أفكار متقاطعة

ضربة فى قلب إسرائيل

سليمان قناوى
سليمان قناوى

 تعانى إسرائيل من نزيف داخلى قد يفضى بها الى موت سريرى .ظل المهاجرون هم الحبل السرى الذى يمد تل أبيب بالحياة منذ أن نشأت دولة العدو الصهيونى. اليوم بدأ كثير من الإسرائيليين التفكير الجدى فى الهروب الكبير منها حتى أن استطلاعا للرأى أوردته يولاند نيل مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية بالشرق الأوسط أظهر أن واحدا من كل ثلاثة إسرائيليين يفكر فى الهجرة وهو تهديد وجودى لهذا الكيان الاستيطانى الذى يعتمد على الاستزراع البشرى بجلب المهاجرين لابتلاع أرض فلسطين إلا أن ما يحدث من هجرة مضادة يثبت أن كل ما بذلته وكالة الهجرة اليهودية مدعومة من أمريكا بالمال وروسيا بالمهاجرين على مدى 75 عاما سيضيع هباء،لإصرار الحكومة اليمينية المتطرفة على إجراء ما تزعمه بالإصلاح القضائى الذى سيحد من سلطات المحكمة العليا، ويراه الإسرائيليون قضاء على الديمقراطية وإحياء للديكتاتورية، ولم يتوقف الإسرائيليون عن التظاهر ضد هذه التعديلات القضائية منذ تسعة شهور. خطورة مايجرى أن من بدأوا فعلا فى الترتيب للهجرة هم صفوة مجتمع العدو كالعلماء وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين وخبراء تكنولوجيا المعلومات، بل وحتى رجال الشرطة المنوط بهم فض المظاهرات الأسبوعية التى لا تتوقف. وتنقل «نيل» عن البروفيسور ألون تال رئيس قسم السياسة العامة بجامعة تل أبيب تحذيره « بأن النزوح الجماعى، إذا حدث، يمكن أن يكون مدمرا مع تأثير على القطاعات الرئيسية مثل التكنولوجيا المتقدمة والطب والأوساط الأكاديمية «وترى سارة وهى إحدى الأمهات المشاركات فى الاحتجاجات «سيكون الأمر مفجعا لكننى لن أربى أطفالى فى بلد غير ديمقراطى،إذا لم أستطع التأكد من ضمان حقوق ابنتى كشابة فلن نبقى هنا «.

ونشر معهد البحوث الاقتصادية بتل أبيب»ايرى» دراسة جديدة أظهرت أن حوالى 56% من الشباب الإسرائيلى قالوا إنهم يدرسون عمليا خيار الهجرة، كما أفادت مصادر إسرائيلية أخيرا أن 500 طبيب هاجروا من إسرائيل بشكل دائم .وكشف تقرير آخر فى أبريل الماضى أن أكثر من 47 % من الإسرائيليين المسافرين للخارج قرروا عدم العودة .وأوضحت دراسة أجرتها دائرة التنظيم والعلاقات مع الإسرائيليين فى الشتات،أن هناك مليون إسرائيلى يعيشون خارج بلادهم نصفهم لا يريد العودة، خاصة أنهم يشعرون أن وضعهم الاقتصادى قد تحسن فى الدولة التى يعيشون فيها. وهكذا يكون تغيير النظام القضائى هو المسمار الذى دقه نتنياهو فى نعش إسرائيل.