» بمحافظة القليوبية، الذى يشتهر بزراعة التين الشوكي، لكن الملاحظ أن «فاكهة الغلابة» ارتفع سعرها بشكل ملحوظ هذا العام، حيث وصل سعر حبة التين إلى خمسة جنيهات، بينما لم يتجاوز سعر الواحدة منها جنيهين على أقصى تقدير في العام الماضي.
ومن المعروف أن التين الشوكي فاكهة محببة لدى الجميع، كما أن زراعتها غير مكلفة. «آخرساعة» تجولت فى مزارع التين الشوكي في «أبو زعبل» في محاولة لمعرفة أسباب ارتفاع أسعارها.
جشع واستغلال الباعة السريحة وراء ارتفاع أسعار التين الشوكي.. هكذا يقول صلاح الشعراوي أحد مزارعي قرية العوايدة بمركز «أبو زعبل»، ويضيف: «الأسعار عند المزارعين والتجار ثابتة، حيث يبدأ سعر قفص التين في بداية الموسم 300 جنيه، وفي نهاية الموسم يصل ل150 جنيهًا»، كما أن السعر ارتفع أيضًا لأن موسم الفواكة الصيفية عمومًا (خفيف) بسبب النوة التي حدثت في نهاية الشتاء، ونتجت عنها زرعات خفيفة، فوصل إنتاج التين الشوكي لثلث إنتاج السنة الماضية».
فيما يوضح فتحي محمد (مزارع)، أن هناك أنواعًا عديدة للتين الشوكي منه ما يتميز بلونه الأحمر وحجمه كبير ويُسمى «التين الفراولة»، ونوع آخر ثمرته صفراء وحجمه متوسط واسمه «الشامي»، بجانب أنواع أخرى تستورد بذروها من الخارج مثل «روجاتيلوتا» و»كريستلينا». وزراعة أشجار التين الشوكي عمومًا غير مكلفة وهناك طريقتان لزراعتها، الأولى باستخدام الألواح وتثمر بعد 4 سنوات، والثانية هي الزراعة بنظام «الكتوف»، وهي عبارة عن تضامن عدد من الألواح المركّبة، وتتميز هذه الطريقة بنضج الثمار في السنة الثانية، ويتم جمع الثمار يدويًا بواسطة عمَّال مدربين يرتدون قفازات خاصة لحمايتهم من الأشواك.
◄ اقرأ أيضًا | أبرزهم مرضى السكري ..هؤلاء ممنوعون من تناول التين الشوكي
أما تامر عواد (مزارع)، فيقول: «ارتفعت أسعار التين بسبب التغيرات المناخية والرياح التي هبت على البلاد قبل بداية الصيف وتسببت في فساد جزء كبير من المحصول، بالإضافة لتصدير جزء كبير منه للخارج حيث تُستخدم بذور هذه الثمرة في أغراض التجميل، ويطلق على التين الشوكي (فاكهة العظماء) لاحتوائها على فوائد عديدة للوقاية من أمراض الكبد والبنكرياس والقلب، وكذلك تقوية جهاز المناعة، بخلاف استخراج زيوت منها تستخدم في تقوية العظام وتحسين عمل الجهاز الهضمي وتقليل الوزن والضغط العصبي والمساهمة في تقليل التوتر.
◄ المحصول وتغير المناخ
«رياح النينو وراء ارتفاع أسعار فواكه الصيف عمومًا، والتين الشوكي على وجه الخصوص»، هكذا بدأ محسن عبدالدايم (بائع تين) حديثه معنا، مبررًا ارتفاع الأسعار هذا العام بقوله: «لقد فسد جزء كبير من المحصول نتيجة للتغيرات المناخية، فكان سعر القفص العام الماضى يتراوح بين 50 و70 جنيهًا، ووصل في بداية الموسم الحالي ل200 جنيه، ثم انخفض ل170 جنيهًا، كما أن تحديد سعر قفص التين يتوقف على نوع الأرض التي تأتي منها.
ويعقِّب على حديثه علاء محمد (بائع متجوّل): «أقوم بتحميل التين من مركز «أبو زعبل» على تروسيكل وأسرح في شوارع القاهرة بحي السيدة زينب وبعض المناطق المجاورة، والتروسيكل يحتاج إلى (تفويلة) كما أن سعر قفص التين زاد عن السنة الماضية، بسبب النوة الأخيرة التي ضربت المحصول، فتجد الفاكهة قليلة وجودتها أقل، وأنا أبيع الثلاث حبات بعشرة جنيهات، وفى مناطق أخرى مثل الزمالك والمهندسين يصل سعر الحبة إلى خمسة جنيهات وأكثر».
◄ جشع التجار
من جانبه، يقول حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين: «هناك حالة من الجشع لدى التجّار أدت لارتفاع أسعار الفاكهة عمومًا، كما أن التغيّرات المناخية التي حدثت خلال الشهور الماضية مثل ظاهرة (النينو) نتج عنها فساد الكثير من محاصيل الفواكه الصيفية». ويشير إلى أن ارتفاع أسعار التين الشوكي غير المبرر يرجع إلى إضافة بذوره بعد طحنها إلى مستحضرات التجميل، حيث تُستخدم هذه الفاكهة في مكافحة الشيخوخة، وتدخل في تصنيع كريمات الترطيب».
