قضية ورأى

على قد العشم

د.ألفت المزلاوى
د.ألفت المزلاوى

تتعرض مصر، منذ فترة، وزادت مؤخرًا- لهجمة إلكترونية شرسة تقودها منظمات وجماعات وأفراد مارقة يتسم أغلب إنتاجهم بالمنهجية والدراسة والاستعانة بخبراء لخلخلة الاستقرار والعبثية، وزعزعة القناعات الوطنية، وهو ما يشاهده الجميع ويرصده ويعرفه، دون إدراك أثر ذلك على المتلقى.

الهجمات على مصر لها مواسم وهى مواسم كثيرة تنتشر على مدار الأيام والأعوام، فمصر دوما لها أعداؤها، منهم أعداء تاريخيون وآخرون مرحليون، تزيد الهجمات كلما زادت الأزمات سيما لو كانت أزمات لها ارتباط مباشر بحال المواطن وأحواله، أكل عيشه، صحته، ومعيشته، ثم هناك موسم أهم للهجوم والضغط على مصر والمصريين، تُجرى له الاستعدادات بعناية ومهارة فائقة، وهو موسم انتخابات الرئاسة وحينها يصبح رئيس البلاد نفسه هو الهدف للنيل من شعبيته وإنجازاته وأطروحاته ومبادراته ومستقبله السياسى، فأصبح من الملحوظ أن تلك الجماعات الشاردة الضالة تريد العبث فى ثوابتنا الوطنية، حتى نتخلى عنها ولا نؤمن بها،  فهم دعاة تكفير لكنه تكفير جرى تعديله من التكفير بالدين إلى التكفير بالدولة، وكلاهما مهالك لا طاقة لنا بها، ولا يصح أن نقع فى فخ شلة مارقة لا يمتلك أفرادها سوى غرف متناثرة فى كل بقاع العالم تبث منها الكراهية ومحاولات اختراق المواطن الذى جعلته الأزمات المتوالية فى أضعف أحوال التصدى. 

الاستهانة والترك والتجاهل لن تطفئ نيران أحقادهم بل ستزيدها، فلا يستطيع عاقل إنكار تأثير رسائل الإرهاب الشاملة المسجلة عبر مقاطع الفيديو على بنيتنا الوطنية وعلى شبابنا وعلى بيوتنا المستقرة، هناك أثر وتأثير يتنامى وسيظل كذلك إن لم تتم المواجهة بأساليب ابتكارية تتناسب مع أساليبهم، منصاتنا أمام منصاتهم، أصواتنا وكلماتنا ولقاءاتنا فى مواجهة قنواتهم ومحطاتهم ورسائلهم، ولكى يتم ذلك بشكل فاعل يحدث معه التأثير المطلوب يجب أن يبدأ بموجة إصلاح واسعة تطول كل ما يتعلق بالمواطن. 

لو أصلحنا ما يراه المواطن هو الأولى والعاجل والمطلوب، لقطعنا الطريق أمام محاولات الأعداء فى إحداث هذه الفوضى بين أبنائنا المصريين فى الداخل والخارج، فالمواطن حين يشعر بأن الدولة تتدارك أخطاءها وتعالج أزماتها، وتُفعّل أدواتها وتزيد من رقابتها لتقضى على تركة عارمة من السلوكيات المضرة، عندها يمكن القول إن العالم كله لن يستطيع أن ينال من عقيدة مواطن واحد ولن تستطيع قوى الدنيا أن تعبث بإيمانه بوطنه وجيشه وقائده وسيصبح داعما متصديا صادًّا لكل هجمة وطعنة تتلقاها بلاده لأنه أصبح مطمئنا على يومه ومستقبله وتمام مسيرته وحياته.

نحن بخير وإلى خير، سيحدث هذا لأن مصر فى معية الله دوما، أما متى سيشعر المواطن بهذا الخير فهذا يتوقف على الجهود والقرارات والتدابير التى طالما نطالب بتنظيمها وتداولها والاتفاق عليها ومخاطبة الشعب بشأنها، فالشعب هو الأصل وهو بيت القصيد وهو مصدر كل سلطة وسلطان.