مع انتهاء الصيف.. شاهد أروع الأحداث الفلكية بالسماء في سبتمبر

الأحداث الفلكية
الأحداث الفلكية

 ينتهي فصل الصيف خلال شهر سبتمبر  في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بالتزامن مع عودة كوكبي المشتري وزحل إلى سماء المساء.

هذا وستكون الليالي أقصر بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وتزداد دفئاً مع انتهاء فصل الشتاء.

اقرأ أيضاً|هل يصطدم كوكب زحل بالقمر؟.. «البحوث الفلكية» توضح الحقيقة

ويعد هذا الوقت من العام رائعاً لعشاق الفلك حيث يبدأ فصل الخريف في النصف الشمالي أو الربيع في النصف الجنوبي في 22 أو 23 سبتمبر،  حيث سيشهد نصفا الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي كميات متساوية تقريباً من ضوء النهار والليل في ذلك اليوم، بعد ذلك وحتى 21 ديسمبر سينخفض قوس المسار الظاهري اليومي للشمس عبر سماء  في النصف الشمالي تدريجياً من الكرة الأرضية مع قصر ساعات النهار وفي الوقت نفسه فإن رحلة الشمس اليومية عبر السماء سوف تصبح أعلى فأعلى في النصف الجنوبي مع زيادة ساعات النهار.

وبالنسبة لمراقبة السماء بداية الليل في شهر سبتمبر فيجب الانتظار حتى بعد الأسبوع الأول بسبب ضوء القمر الأحدب المتناقص وبعد ذلك في نهاية الأسبوع الثالث من الشهر سيعود ضوء القمر إلى سماء المساء مرة أخرى.

وسيصل القمر طور البدر في 29 سبتمبر وسيكون قمر الحصاد لأنه يحدث خلال عشرة أيام من الاعتدال الخريفي وطبعا لا تزال الكوكبات النجمية الصيفية في النصف الشمالي للكرة الأرضية تشاهد في سماء المساء المبكر.

ويرصد كوكب زحل بلمعانه المتوسط والذي سيقدم عرضاً رائعاً هذا الشهر حيث يشاهد بالافق الجنوبي الشرقي بعد شفق المساء مباشرةً وسيكون من السهل التعرف عليه لأنه ألمع جرم سماوي يشبه النجوم، وكان زحل وصل في 27 أغسطس إلى نقطة التقابل وفي نفس التوقيت تقريباً كان زحل في اقرب مسافة إلى الأرض في مدارهما حول الشمس، لا يزال كلا الكوكبين قريبين نسبياً من بعضهما البعض مما لذلك فكوكب زحل يشاهد طوال الليل تقريباً حيث يغرب  قبل بداية شفق الصباح، لذلك فهذا وقت مناسب لرصد زحل باستخدام التلسكوب على الرغم من انه يجب الانتظار لمشاهدته لمدة ساعتين على الأقل بعد غروب الشمس حتى يكون لديه فرصة للارتفاع فوق التأثيرات الضبابية للغلاف الجوي للأرض بالقرب من الأفق.

وقرب نهاية الشهر عندما يكون زحل مرتفعا عالياً فوق الأفق عند غروب الشمس يمكن رصده بالتلسكوب مباشرة و رؤية  نظام حلقات الكوكب الرائعة حتى باستخدام تلسكوب صغير.

ويبلغ قطرها أكثر من 282000 كيلومتر ولكن سمكها يبلغ حوالي 15 متراً فقط في المتوسط وسيلاحظ ان زاوية نظام حلقات زحل من منظورنا على الأرض، لذلك لا يمكننا رؤيتها بشكل جيد كما فعلنا في السنوات الماضية.

خلال العامين المقبلين سيكون من الصعب أن نرى نظام حلقات زحل لأنها ستظهر لنا حافتها تقريباً ولكن بعد ذلك ستتحسن رؤيتنا لها تدريجياً سنة بعد سنة، إضافة لذلك يمكن رؤية بعض أقمار زحل التي تشبه النجوم الصغيرة حول زحل. تيتان هو أكبر قمر لكوكب زحل وثاني أكبر قمر في النظام الشمسي والوحيد الذي يمتلك غلاف جوي سميك. 

القمر الأحدب المتزايد سيكون قرب زحل في 26 سبتمبر وليس هناك حاجة إلى تلسكوب للاستمتاع بهذا العناق السماوي وسيكون خلف زحل مباشرة كوكب المشتري حيث يظهر فوق الأفق الشمالي الشرقي حوالي الساعة 9 مساءً بحلول نهاية الشهر في نصف الكرة الشمالي (ولكن بعد ذلك بقليل في النصف الجنوبي).

كوكب المشتري سيكون مثل منارة ساطعة وهو تقريباً ألمع جرم سماوي يشبه النجوم في ليالي سبتمبر وسيكون في أقرب نقطة له من الأرض في نوفمبر لكنه قريب بما يكفي الآن لرصد عملاق نظامنا الشمسي العملاق باستخدام التلسكوب ومع ذلك يجب الانتظار لبعض الوقت حتى يرتفع الكوكب فوق التأثيرات الضبابية لغلافنا الجوي بالقرب من الأفق.

وبحلول نهاية شهر سبتمبر ستتمكن من القيام برصد أفضل لأقمار المشتري واحزمة غيومه في وقت مبكر من المساء وسيكون القمر الأحدب المتناقص في اقتران مع كوكب المشتري في اليوم الثالث والرابع. 

خلال سبتمبر يتوقع أن يصبح المذنب نيشيمورا C/2023 P1  مرئي بالعين المجردة حيث يمكن رصد المذنب في سماء ما قبل الفجر في برج السرطان ومن ثم برج الأسد حتى اليوم الثالث عشر عندما سيصل إلى أقرب مسافة من الأرض وبعد ذلك يمكن رصده في سماء المساء بعد غروب الشمس مباشرة.
 
لعل ابرز النجوم التي ترصد هذا الشهر في النصف الشمالي هي عن الدب الأكبر باتجاه الأفق الشمال الغربي إلى جانب الدب الاصغر الخافت على يمين الدب الأكبر مع نجم الشمال، بولاريس، في نهاية مقبضه.

وكل جرم سماوي في قبة السماء يدور حول النجم بولاريس كل 24 ساعة. بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لا يوجد نجم ساطع بالقرب من القطب السماوي الجنوبي.

وإذا تمكنت من زيارة منطقة مظلمة بعيدة عن أضواء المدن عندها يمكن مشاهدة شريط من الضوء باهت يقسم السماء من الأفق الشمالي الشرقي إلى الجنوب الغربي وهو ما يُعرف بشريط درب التبانة وهو الجزء الأكثر سمكا في المستوى القرصي لمجرتنا درب التبانة وسيكون أكثر جمالاً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية لأن الراصد ينظر نحو داخل المجرة بدلاً من النظر إلى الخارج ويوجد مركز مجرتنا في الاتجاه العام لفوهة إبريق الشاي في برج القوس.

أما في سماء الصباح الباكر يشاهد كوكب الزهرة الساطع في الأفق الشرقي ويمكن كذلك رؤية بعض الكوكبات النجمية الساطعة التي تشاهد في فصل الشتاء في النصف الشمالي، مثل الجوزاء (الجبار أوريون) قبل أن يصبح الشفق ساطعاً للغاية.

وبينما يواصل كوكبنا دورته حول الشمس ستعود نجوم الجوزاء وبقية النجوم الشتوية الى سماءنا المسائية في نهاية العام ولكن في الوقت الحالي دعونا نستمتع بروعة ليالي سبتمبر.